عاد وباء انفلونزا الطيور بقوة من جديد ليحصل ملايين الدواجن والطيور حول العالم، وهي ضربة غذائية مؤلمة للبشرية، سيكون لها تداعيات على أسعار الدواجن عربيا وعالميا.
وتعد لحوم الدواجن بشكل عام أرخص من اللحوم الحمراء وهي مفيدة وصحية وتعد الأفضل أيضا من حيث القيمة الغذائية التي تقدمها للمستهلكين.
لهذا فإن استهلاك الدواجن مرتفع مقارنة باللحوم الحمراء، وهذا واقع واضح في الدول العربية مثل مصر والمغرب والجزائر والأردن والعراق وبقية الدول.
عودة قوية لجائحة انفلونزا الطيور:
بينما لا تزال دول العالم مشغولة بوباء كورونا الذي يصيب البشر مباشرة، يحرز انفلونزا الطيور تقدما حول العالم حيث أصبح موجودا في اليابان والصين والعراق والتشيك وفرنسا والجزائر وموريتانيا والسينغال والهند وبنغلاديش واسكتلندا.
لا تزال المخاطر الصحية التي يتعرض لها البشر من فيروس H5N1 منخفضة للغاية وفقًا للحكومة الإسكتلندية، ولكن يتم حث الجمهور على الإبتعاد عن الطيور النافقة والإبلاغ عن أي رصد لها.
في اسكتلندا تم اعدام 14000 طائرا بعد أن تأكدت السلطات من اصابتهم بالفيروس، أما في اليابان فقد تم اعدام ربع مليون طائر هذا العام لتضاف إلى أكثر من 4 مليون طائر تم قتله العام المنصرم.
في الجزائر أعلنت السلطات نفوق 50 ألف من الدجاج في احدى المزارع المحلية، بينما أكد العراق إصابة 60 ألف من الدواجن.
في فرنسا تم اعدام مليوني بطة مصابة فيما أبلغت التشيك وموريتانيا عن أولى حالات الإصابة، وأوقفت الأخيرة استيراد الدجاج من الجزائر.
في الهند تم حظر نقل الدواجن من ولاية لأخرى مع ظهور الكثير من الحالات في بعض الولايات ورصد الإصابات أيضا في عدد من الطيور.
تأثير انفلونزا الطيور على استهلاك الدواجن:
مع انتشار الوباء وقتله الكثير من الطيور والدواجن، فإن ردة فعل المستهلك عادة ما تكون هي العزوف عن استهلاك هذه اللحوم وتفادي شرائها.
ويعد هذا خبرا سيئا للتجار والمزارعين وصناعة الدواجن برمتها، حيث أن النشاط التجاري يقل والخسائر تتزايد، وقد تضررت هذه الصناعة أصلا من اغلاق المطاعم في وباء كورونا وتراجع الطلب بصورة مهمة في عدد من الدول.
يخشى الناشطون في هذه الصناعة من الوباء المتنامي ويحاول الكثير منهم إخفاء الإصابات والقتلى من الدجاج والطيور لديهم.
بعد أن تسبب جائحة الفيروس التاجي في دمار صناعة الدواجن في البلاد، فإنها تترنح الآن تحت التهديد الجديد لعدوى إنفلونزا الطيور.
بسبب الخوف من أنفلونزا الطيور، كان بيع منتجات الدجاج والدجاج الأكثر تضررا، وهو ما حدث في السنوات الماضية عندما وصل الوباء إلى ذروته.
تأثير انفلونزا الطيور على أسعار الدواجن وبورصة الدجاج:
من المعلوم أن أسعار اللحوم البيضاء غير ثابتة وتتغير حسب العرض والطلب والمستجدات وأسعار العلف والتكاليف المرتبة بالإنتاج.
في بداية عام 2021، زاد الخوف من إنفلونزا الطيور بشكل كبير لدرجة أن الطلب على الدجاج ومنتجاته قد انخفض بأكثر من 70 في المائة، على حد قول تجار الدواجن.
قال رئيس اتحاد الدواجن في الهند، راميش خاطري، لـ IANS أن مبيعات الدجاج انخفضت بنسبة 70 إلى 80 في المائة تقريبًا خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة الماضية، في حين انخفضت الأسعار بنسبة 50 في المائة وانخفضت أسعار البيض أيضًا بنحو 15 إلى 20 في المئة.
وقال خاتري إن السبب الرئيسي لانخفاض الطلب على الدجاج هو أن حركة الدواجن من البنجاب وهاريانا وهيماشال براديش ودلهي وجامو وكشمير قد توقفت من ولاية إلى أخرى.
هذا هو الواقع في الهند وعالميا هذا ما يحدث عادة حيث يتفادى الناس شراء الدواجن واستهلاكها خوفا من الأضرار، وما يزيد الطين بلة هي المنشورات التي تخوف الناس من استهلاك اللحوم البيضاء لهذا السبب.
أما عربيا فإن أسعار اللحوم البيضاء ترتفع مع اقتراب شهر رمضان، حيث قفز سعرها في الجزائر مثلا إلى 350 دينار جزائري للكيلو، غير أن نفوق 50000 من الدواجن هناك من شأنه أن يدفع بورصة الدواجن للأسفل.
وبالعودة إلى عام 2005 فقد شهد الطلب على الدواجن في مصر والمغرب ودول أخرى هبوطا بنسبة 50% بسبب انفلونزا الطيور الذي انتشر حينها، وهو ما أدى إلى هبوط في أسعارها بشكل ملحوظ.
إقرأ أيضا:
الغايات من سباق الدول لإصدار علاج فيروس كورونا
عاصفة مرتقبة ستكلف الأرض تريليون دولار وتقطع إتصال الإنترنت