
هناك أكثر من ممر اقتصادي ناشئ وجديد حول العالم، وكلها تضع أوروبا محورها، القارة العجوز التي يبالغ المحللين في القول أنها انتهت فيما تقول الأرقام الاقتصادية شيئا مختلفا.
ويعد مشروع الممر الاقتصادي الهند السعودي الإماراتي الإسرائيلي الأوروبي آخر تلك المشاريع، فيما أعلنت تركيا أيضا عن ممر لها بشراكة مع الخليج العربي وهي تشارك أيضا في ممرات أخرى مع الهند والصين وايران.
أهمية الممرات الإقتصادية في النظام العالمي الحالي
الممرات الإقتصادية هي الطرق البحرية أو الجوية أو البرية التي تستخدم لنقل البضائع والبضائع بين الدول والمناطق الإقتصادية المختلفة، تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز التجارة وتطوير الاقتصادات الوطنية والعالمية.
توفر هذه الممرات وسائل نقل فعالة وآمنة للبضائع والبضائع بين الدول، وتساعد في تسهيل تدفق البضائع وتقليل التكاليف والوقت المتطلب للشحن والتفريغ، وبالتالي، تعزز التجارة العالمية وتساهم في نمو الاقتصادات.
ومن خلال تيسير حركة البضائع والخدمات، تساهم الممرات الإقتصادية في زيادة النشاط الاقتصادي وتعزيز النمو الاقتصادي، تتيح للشركات الوصول إلى أسواق جديدة وزيادة فرص الاستثمار وتوسيع قاعدة العملاء.
كما تربط الممرات الإقتصادية بين الدول والمناطق الاقتصادية المختلفة، وبالتالي تعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي، تسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الدول وتعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية.
ويعد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منطقة مهمة لهذه المشاريع التي ستربط أكثر بين الشرق والغرب، وتسرع من نقل البضائع وتجنب أزمات سلاسل التوريد التي تعرض لها العالم في الوباء الماضي وأيضا في أزمة قناة السويس بالسنوات الأخيرة.
تتطلب الممرات الإقتصادية تطوير البنية التحتية للنقل، مثل الموانئ والمطارات والطرق والسكك الحديدية، هذا يساهم في تحسين البنية التحتية للبلدان ويعزز القدرة التنافسية والجاذبية للإستثمارات الأجنبية.
أهمية أوروبا في التجارة العالمية
الإتحاد الأوروبي هو أكبر كتلة تجارية في العالم، ويعد أكبر تاجر في العالم للسلع والخدمات المصنعة.
يحتل الاتحاد الأوروبي المرتبة الأولى في الاستثمارات الدولية الواردة والصادرة، ويعتبر الشريك التجاري الأول لـ 80 دولة.
وفي عام 2019، مثلت صادرات الإتحاد الأوروبي 15.6% من الصادرات العالمية وواردات الاتحاد الأوروبي 13.9%، مما يجعلها واحدة من أكبر اللاعبين التجاريين في العالم إلى جانب الولايات المتحدة والصين.
لدى الاتحاد الأوروبي حالياً حوالي 130 اتفاقية تجارية معمول بها، في انتظار أو في طور اعتمادها أو التفاوض بشأنها.
حسب قائمة أكبر الأسواق الاستهلاكية يأتي التكتل الأوروبي ضمن أكبر الأسواق الإستهلاكية في العالم وهو في المرتبة الثانية مع أكثر من 400 مليون مستهلك وبقدرة شرائية أعلى من الأسواق الصاعدة مثل الصين والهند.
يضم الاتحاد الأوروبي الذي يتكون من 27 دولة عضو، وهو يعتبر أكبر سوق موحد في العالم، وتمتلك الدول الأوروبية قوة اقتصادية كبيرة وتنتج مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجات الأسواق العالمية.
تتمتع أوروبا ببنية تحتية متطورة وشبكات نقل متكاملة تشمل الموانئ والمطارات والسكك الحديدية والطرق، هذه البنية التحتية تسهل حركة البضائع وتيسر التجارة الدولية، وهي تلعب دورا مهما في تصدير السلع إلى أمريكا الشمالية وامريكا اللاتينية وحتى أفريقيا.
كما تتمتع أوروبا بمستوى عالٍ من القدرة على الابتكار وتقنيات متطورة في مجالات مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة، يساهم هذا في تطوير منتجات وخدمات متقدمة تتمتع بتنافسية عالية في الأسواق العالمية.
الممرات الإقتصادية مهمة للتجارة بين الغرب والشرق
حتى القرن السابع عشر، كانت الهند والصين من أغنى دول العالم، وبسبب نفوذ الصين المحدود والأهمية المتزايدة لأمريكا الشمالية، تحول مركز التجارة العالمي إلى الدول الغربية، ونتيجة لذلك، أصبحت أوروبا مركز التجارة العالمية.
وتعتمد أكثر من 30 مليون وظيفة في الاتحاد الأوروبي على التجارة الخارجية، ومن المتوقع أن يتم تحقيق 90% من النمو الاقتصادي العالمي خارج أوروبا في السنوات المقبلة.
وتأمل الدول الصناعية في أوروبا زيادة الصادرات إلى الأسواق سريعة النمو الإستهلاكية الأخرى مثل الصين والهند والخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي المقابل تريد تلك الدول المشاركة في الممرات الإقتصادية زيادة صادراتها والإستفادة من هذه التجارية المتنامية بين الغرب والشرق.
إقرأ أيضا:
بديل قناة السويس الذي تدافع عنه روسيا والصين
الممر الإقتصادي الجديد يحول الهند إلى مصنع العالم بدلا من الصين
قناة السويس ستخسر التجارة بين الإمارات وتركيا لصالح ايران
هل الممر الاقتصادي مشروع محمد بن سلمان أم محمد بن زايد؟
خطة ربط إسرائيل بالمملكة العربية السعودية عن طريق السكك الحديدية
شعب غزة يؤيد التطبيع مع إسرائيل بعد المملكة العربية السعودية
تفاصيل مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل المسربة
مشكلة روسيا مع 147 مليار دولار من الروبية الهندية عديمة الفائدة
الصين والهند تفشلان مشروع البرازيل لإصدار عملة بريكس