أحدث المقالات

الليرة التركية تنهار أسرع من الجنيه المصري ويقتربان من التعادل

في مشهد اقتصادي متسارع ومثير للقلق، تواصل الليرة التركية...

من هو مخترع بطاريات الليثيوم؟ نهاية كذبة رشيد اليزمي

في السنوات الأخيرة نشرت وسائل الإعلام المغربية وحتى العربية...

أصل سكان تونس والجزائر: التونسيين والجزائريين أبناء أوروبا

في تقرير نشرته مجلة Nature حول "الحمض النووي القديم...

فضائل ومعجزات أبو إسحاق الحويني خليفة الألباني

والله ما عرفتم قدر أبو إسحاق الحويني، بل لا...

مكاسب مصر وإسرائيل والسعودية من حرب أمريكا ضد الحوثيين

أصبحت حرب أمريكا ضد الحوثيين رسمية بعد أن استأنفت...

المغرب وتونس يلعبان لعبة ذكية وخطيرة مع النفط الروسي

المغرب وتونس يلعبان لعبة ذكية وخطيرة مع النفط الروسي

بعد أن دخل حظر النفط الروسي حيز التنفيذ في الإتحاد الأوروبي تزايدت الشحنات التي وصلت إلى المغرب فجأة وكذلك تونس وهما بلدين لا يتعاملان من قبل مع منتجات روسيا النفطية.

وتبحث موسكو لنفسها عن أسواق جديدة خصوصا وان الصين والهند أظهرا اهتماما أقل بالنفط المكرر واقبال على النفط الخام أكثر.

الديزل الروسي في المغرب

حسب صحيفة وول ستريت، ارتفعت واردات المغرب من الديزل الروسي، التي بلغت حوالي 600 ألف برميل لعام 2021 بأكمله إلى مليوني برميل في يناير، مع توقع وصول ما لا يقل عن 1.2 مليون برميل أخرى إلى البلاد في فبراير، وفقًا لبيانات من كبلر.

يفضل عادة المغرب شراء المنتجات النفطية المكررة ومنها الديزل وبقية المنتجات الأخرى عوض النفط الخام، خصوصا وأنه لا يملك إلا مصفاة واحدة وهي متوقفة عن العمل منذ سنوات.

من الممكن أن يحصل المغرب على هذه المنتجات بسعر أرخص من أسعار الديزل السعودي مثلا، وهو ما اشعل جدلا في المملكة حيث يشكك الكثير من الناس بأن شركات توزيع المحروقات في البلاد تتلاعب بالأسعار وتحقق هامش ربح عالي.

تونس تستورد الديزل الروسي

تونس هي الأخرى والتي لم تستورد طيلة عام 2021 أي منتجات نفطية روسية، أقبلت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة على البنزين والديزل الروسي التي تستخدم عادة في صناعة الكيماويات والبلاستيك.

حصلت البلاد على 2.8 مليون برميل من منتجات النفط الروسية في يناير، ومن المتوقع أن تكون قد استوردت 3.1 مليون برميل أخرى خلال فبراير 2023.

يبحث هذا البلد أيضا عن مصادر أخرى للطاقة الأرخص واستغلال السقف الذي حددته أوروبا لأسعار النفط الروسي، والإستفادة من فارق السعر.

واردات النفط والغاز الأفريقية تكتسب أهمية في أوروبا

قبل غزو روسيا لأوكرانيا لم تكن واردات النفط والغاز الأفريقية مهمة بالنسبة لأوروبا مثل تلك الواردة من روسيا أو النرويج لكنها مصدر مهم، وفقًا لبيانات يوروستات في عام 2021 استورد الاتحاد الأوروبي 8 في المائة من زيوته البترولية من ليبيا، و 7 في المائة من نيجيريا، و 3 في المائة أخرى من الجزائر.

نظرًا لأن سوق النفط عالمي، فإن الإنتاج الأفريقي مناسب للاتحاد الأوروبي حتى لو لم تستورد أوروبا النفط مباشرة، بالنسبة للغاز الطبيعي، كانت الأرقام 12 في المائة من الجزائر، و 3 في المائة من نيجيريا، و 1 في المائة من ليبيا.

كان الأفارقة والأوروبيون يتابعون بالفعل مشاريع النفط والغاز معًا قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، شركة توتال الفرنسية مستثمر رئيسي في خط أنابيب النفط الخام في شرق إفريقيا المثير للجدل والمضر بالبيئة، والذي سينقل النفط من أوغندا عبر تنزانيا إلى الأسواق العالمية.

وقبيل شن روسيا هجومًا على جارتها في 24 فبراير، وقع وزراء الطاقة في نيجيريا والنيجر والجزائر اتفاقًا لإحياء خط الأنابيب الضخم العابر للصحراء الذي سينقل الغاز الأفريقي إلى البحر الأبيض المتوسط للتصدير، وهناك مبادرة ضخمة أخرى يقودها المغرب بالتعاون مع نيجيريا وأكثر من 10 دول أخرى.

لكن قرار الاتحاد الأوروبي بالتخلص التدريجي من الطاقة الروسية والذي أصبح إلحاحًا جديدًا مع تبني الاتحاد الأوروبي للحظر النفطي وتحرك روسيا لخفض تدفق الغاز إلى أوروبا أعطى هذه الخطط زخمًا جديدًا.

تهتم المفوضية الأوروبية باستيراد الغاز من الاحتياطيات غير المستغلة في نيجيريا وأنغولا والسنغال وأجزاء أخرى من افريقيا.

وفي 15 يونيو الماضي وقعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مذكرة تفاهم ثلاثية مع إسرائيل ومصر بهدف إرسال المزيد من الغاز الإسرائيلي عبر خطوط الأنابيب إلى الموانئ المصرية، حيث يمكن تسييله ونقله إلى أوروبا.

منتجات النفط الروسي تأتي إلى أوروبا من شمال أفريقيا؟

أشارت العديد من التقارير أنه بالتوازي مع ارتفاع واردات المغرب من منتجات النفط الروسي، فقد ارتفعت أيضا صادراته إلى أوروبا من هذه المنتجات وهو بلد معروف بأنه لا ينتج النفط وليس لديه اكتفاء ذاتي من الغاز الطبيعي.

ويبدو أن تونس هي الأخرى تلعب نفس اللعبة حيث تستورد النفط الروسي بسعر أرخص وتعيد بيعه لأوروبا بالسعر الدولي دون الكشف عن مصدره الأصلي.

والحقيقة أن مصر هي الأخرى تشارك في هذه اللعبة وكذلك الإمارات والسعودية وتركيا، كلها دول تحولت إلى منصات لإعادة شحن النفط الروسي أو بعض منتجاته الأخرى إلى الأسواق الدولية الأخرى.

المغرب وتونس يلعبان لعبة ذكية وخطيرة مع النفط الروسي

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في 25 يناير أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على المنتجات النفطية الروسية قد خلق سوقًا جديدة لتصدير المنتجات الروسية إلى أوروبا عبر دول ثالثة، مشددةً على أن المخاوف التي أثيرت بشأن شحنات النفط الروسية “تمتزج مع بضائع أخرى من المنتجات النفطية ويتم إعادة تصديرها”.

وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال أن “هذه العملية تخفي المصدر النهائي للمنتجات وتعقد الجهود الغربية لإزالة الوقود الأحفوري الروسي من اقتصاداتها”.

في هذا الوقت هناك مطالبات من المعارضة المغربية من جل الكشف عن حقيقة استيراد الديزل الروسي ومنتجات نفطية أخرى وبيعها في السوق المغربية على أنها قادمة من الولايات المتحدة ودول الخليج ما يجعل شركات توزيع المحروقات في شبهة الفساد والتلاعب بالأسعار.

بالنسبة لأوروبا ما يهمها هو أن تعوض النفص لديها من النفط ولو من خلال أطراف ثالثة تبيع لها النفط الروسي بسعر السوق بعد أن تبيعه روسيا لتلك الأطراف بأسعار منخفضة، وفي النهاية الهدف هو أن تخسر روسيا من خلال بيع النفط بأقل من 60 دولار للبرميل.

إقرأ أيضا:

المغرب بين مكافحة التضخم ونهاية الدعم الحكومي قبل 2025

أسباب افلاس آلاف الشركات في المغرب وكندا وبقية العالم

لهذه الأسباب يجب تعويم الدرهم المغربي بالكامل قبل 2030

لماذا من مصلحة العرب انتصار أوكرانيا على روسيا؟

بالأرقام: هزيمة روسيا في حرب الغاز والنفط وانتصار أمريكي أوروبي

روسيا ستعاني من الجوع بدون بطاطس مصر وخضرواتها

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)