تتمتع الهند بعلاقات مميزة مع الدول العربية خصوصا الخليجية، حيث تقدم لهم العمالة الرخيصة وتشتري منهم النفط والغاز الذي تحتاج إليه، ولكن طموحها يصل إلى القضاء على الإسلام السياسي.
تركز زيارة جيشانكار لمصر على تعزيز التجارة الثنائية، والتجارة والاستثمارات، وفقًا لوزارة الشؤون الخارجية الهندية، لامست التجارة الثنائية المصرية رقماً قياسياً بلغ 7.26 مليار دولار أمريكي خلال العام المالي 2021-2022.
الاستثمار الهندي في مصر يتجاوز 3.15 مليار دولار، وتوجد أكثر من 50 شركة هندية بنشاط في مصر في مجموعة من القطاعات مثل التصنيع والكيماويات والطاقة والبنية التحتية وتجارة التجزئة.
مصر هي إحدى الشراكات التي تسعى الهند لتحقيقها في توسعها الأوسع في الشرق الأوسط، الآن أكثر من أي وقت مضى، اكتسبت سياسة “انظر إلى الغرب” أهمية أكبر، منذ وصول رئيس الوزراء مودي إلى السلطة، كانت علاقات الهند مع دول غرب آسيا وشمال إفريقيا تنمو باستمرار.
من ناحية المعاملات تطورت العلاقات إلى علاقات استراتيجية بين الشركاء، مع التحولات الجيوسياسية الضخمة التي تحدث في الهند، وينتظر الجانبين تنفيذ وعود كبيرة للغاية.
ومع تراجع الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط والهزيمة التي لحقت بروسيا في أوكرانيا، تتجه الولايات المتحدة للتركيز على الصين فيما تغرق موسكو في مستنقع أوكرانيا، وهو ما يترك فراغا كبيرا في المنطقة لصالح الهند.
في حين أن الولايات المتحدة لا تزال المورد الرئيسي للدفاع والشريك لدول المنطقة، فقد أدركت حتى الدول المزودة للأمن مثل المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة أن الولايات المتحدة لم يعد بإمكانها أن تكون المصدر الأساسي والوحيد للأسلحة.
أصبحت روسيا بمواردها الهيدروكربونية شريكًا رئيسيًا لدول مجلس التعاون الخليجي مع ظهور أوبك بلس، كما أن تدخلها في سوريا حيث ساعد في تقويض وتدمير الدولة الإسلامية أكسبها أيضًا عقودًا دفاعية كبيرة وشراكات في المنطقة، وظهرت كمورد رئيسي للدفاع لدول مثل مصر والجزائر، بينما دخلت دول مثل المملكة العربية السعودية في تعاون دفاعي جديد مع روسيا، لكن موسكو تركز الآن على أوكرانيا ومن غير المرجح أن تلعب أي دور رئيسي في المنطقة في المستقبل القريب بعد التعاون في مجال الطاقة.
في الوقت نفسه، يبدو أن جندي المشاة التقليدي لدول الخليج باكستان التي غالبًا ما قدمت خدمات أمنية وعسكرية لدول الخليج غير قادر على الاستمرار في أداء هذه الواجبات، حيث لم يرغب في الانجرار إلى المنافسات الإقليمية مثل واحد بين إيران ودول الخليج ذات الغالبية السنية، أو بين قطر من جهة والبحرين والإمارات والسعودية ومصر من جهة أخرى.
وفي الوقت نفسه لم يقتصر الأمر على إيران، وهي خصم تقليدي للقوى السنية منذ الثورة الإسلامية، ولكن القوى الإقليمية ذات الثقل الكبير مثل تركيا بدأت أيضًا في تأكيد وجودها في المنطقة، ولديها أحلام الدولة العثمانية والتي تم تدميرها في سوريا ومصر وليبيا أيضا.
مهد البحث عن شراكات استراتيجية الطريق لاتفاقات ابراهيم، حيث قامت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو الأمر الذي أفاد الهند بشكل كبير حيث لا يتعين عليها الاستمرار في تحقيق التوازن في مقابل ذلك، حيث تتمتع نيودلهي بعلاقات قوية للغاية مع إسرائيل.
ويشير محللون من المنطقة إلى أن الحفاظ على الاستقرار والدولة القومية يمثلان الأولوية بالنسبة لدول المنطقة، والهند تنسجم بدقة في تعاونها مع المنطقة في هذا الإطار، من توفير العمالة الرخيصة إلى الاستثمارات في المنطقة، فإن علاقتها بمنطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا تزدهر.
ويتجه الزخم بشكل متزايد إلى قطاع الدفاع حيث من المقرر تعزيز التعاون الدفاعي الجماعي من خلال توسيع نطاق الاشتباكات العسكرية، وإطلاق التدريبات المشتركة، والإنتاج الدفاعي المشترك.
في حين أن العلاقات ترتكز على أمن الطاقة وتجمع العمالة الهندية، مع تزايد الثقل الجيوسياسي والاقتصادي للهند، فإنها تقدم شراكة مثيرة للمملكة التي تسعى باعتبارها أكبر اقتصاد في المنطقة مع صندوق ثروة سيادي بقيمة 400 مليار دولار، إلى رسم استقلالية أكثر، وتأكيد وجودها بشكل أكثر استقلالية في المنطقة مع إدخال إصلاحات كبرى لتحديث المملكة وتحويلها إلى مركز اقتصادي إقليمي.
تحدد خطة الرؤية السعودية 2030، على سبيل المثال، الهند كواحدة من البلدان الثمانية التي تم اختيارها للشراكة الاستراتيجية، وقد تم بالفعل إنشاء مجلس شراكة استراتيجية بين الهند والسعودية.
نما التعاون في مجالات الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب بشكل كبير بين الهند والمملكة العربية السعودية، وكذلك بالطبع مع الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والبحرين.
تتعاون الهند بالفعل بشكل وثيق مع دول مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة في مجال الدفاع، والذي يتضمن إجراء تدريبات عسكرية مشتركة منتظمة، وتبادل منتظم رفيع المستوى على مستوى رؤساء الخدمات وتبادل التعليم العسكري.
لقد وسعت الهند حاليا شراكتها لتشمل مصر في مجالات عديدة منها العسكرية والأمنية، حيث لدى الجمهورية العربية في شمال أفريقيا خبرة حديثة في مواجهة الإسلام السياسي والإرهاب.
وتواجه الهند حركات سلفية واخوانية متشددة على أراضيها ومن خلال شراكتها مع دول المنطقة يمكنها تبادل المعلومات والقضاء على تلك الجماعات قبل أن تصبح حركات او منظمات أكثر خطورة.
تحتل مصر المرتبة الأولى عربيا والمرتبة 13 عالميا في القوة البشرية العسكرية وتضم أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة، كما أنها نجحت في محاربة التمرد الإسلامي والإسلام السياسي على أراضيها، وتلك الجماعات تهدد الأمن الهندي مع تزايد الكراهية بين الهندوس والمسلمون على أراضيها.
إقرأ أيضا:
صراع الهندوس والمسلمين مفتاح جحيم الحرب الأهلية في الهند
تجارة الهند مع دول الخليج بالتفصيل وعدد العمالة الهندية
احتجاجات الحجاب في الهند وإيران تحقق نفس الهدف
ديون الهند الخارجية والداخلية 2022
لهذه الأسباب ستنسحب الهند من مجموعة بريكس
هل الصين والهند حلفاء فعلا؟ طبيعة العلاقات الصينية الهندية
كيف تحولت الهند من دولة علمانية إلى هندوسية متطرفة؟
اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.
تابعنا على: 
