بكل المقاييس، يبدو أن زيارة الوفد الأمريكي إلى الداخلة قد حققت نجاحًا كبيرًا، على المرء أن ينظر فقط إلى صورة وزير الخارجية ناصر بوريطة، مع الوفد الأمريكي مرتدياً الزي الصحراوي التقليدي لرؤية هذا.
في حين أن الصور السياسية – الرسمية – تقدم دائمًا سردًا مبالغًا فيه أو غير مكتمل، فإنها مع ذلك مفيدة في الإشارة إلى المزاج السائد.
في أغلب الأحيان يمكن للصورة الأصلية أن تكشف عن بعض التفاصيل – الجيدة أو السيئة – التي لا يمكن حتى للبيان الصحفي الاقتراب منها ناهيك عن الإشارة إليها.
تحدث الدبلوماسيون بحرارة عن المغرب والثقافة المغربية، وأشادوا بشكل خاص بالبلاد كحليف قوي وموثوق للولايات المتحدة.
ويمثل وصول الوفد أول زيارة يقوم بها مسؤول أمريكي رفيع إلى العيون منذ بدء الصراع حول الصحراء الغربية قبل أكثر من 40 عاما.
شدد السفير الأمريكي في المغرب على أهمية الدبلوماسية الأمريكية المغربية، قائلاً إنها “لم تكن بهذه القوة كما هي الآن”.
في 10 ديسمبر، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعم بلاده لوحدة أراضي المغرب، مؤكدا أن خطة الحكم الذاتي المغربية هي السبيل الوحيد لضمان الاستقرار والسلام في الصحراء الغربية.
شكل الإعتراف الأمريكي صدمة للجزائر، الجار الذي يتآمر على الوحدة الترابية للبلاد، والذي يدافع عن ما يسميه حقوق الصحراويين، بينما شعبه يعاني من الجوع والفقر.
في حين يبدو أن العلاقات المغربية الأمريكية قد تحسنت بشكل استثنائي خلال الشهرين الماضيين، فإن الدبلوماسية الودية بين البلدين تمتد على مدى 200 عام.
كان المغرب من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الولايات المتحدة، وفتحت موانئها أمام السفن الأمريكية في عام 1777 واعترفت رسميًا بالولايات المتحدة من خلال توقيع معاهدة سلام وصداقة عام 1786.
وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن الوثيقة “تظل أطول علاقة لم تنقطع في تاريخ الولايات المتحدة”.
أقام البلدان علاقات دبلوماسية كاملة في عام 1905، ومرة أخرى في عام 1956، مع اعتراف الولايات المتحدة باستقلال المغرب.
منذ ذلك الحين، تتمتع الولايات المتحدة والمغرب بتاريخ طويل من العلاقات الثنائية القوية، والعمل معًا على عدة جبهات استراتيجية.
على جبهة الصحراء الغربية، ألقت الوثائق الأمريكية التي رفعت عنها السرية مؤخرًا الضوء الذي تشتد الحاجة إليه على التنسيق بين الولايات المتحدة والمغرب منذ فترة طويلة.
أظهرت إحدى الوثائق التي رفعت عنها السرية نهج إدارة بيل كلينتون الودي تجاه موقف المغرب منذ عام 1999، بينما كشفت الأخرى أن الدور المركزي الذي لعبته الولايات المتحدة في الأصل في تبني المغرب لما يعرف الآن بخطة الحكم الذاتي.
وهذا يعني أن جو بايدن ولا أي رئيس آخر للولايات المتحدة الأمريكية سيتراجع نحو الوراء، بينما يبدو أن الجزائريين سيستمرون في الوهم.
على الصعيد الإقتصادي، اتخذت واشنطن والرباط خطوات كبيرة في السنوات الأخيرة لتوطيد علاقاتهما التجارية، في عام 2004 وقع المغرب والولايات المتحدة اتفاقية التجارة الحرة (FTA)، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2006.
وتستند اتفاقية التجارة الحرة إلى دعم الإصلاحات الاقتصادية والسياسية في المغرب، مع توفير فرص تجارية محسنة للولايات المتحدة في المقام الأول عن طريق تقليل وإلغاء الحواجز الجمركية.
وتتطلع الولايات المتحدة الأمريكية إلى زيادة صادراتها نحو أفريقيا التي تتضمن الكثير من الدول النامية والصاعدة والأسواق الشابة، ولن تجد أفضل من المغرب كبوابة لها.
أعلن السفير الأمريكي لدى المغرب اليوم أنه يعتزم شراء منزل في مدينة الداخلة جنوب المغرب، وقد أعجبته المدينة التي تقع بالصحراء المغربية على الأطلسي.
وتعد هذه إشارة ضمنية أيضا للسياح الأمريكيين والأجانب إلى ضرورة زيارة هذه المدينة في أقرب وقت ممكن ولما لا شراء منزل فيها لقضاء العطل أو بقية الحياة عند التقاعد؟
يحب الكثير من السياح الأوروبيين والغربيين المغرب لموقعه الإستراتيجي، ويأتي الكثير منهم لقضاء سنوات تقاعده مع زوجته.
إقرأ أيضا:
قطار البراق المغرب: أداة رواج اقتصادي ومفتاح التنمية الشاملة
لماذا فشلت صناعة السيارات في الجزائر ونجحت في المغرب؟
الإستثمار في المغرب: 500 فرصة من بنك المشاريع
شراكة المغرب مع أمريكا وتشجيع الإستثمار في أفريقيا