المتابع لأخبار المجاعة يعلم أن شرق أفريقيا تشهد بالفعل مجاعات خطيرة هذه الأيام ومتسارعة، بسبب كورونا والحروب والخلافات حول النفوذ والمياه.
الدول في هذه المنطقة تتساقط واحدة تلو الأخرى في مواجهة أخطر أزمة اقتصادية ومالية، وهي المجاعة التي تتسبب في مقتل الملايين بسهولة وأسرع من الوباء والحرب.
المجاعة في موزمبيق:
فقط قبل ساعات قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحددة أن هناك مليون شخص مهددون بخطر المجاعة في شمال موزمبيق، وهذا على اثر سيطرة داعش على مناطق شاسعة وفرار الآلاف من الناس وتوقف الزراعة ومظاهر الحياة.
قال في تلك المناطق الآلاف من الناس والعسكريين الذين يتقاتلون في مواجهات مستمرة وعنيفة، وقد شنوا هجوما أيضا على مصالح لشركة توتال التي جمدت مشاريعها هناك.
مع انتشار التشدد والجماعات الإرهابية التي تحتكر الأراضي وتمنع مظاهر الحياة في المنطقة وتأخذ الأراضي من أصحابها بالقوة والقتل، هرب آلاف المزارعون تاركين وراءهم أراضيهم.
الواقع الجديد أدى إلى تشريد آلاف العائلات في المنطقة والذين لا يجدون الأكل والشراب والمسكن اللائق، فيما تغرق المنطقة بالفوضى.
المجاعة في مدغشقر:
تشهد مدغشقر منذ العام الماضي مجاعة متنامية أرغمت الناس على تناول الطين الأبيض من أجل البقاء على قيد الحياة، وهناك حوالي مليوني شخص بحاجة إلى مساعدات طارئة.
وقد تدخل البنك الدولي وقام بضخ 100 مليون دولار لمساعدة العائلات المنكوبة في هذا البلد، والمناطق الشاسعة التي تشهد موجة جفاف طويلة.
لقد أدى الوباء والجفاف إلى دمار هائل في المحاصيل ومصادر الدخل وانتشار البطالة والفقر المدقع، وتحاول الهيئات الأممية التغلب على هذا الوضع لكنها تفتقد إلى المزيد من التمويل.
وحسب أحدث إحصائية فإن 35 في المئة من سكان المنطقة بينهم 135 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
المجاعة في اثيوبيا:
حتى هذا البلد السريع النمو يعاني مؤخرا من أزمة اقتصادية قوية، وهو يعول على سد النهضة من أجل التنمية الشاملة.
في الشمال هناك حرب ضد الإنفصاليين، وقد هرب الآلاف من السكان من الحرب لمواجهة الجوع الحاد ومقتل المئات من الأطفال في المجاعة.
تهدد المجاعة هذا البلد أيضا من خلال أسراب الجراد التي تهاجم المحاصيل والتي عانت منها أديس أبابا في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.
المجاعة في السودان:
يعاني البلد المنقسم خصوصا جنوب السودان حيث الصراعات مستمرة بين أطراف متنوعة، ومن المنتظر أن يصل عدد الجوعى في الأشهر القادمة بهذا البلد إلى 7.2 مليون نسمة من الجوعى.
ورغم جهود الأمم المتحدة لإنقاذ المتضررين إلا ان عدد من الفصائل لا تسمح بدخول المساعدات أو وصولها إلى مخيمات المتضررين.
في ديسمبر، أخبرت سبع أمهات حزينات في قرية ليكوانجول في جنوب السودان ديفكس أن 13 من أطفالهن قد ماتوا جوعاً بين فبراير ونوفمبر، بعد فرارهم من أعمال العنف المميتة.
وقالت الحكومة المحلية أيضًا إن لديها تقارير عن 17 حالة وفاة مرتبطة بالجوع بين سبتمبر وديسمبر ولم تفهم سبب عدم اعتراف الحكومة المركزية بالأزمة.
وحاليا مع تواجد اللاجئين من اثيوبيا إلى هذا البلد تزداد الأمور سوءا في المخيمات، في وقت تستمر فيه الحكومة الإثيوبية بمواجهة من تقول عنهم أنه مخربين وانفصاليين.
المجاعة إلى مصر؟
كل الدول السابقة التي تطرقنا إليها تتواجد على مقربة من مصر وجنوبها مباشرة، وهو ما يعني أن المجاعة تقريبا هي على أبواب هذا البلد.
في الدولة العربية الأكبر بشمال أفريقيا، هناك وضع اقتصادي مختنق بسبب كورونا، ورغم أن القاهرة أدارت هذه الأزمة حتى الآن بشكل جيد، إلا ان سد النهضة يمكن أن يكون بوابة المجاعة إلى هذا البلد.
تطرقنا سابقا إلى تأثير سد النهضة على الزراعة في مصر، وتبين بالفعل أن القطاع الذي ينمو في هذا البلد ويوظف الملايين من سكانه بشكل مباشر وغير مباشر، يمكن ان يتلقى ضربة مميتة بسبب طموحات أديس أبابا.
ورغم الحديث عن الخيار العسكري، يؤكد العديد من الخبراء أن القاهرة لن تقدم على هذه الخطوة لأن مصالح دول عديدة ستتضرر وستضغط كي لا تندلع أي حرب في المنطقة، في هذا الوقت تؤكد تصريحات اثيوبيا أنها عازمة على خطواتها في تشغيل السد واستغلاله دون الخوف من أي ضربة عسكرية.
إذا كان هذا صحيحا ولم يتوصل أطراف الصراع إلى حل عادل لا يؤثر على حصة مصر من مياه النيل، فإن المجاعة ستجد طريقها إلى مصر في الأشهر أو السنوات القادمة.
إقرأ أيضا:
كل شيء عن المجاعة في جنوب السودان
توقعات 2021: المجاعة العالمية على الأبواب
الجزائر تسبب ارتفاع الأسعار ثم المجاعة في موريتانيا
قريبا المجاعة في الصين: إليك علامات وأرقام وحقائق مفزعة
الوباء تمهيد لما هو أعظم … المجاعة