لدى جوجل سجل كبير من الفشل في قطاع الشبكات الاجتماعية وليس جوجل بلس أول موقع تواصل اجتماعي منها يلقى هذه النتيجة بعد الكثير من المحاولات في مسعى منها للإطاحة بالعملاق الأزرق فيس بوك والسيطرة على الإنترنت أكثر خصوصا وأنه تم الترويج بقوة لهذه المواقع على أنها يمكن أن تقضي على جوجل مستقبلا وتنهي محركات البحث!
منذ ماي 2011 وشركة جوجل تحاول أن تجعل من جوجل بلس أفضل موقع تواصل اجتماعي في العالم وقد استغلت نقاط قوتها لجلب المستخدمين إليها فيما أيضا سخرت قوتها التسويقية لهذا الهدف نفسه وأتذكر في الأشهر الأولى لهذه المنصة اعتماد الشركات سياسة الدعوات والتي وزعت منها الكثير على المنتديات آنذاك وكان هذا الأمر محفزا لنرى انضمام الملايين اليها وبقوة نمو حينها أكبر من نمو فيس بوك.
فجأة تراجع كل شيء خصوصا مع اتاحة الانضمام للجميع والدخول في معترك المنافسة بعيدا عن حماسية البدايات التي تكون عادة وردية في أي مشروع.
- فشل جوجل في تبسيط استخدام Google+
تميزت هذه الشبكة بواجهتها المميزة والتي توصف أيضا بأنها معقدة ولم تعتمد لغة تصميم بسيطة، وكمستخدم متقدم يمكنني القول أن الشبكة لم تصمم للمبتدئين لذا اغلبهم يواجهون مشكلات في استخدامها وأيضا التفريق بين الصفحة الشخصية والعامة وأيضا المجموعات.
ورغم التغييرات التي قامت بها منذ أشهر واعتمادها لغة الماتيريال إلا أن لا شيء تغير في الواقع ومن اللازم توفير دليل استخدام للمبتدئين لمعرفة كيفية الانضمام الى المجموعات والتعامل معها ونشر المنشورات وهي مشكلة واجهها بعض أصدقائي المبتدئين ولاحظت ذلك من كثرة تساؤلاتهم وملاحظاتهم.
- عدد المستخدمين النشيطين قليل
لدى موقع التواصل الاجتماعي جوجل بلس حوالي 540 مليون مستخدم في الواقع يعني أكثر من تويتر لكن عدد المستخدمين النشيطين هو 111 مليون مستخدم فقط.
الغالبية من المستخدمين على هذه الشبكة ينشرون لأجل ترويج المواقع والحصول على ترتيب افضل في نتائج بحث جوجل الذي يعتمد في ترتيب نتائج البحث على انتشار رابط معين في جوجل بلس.
وحتى صفحات المشاهير هناك لا تحظى بالمتابعة الكبيرة ولا يتم تحديثها كثيرا ومن المحبط كفنان أو مشهور أن تتابع التفاعل القليل لصفحتك على هذه الشبكة.
- جمود في التطوير وتحسين الشبكة
أخبار فيس بوك كثيرة ودائما لديه الجديد والمزايا التي يقدمها على عكس جوجل بلس من القليل جدا أن تسمع به على وسائل الإعلام.
جمود وبرود تعيشه هذه الشبكة التي لا تضيف الجديد ولم تعمل جوجل على استغلالها أو اضافة مزايا مبتكرة إليها لمنافسة الشبكات الأخرى.
هي حاولت تقليد فيس بوك في مجمل المزايا التي قدمتها بلغتها وفلسفتها في التصميم فقط، ولم تأتي بجديد يجعل الناس يتواجدون هناك لأطول مدة ويشاركون تفاصيل حياتهم وأيضا أفكارهم.
- تخلص جوجل من خدماتها وايقاف الاعتماد عليها
أقدمت شركة جوجل على التخلص من شرط وجود حساب في خدمة جوجل بلس +Google عبر جميع منتجاتها منذ شهر يوليو/ تموز عام 2015.
من جهة أخرى فإن الشركة الأمريكية لم تعد تطلب أيضا وجود حساب على هذه الشبكة عند كتابة مراجعة لتطبيق على جوجل بلاي.
والآن أقدمت ايضا على التخلص من خدمة البث المباشر والمجدول Hangouts On Air، فيما تعمل على التخلص من بقية الخدمات أو جعلها مستقلة عن هذه الشبكة.
هذا دليل على نية الشركة التخلص من هذه الشبكة الاجتماعية لكن بالطبع لن يحدث هذا إلا عندما تجد بديلا له، ولعل الاستحواذ على تويتر خطوة متوقعة.
نهاية المقال:
بناء على الأسباب السابقة وخطوات جوجل الأخيرة يبدو أننا سنودع جوجل بلس +Google في الأشهر القادمة، وفي هذا الوقت يعاني تويتر وهي شركة لن تصمد لمدة عامين كشركة مستقلة ما يعني أنها ستعرض خدماتها للبيع وهنا ننصح العملاق الأمريكي هذه المرة بالاستحواذ عليها عوض محاولة بناء موقع تواصل اجتماعي من الصفر، لكن ينبغي أن تتم الصفقة بأقل سعر ممكن كي لا يكون لها اثرا سلبيا عند وقوع فشل مستقبلي على حالة الشركة في البورصة.