من المؤكد أن تعويم الجنيه المصري سيكون له تأثير على اسعار الاسهم في البورصة المصرية إما عاجلا أو آجلا، إذ أن كل شيء يتأثر بسبب التعويم وتغير سعر صرف العملة المحلية.
والسؤال كيف يؤثر تعويم الجنيه على اسعار الاسهم في البورصة المصرية؟ هل هو تأثير إيجابي أم سلبي؟
علاقة سوق الأسهم مع سعر صرف العملة المحلية
تقول النظرية الأساسية هي أنه عندما يرتفع سوق الأسهم المحلي، فإنه يمنح المستثمرين الثقة في أن اقتصاد الدولة آخذ في الارتفاع أيضًا، مما يؤدي إلى زيادة اهتمام المستثمرين الأجانب والطلب على العملة المحلية، وعلى العكس من ذلك إذا كان أداء سوق الأسهم ضعيفًا، فإن الثقة تتداعى ويعيد المستثمرون الأجانب أموالهم إلى عملاتهم الخاصة.
كانت هناك حالات يبدو أن هذا صحيح فيها، عندما يؤثر أداء سوق الأوراق المالية على سعر زوج العملات، على سبيل المثال، أظهرت بورصة نيكاي في اليابان تاريخياً علاقة عكسية مع زوج العملات دولار أمريكي / ين ياباني، مما يعني أن ارتفاع مؤشر نيكاي سيؤدي غالبًا إلى تعزيز الين مقابل الدولار، ويرجع ذلك إلى أن المستثمرين رأوا مثل هذا الارتفاع كإشارة إلى أن الإقتصاد الياباني كان يكتسب زخمًا وسيسحب أموالهم من الدولار الأمريكي لإعادتها إلى الين.
بدأ العديد من المتداولين في رؤية مؤشر نيكاي كمؤشر لمستقبل زوج USD/JPY حيث يتم شراء هذا الزوج عندما ظهر الاقتصاد الياباني ضعيفًا ويتم بيعه عندما يظهر سوق الأسهم اليابانية علامات القوة.
تعويم الجنيه عام 2016 كان جيدا لسوق البورصة المصرية
كان التعويم المحدود الأول والذي فقدت فيه العملة المصرية نصف قيمته ذات تأثير مهم وايجابي على سوق البورصة المصرية وجاء في ظل مناخ استثماري عالمي أفضل من الوقت الحالي.
تصدرت البورصة المصرية الأفضل أداء لعامي 2016 و 2017، وجاء ذلك نتيجة اقبال الأجانب على شراء الأسهم المصرية وازدادت ملكية المستثمرين الدوليين للأسهم المصرية.
تتأثر الشركات التي تركز على التصدير للخارج إيجابا بعد تخفيض سعر صرف الجنيه، وما أكثرها في البورصة المصرية، وهي التي تقود المكاسب عادة عند انخفاض الجنيه المصري.
ويعتقد المستثمرون أن تلك الشركات هي التي تستفيد من هذا الوضع حيث ستكون قادرة على تحقيق مكاسب أفضل حيث ستكون منتجاتها أرخص في الأسواق العالمية.
مرة أخرى تعويم الجنيه خلال 2022 في صالح اسعار الاسهم في البورصة المصرية
من خلال نظرة على أداء مؤشر EGX30 المصري لاحظنا أن أسعار الأسهم انخفضت بشكل متسارع منذ اندلاع الحرب الروسية ضد أوكرانيا وسحب 20 مليار دولار من الأموال الساخنة في مصر.
لكن مع خفض قيمة الجنيه منتصف هذا العام عاودت البورصة المصرية الإرتفاع وتمكنت من تعويض خسائرها السابقة تقريبا.
الإرتفاعات الأخيرة قياسية ومهمة، وجاءت بعد اعلان تعويم الجنيه المصري بشكل كامل ليخضع سعره للعرض والطلب بناء على توصية صندوق النقد الدولي.
التحدي هو هل سيستمر هذا الإرتفاع وهل سيؤدي التعويم الجديد إلى موجة من الإستثمارات الأجنبية في مصر؟
المناخ الدولي عامل مؤثر على اسعار الاسهم في البورصة المصرية
هناك ما يهدد أسعار الاسهم في البورصة المصرية في ظل المناخ الدولي الحالي، حيث يترقب الجميع دخول الإقتصادات الغنية والكبرى مرحلة الركود الاقتصادي، وهذا من شأنه أن يؤثر سلبا على التصدير وبالتالي على الإنتاج وفي النهاية على أرباح الشركات.
ويميل المستثمرين في الوقت الحالي للإبتعاد عن البورصات، حتى الإستثمار في أسواق المال الأمريكية حاليا يعد مخاطرة كبرى وتذهب الأموال إلى السندات الجديدة التي يتم إصدارها بأسعار فائدة أعلى.
ويعد الإستثمار في الوقت الراهن بالأسواق الناشئة والنامية أكثر خطورة خصوصا وأن هذه الإقتصادات متضررة بشكل أكبر من الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وبناء على ما سبق قد تواصل البورصة المصرية ارتفاعها لكن التعويم لن يكون له تأثير جيد إلا بعد نهاية الأزمة الحالية والتي لا يعرف أحد إلى متى ستستمر.
إقرأ أيضا:
تأثير سد النهضة على الزراعة في مصر
نريد اصلاحات اقتصادية في تونس على طريقة مصر
تعويم العملة أو سعر الصرف المرن هو المصير المشترك
صدمة نيكسون ونهاية عصر العملات المقومة بالذهب وحلول زمن التعويم
كيف يمكن حماية المال عند انهيار العملة المحلية؟
خطة تجنب خسائر تعويم الجنيه المصري دون الإضرار بالشركات والموظفين
طريق الجنيه المصري إلى سعر الصرف الحر
5 مشاكل يجب على البنك المركزي المصري حلها قبل 2025
ايجابيات وسلبيات تحرير سعر الصرف
مفهوم التعويم وأنواعه وفوائده وأضرار سعر الصرف المرن
