
تراجعت بيتكوين من 20000 دولار إلى 3700 دولار خلال 11 شهرا من الأزمة، وبالتوازي خسرت بقية العملات الرقمية المنافسة معظم قيمتها كما حدث مع العملة الرقمية الأكبر في العالم.
ويمكن أن تتراجع بيتكوين إلى 1000 دولار أمريكي، وتستمر الأزمة للمزيد من الأشهر قبل أن تنطلق مجددا هي ومنافساتها إلى القمر وفي مقدمتها الريبل XRP.
أعلم أن ما يحدث في السوق مخيف للغاية، ويثير ذعر أغلبية المستثمرين، لكن كما قلت منذ أشهر طويلة، ما زلت مقتنعا بأن الأزمة الحالية لا تنوي قتل بيتكوين وأبرز منافساتها المفيدة، هذه ليست قصة أزمة أزهار التوليب لكنها أقرب إلى أزمة الدوت كوم 2000، والأهم أن بيتكوين ومنافساتها واجهت أزمة مماثلة عام 2011 ثم أزمة أخرى عام 2013 وهذا ما سنسلط الضوء عليه اليوم.
-
أزمة 2011 الأسوأ في تاريخ بيتكوين
هل تعتقد أن أزمة 2018 الحالية هي الأسوأ في تاريخ بيتكوين؟ خسرت العملة الرقمية المشفرة الأكبر في العالم خلال الأزمة الحالية حوالي 80 في المئة من قيمتها.
بينما في أزمة 2011 خسرت 92 في المئة من قيمتها، حيث تراجعت من 30 دولار التي تعد السعر القياسي المسجل في يونيو من نفس العام، لتسقط بشكل سريع إلى 2.5 دولار خلال نوفمبر من نفس العام.
في ذلك العام، كان حجم التداول لا يزال منخفضًا ولم تكن هناك العشرات من منصات التداول حاليًا مثل Coinbase موجودة حتى الآن، كانت Mt. Gox تعالج حوالي 70٪ من جميع معاملات التشفير في العالم، بينما لا تتمتع بيتكوين بأي شهرة حينها ولا تزال سوى في بدايتها.
كانت بيتكوين في رأي من سمعوا بها مجرد وهم وفقاعة ستزول سريعا، لكن استطاعت العملة الرقمية المشفرة الأكبر في العالم تخطي محنتها و الإرتفاع مجددا مع استقطاب المزيد من المتداولين والمستثمرين.
-
أزمة 2013 – 2015 طويلة وبارزة
اندلعت أزمة 2013 على اثر مشاكل عديدة أبرزها أن أكبر منصة تداول في العالم تم اختراقها وأعلنت افلاسها ونتحدث عن Mt. Gox.
وصلت بيتكوين إلى 1000 دولار أمريكي خلال ديسمبر 2013، لتسقط مباشرة نحو 200 دولار خلال أشهر عامي 2014 و 2015، وتفقد بذلك 84 في المئة من قيمتها السوقية.
نعم الأزمة في هذه الحالة كانت طويلة حيث استغرق التراجع اشهر طويلة، ومقارنة بأزمة 2018 تعد الأزمة السابقة أطول عمرا.
-
أزمة 2018 إلى أين؟
حسنا الأزمة الأولى التي واجهتها بيتكوين خسرت فيها 92 في المئة من قيمتها وكانت سريعة، ثم جاءت أزمة 2013 – 2015 لتكون أطول مع خسارة السوق 84 في المئة من قيمتها، أما نظيرتهما الحالية فقد استغرقت 11 شهرا وخسرت السوق 80 في المئة من قيمتها.
ويبدو أن نهاية الأزمة الحالية ليس واردا الآن، بعد أن تدهور سعر بيتكوين وتراجع من 6500 دولار إلى 3500 دولار هذا الشهر، فالقاع على ما يبدو بعيد قليلا ويمكن أن يكون محددا على 1000 دولار كما أشرت في مقال سابق.
هذا يعني أنه خلال عام 2019 ستستمر الأزمة للربع الأول على الأقل وربما نرى بداية التعافي خلال الربيع القادم، لكن احتمال حدوث عودة قوية في النصف الأول من 2019 واردة بشكل عام.
هذا يعني أن السوق ستخسر 90 في المئة من قيمتها في هذه الأزمة قبل أن تعاود التحليق وتحطيم الأرقام القياسية السابقة ما بين 2019 و 2021.
-
الدرس المستفاد: مصير العملات الرقمية
هذه المرة تتمتع سوق العملات الرقمية المشفرة بظروف أفضل من الظروف السابقة التي عاشت فيها أزمات مريرة، فهناك وسائل الإعلام الداعمة ومجتمع داعم يقدر بالملايين من الشباب حول العالم، وهناك اهتمام من المؤسسات الإستثمارية الكبرى، كما أن الكثير من المؤسسات تبنت هذه التقنية، وهناك رغبة عالمية للإنتقال إلى مجتمع غير نقدي تتم فيها المعاملات المالية اليومية رقميا.
مصير العملات الرقمية واضح منذ فترة طويلة، فقد قلت أن بيتكوين والعملات الرقمية لن تموت، فقط بعضها سيموت لأنها قائمة على الغش والمضاربة ومشاريع فاشلة، أما الفكرة وتنفيذها الجيد ستبقى وستتمدد وسنرى المزيد من العملات الرقمية الوطنية أيضا.
نهاية المقال:
خسرت بيتكوين خلال 2011 حوالي 92 في المئة من قيمتها وخسرت خلال أزمة 2013 – 2015 حوالي 84 في المئة من قيمتها، وخسرت خلال 2018 حوالي 80 في المئة من قيمتها، لكن كل مرة تعود لتحلق ويكفي أنها انتقلت من 0.03 دولار عام 2010 إلى 3500 دولار الآن، والسؤال هو: هل ما زلت تعتقد أن العملات الرقمية ستموت؟