كلنا نعلم أن فيس بوك يشكل مصدرا مهما للزيارات بالنسبة للمواقع الإخبارية، بل إن الكثير من المدونات التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة صممت لاستغلال المواضيع الشائعة بالكتابة عنها ونشر روابطها على الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم واستقبال كم هائل من الزيارات والربح من الإعلانات.
هذا النموذج الربحي الذي يضع بيضه كله في سلة واحدة، تعرض لضربة قوية منذ بداية هذا العام حيث أعلنت فيس بوك عن خوارزمية جديدة تعمل على إعطاء أهمية أكبر لمنشورات الأصدقاء والعائلة وتقلل من أهمية منشورات الصفحات العامة التي يستخدمها الناشرون من أجل عرض أحدث المقالات والأخبار لجمهورهم.
منذ أيام كتبنا عن انهيار زيارات مجلة Slate الإخبارية بنسبة 87 في المئة والسبب فيس بوك، وتطرقنا من قبل إلى عدة مواقع أخرى واجهت انهيارا مماثلا.
وفي هذه المقالة سنتكلم عن نتائج أسوأ لما يحصل الآن، وهو تسريح المدونين ومنتجي المحتوى من مواقع إخبارية كبرى إضافة إلى رصد حالة من افلاس مواقع إخبارية تؤكد وجود حالات أخرى عديدة.
-
تسريح المدونين والمحررين بسبب أزمة فيس بوك
في ذروة الزيارت القادمة من فيس بوك إلى مواقع الأخبار اتجه الكثير من الناشرين إلى توظيف المدونين ومنتجي المحتوى، خصوصا المتخصصين في كتابة أخبار رائجة على فيس بوك، والتي تحقق النجاح وتلفت الإنتباه عادة وتم استغلال قضايا شائعة عديدة من بينها الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.
لكن مع تراجع الزيارات التي تستقبلها هذه المواقع والمدونات منهما تلك التي ظهرت لإنتاج محتوى اخباري فيروسي على الشبكات الإجتماعية، وجد القائمون على تلك المواقع أنه لا يوجد حل سوى تسريح بعض المدونين والتقليل من حجم فرق العمل الخاصة بهم.
واحدة من أبرز المؤسسات الصحفية هي Vox Media التي تملك سلسلة من مواقع الويب وتوظف الكثير من المدونين والمحررين، وهي التي تملك مواقع شهيرة منها Vox.com، و Verge، و Eater، و أيضا SB Nation ومواقع أخرى.
أعلنت هذه المؤسسة أنه نتيجة تراجع الزيارات القادمة من فيس بوك لمواقعها المختلفة، قامت بتسريح 50 موظفا على الاقل خلال الأسابيع الماضية.
وقد وصفت Vox Media فيس بوك بأنها شبكة إجتماعية غير موثوقة، وقد تخلت عن الناشرين ووسائل الإعلام ومواقع الويب بشكل مفاجئ ودون سابق انذار.
هناك شركات منافسة هي الأخرى تستقبل الملايين من الزيارات من فيس بوك أقدمت على تسريح العديد من المدونين والمحررين الفترة الأخيرة، خصوصا هؤلاء الذين يعملون على كتابة الأخبار والمحتوى الذي ينتشر بقوة على فيس بوك.
-
التقليل من رواتب المدونين وتسريح منشئ المحتوى والمسوقين
بكل تأكيد تراجع الزيارات من فيس بوك دفع عدد من المؤسسات إلى التقليل من رواتب المدونين بنسب ملحوظة، وهذا من أجل توفير الأموال التي يمكن استثمارها في الإعلانات والطرق المدفوعة لجلب الزيارات، كما أنه تم تسريح بعض العاملين في فرق التسويق على الشبكات الإجتماعية خصوصا المسؤولين عن التسويق على فيس بوك أو التقليل من رواتبهم.
أبرز الناشرين الذين قاموا بمراجعة سياساتهم على فيس بوك والتقليل من الإستثمار في هذه المنصة هم Vice و Mic و Mashable والتي قللت أيضا من نشر مقاطع الفيديو مباشرة على صفحاتها العامة، واتجهت بعضها إلى تسريح العاملين في مجال صناعة الفيديو أو نقلهم إلى صناعة الفيديوهات للمواقع عوض الشبكات الإجتماعية.
-
افلاس مواقع إخبارية بسبب أزمة فيس بوك
خلال فبراير الماضي توقف موقع LittleThings عن نشر المقالات الجديدة بعد فقدان أغلب الزيارات القادمة من فيس بوك وهو من المواقع التي تعتمد على الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم، هذا قبل أن تعود المنصة للنشر لتحاول استرجاع الزيارات المفقودة والتفاعل دون أن تنجح في ذلك إلى الآن.
رصدنا أيضا أن عددا من المدونات التي كانت مصممة لجلب الزيارات من فيس بوك بنشر المواضيع المثيرة للجدل والربح من الإعلانات قد توقفت تماما عن العمل، ومثل هذه المدونات يقف وراءها شاب أو عدة أشخاص يقسمون المهام حيث يكتب البعض المحتوى المثير للجدل والشائعات والأخبار المزيفة فيما يعمل البقية على إدارة الإعلانات والترويج على فيس بوك ويتقاسمون الأرباح.
ومن المنتظر أن تختفي المزيد من المدونات التي لا تنتشر سوى على فيس بوك، بينما وجودها على جوجل ضعيف وهي مبنية على الأخبار المزيفة والمحتوى المثير للجدل فقط، بينما ستبقى المواقع التي تسثمر في المحتوى الجيد والتي تنوع من مصادر زياراتها.
نهاية المقال:
ذكرنا في المقال أسماء مواقع ومؤسسات إعلامية قامت بتسريح العشرات من المدونين، أخرى قللت من رواتبهم وأخرى قامت بتسريح منشئي الفيديو والمسؤولين عن التسويق على فيس بوك فيما انهارت بعض المؤسسات الناشئة واختفت مدونات وتستمر الأزمة التي تؤكد أن الإعتماد الأساسي على زيارات فيس بوك خطيئة كبيرة.