مع انتقال عالمنا إلى أنظمة صديقة للبيئة ومنخفضة الكربون، فإن الكثير من الوظائف تصبح خضراء، فيما سيتم خلق آلاف الوظائف الخضراء.
لقد نجح وباء فيروس كورونا في ايقاظ النفوس والبشرية من غفلتها، أصبحت زراعة الأشجار والإعتناء بها ومكافحة التغير المناخي من الأمور المهمة لدى مختلف الفئات حتى الفئات العمرية الناشئة.
مع ارتفاع معدل البطالة بسبب الوباء، هناك فرصة الآن لإعادة تشكيل مشهد الوظائف مع وضع البيئة في مركز الصدارة.
يهدف مخطط الإستثمار الحكومي، الذي تبلغ قيمته 160 مليون جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، إلى إنشاء 2000 وظيفة بناء جديدة لتصنيع توربينات الرياح البحرية وتحديث الموانئ.
ما هي الوظائف الخضراء؟
تعد الوظائف الخضراء، مثل عمال إعادة التدوير، ومركبي الألواح الشمسية، والاستشاريين البيئيين، أو مصممي المباني الخضراء، جانبًا مهمًا من التنمية المستدامة، حيث يمكنهم المساعدة في تحقيق أهداف تغير المناخ، والحفاظ على الطبيعة والبيئة، وزيادة الإمكانات البشرية في الانتقال إلى مجتمع منخفض الكربون.
تشمل الوظائف الخضراء عمال الغابات وفرز النفايات وأي أعمال تجارية أو حلول يقدمها العمال لتعزيز البيئة ومكافحة التغير المناخي.
المملكة المتحدة كنموذج للتحول العالمي:
بحلول عام 2030، يمكن أن يكون هناك 694000 وظيفة خضراء في قطاع الطاقة المتجددة منخفض الكربون في جميع أنحاء إنجلترا، وترتفع إلى أكثر من 1.18 مليون بحلول عام 2050، هناك إمكانات هائلة للنمو الأخضر.
تشير الأبحاث التي أجراها معهد أبحاث السياسة العامة إلى أنه يمكن توفير أكثر من 200000 فرصة عمل في مجال كفاءة الطاقة بحلول عام 2030، و 70000 وظيفة في الرياح البحرية وحدها في أقرب وقت ممكن بحلول عام 2023، بينما تقدر ثرايف رينيوابلز أن مصادر الطاقة المتجددة البرية يمكن أن توفر 45000 وظيفة جديدة بحلول عام 2035.
على الصعيد الإقليمي تختلف الفرص في شمال غرب إنجلترا، تركز الوظائف الجديدة على زيادة طاقة الرياح، بينما ستكون الوظائف الخضراء في لندن في الغالب في الصناعات المالية أو تكنولوجيا المعلومات أو الصناعات القانونية.
ملايين الوظائف حول العالم:
ليست المملكة المتحدة وحدها هي التي تعمل على التحول نحو عالم نظيف ومنخفض الكربون، بقية الدول الأوروبية موجودة على الخريطة، وقد جاءت الولايات المتحدة الأمريكية بخطط كبرى قد تصل تكلفتها إلى 2 تريليون دولار لإعادة بناء أمريكا نظيفة وبناء مدن صديقة للبيئة.
في شمال أفريقيا هناك المغرب الذي يعد الرائد في إنتاج الطاقات المتجددة، وفي الخليج العربي تتسابق السعودية وقطر والإمارات نحو نفس العالم الجديد.
الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، لن تكون بمعزل عن هذه التطورات، لهذا فإن الوظائف في هذه المجالات ستزداد بشكل متسارع.
كما أن الكثير من الشركات ستغير أساليب إنتاجها وستركز على توافق أعمالها مع البيئة، وستوظف المستشارين والخبراء الذين سيدمجون مكافحة التغير المناخي في منتجاتها.
وتعمل آبل على التخلص من أي أنشطة إنتاجية تضر بالبيئة بحلول 2030، وهي تصمم منتجاتها من مواد معاد تدويرها، وستصنعها كلها بالطاقة النظيفة.
إذا كان هذا التحول سيوفر 700 ألف وظيفة تقريبا في بريطانيا بحلول 2030، فإن الملايين من الوظائف ذات الصلة سيتم توفيرها في أمريكا والصين والإتحاد الأوروبي.
تعزيز النمو الإقتصادي العالمي:
في عام 2018، توقعت حكومة المملكة المتحدة أن الإقتصاد منخفض الكربون يمكن أن ينمو بنسبة 11٪ سنويًا حتى عام 2030، وهذا أعلى بكثير من معدل النمو المتوقع للإقتصاد الكلي.
على الصعيد العالمي، يبلغ إجمالي حزم الإنقاذ الاقتصادي الطارئ لـ Covid-19 بالفعل أكثر من 7 تريليون دولار أمريكي في دول مجموعة العشرين.
في الواقع، يمكن أن يساعد الانتقال إلى انبعاثات صافية صفرية والاستثمار في القطاعات منخفضة الكربون في التعافي من فيروس كورونا بسرعة.
تخطط فرنسا لاستثمار ثلث حافزها الإقتصادي بعد كوفيد البالغ 100 مليار يورو (90 مليار جنيه إسترليني) لتبني الإقتصاد الأخضر، أكثر من أي دولة أخرى كبيرة في الاتحاد الأوروبي لكن المنتقدين يصرون على أن هذا حتى أقل من المطلوب.
تركز ميزانية التعافي الألمانية البالغة 130 مليار يورو على الصناعات الصديقة للمناخ وتهدف إلى دعم البنية التحتية والتقنيات الخضراء مع إنفاق 40 مليار يورو على الأقل في هذا المجال.
إقرأ أيضا:
كل شيء عن أزمة المناخ العالمي أو خطر التغير المناخي
التخلي عن النفط مفتاح حل أزمة المناخ والتغير المناخي