توقعات 2021: المجاعة العالمية على الأبواب

توقعات 2021: المجاعة العالمية على الأبواب

وسط صمت المشاهير والمؤثرين وقلة الصوت الإعلامي رغم نداءات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، يهدد الجوع اليوم أكبر عدد من الناس منذ عقود وتتزايد خطر المجاعة.

نعم لقد نجحت الأزمة الإقتصادية المرافقة لفوضى وباء فيروس كورونا، في تحطيم دخل الكثير من الأسر التي تعمل باليومية إضافة إلى الاسر في السياحة والسفر وهو القطاع الأكثر تضررا.

ولا ننسى التغير المناخي، الناتج عن فساد الإنسان في البيئة واستنزاف الثروات والأنانية المفرطة لكل جيل بشري واهمال التفكير في مصلحة الأجيال المقبلة، وهو الذي تسبب في ارتفاع درجات الحرارة إضافة إلى الفيضانات وموجات الجفاف وفوضى بيئية مهمة.

يأتي عام 2021 محملا بالكثير من الأماني والأحلام بالنسبة للعالم، ولكن هناك الكثير من التحديات والمشاكل العالمية التي تحتاج إلى الحسم.

  • عام 2021 كارثي بسبب المجاعة

قال رئيس برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة: “سيكون عام 2021 كارثيًا فعليًا بناءً على ما نراه في هذه المرحلة من اللعبة”.

وحذر من أن المجاعة العالمية “تطرق الباب”، لكن هذا ليس غريبا بالنسبة لنا، إذ منذ أشهر نراقب هذا الخطر المتنامي ويمكننا أن نقول بكل تأكيد أنه لم يبالغ.

ولا يتعلق الأمر فقط بأفريقيا، فهناك حاليا أكثر من 10 مليون انسان في أمريكا الشمالية يعانون من اضطراب الأمن الغذائي ويعتمدون على بنوك الطعام للبقاء على قيد الحياة.

من المرجح أن تتأثر أستراليا ونيوزيلندا هي الأخرى وبعض من أفضل الدول في العالم، علامات التحذير موجودة بالفعل.

تعطلت التجارة الدولية وتعرضت قدرة أستراليا ونيوزيلندا على استغلال العمالة الدولية الرخيصة أيضًا للاختناق، مما ترك العديد من محاصيلهم في خطر التعفن في الحقول.

ومع ذلك، فإن الوضع أسوأ بكثير في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نقص عالمي وصدمات اقتصادية.

وأضاف: عام 2021 سيكون على الأرجح “أسوأ أزمة إنسانية منذ بداية الأمم المتحدة … كما أقول، جبل الجليد أمام تيتانيك”.

  • مجاعات متعددة في أماكن عديدة

تلوح في الأفق مجاعات “متعددة” بسبب الحروب العسكرية خصوصا في اليمن واثيوبيا وسوريا ولبنان إضافة إلى جنوب السودان.

كما أن التغير المناخي المتمثل في الجفاف وموجات الجراد وارتفاع درجات الحرارة تهدد بإشعال المجاعة في دول مختلفة مثل مدغشقر وجنوب أفريقيا وعدد من دول جنوب الصحراء في القارة.

أما كورونا فقد زاد الطين بلة وجعل الملايين من الناس بدون وظائف وبالتالي لا يستطيعون شراء الأكل والإستمرار في ذلك بدون مساعدات حكومية طارئة.

يتوقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن يبلغ عدد المحتاجين للمساعدة الإنسانية والحماية العام المقبل 235 مليون شخص، أما هذا العام كان هذا الرقم هو 170 مليون.

يحذر مارك لوكوك، منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة من أن الفرصة “الفاحشة” لحدوث مجاعة عالمية في عام 2021 ستؤدي حتمًا إلى حرب واضطرابات أهلية.

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العالم على “الوقوف مع الناس في أحلك أوقاتهم من حيث الحاجة”.

  • تهديدات متزايدة بسبب تغير المناخ

النيران التي تحرق الغابات والمحاصيل، وموجات الجفاف الكبيرة التي يعاني منها العالم، والفيضانات التي تحدث في الدول التي تشهد الأمطار، كلها عوامل تجهد المحاصيل والبساتين من الصين إلى أمريكا الجنوبية.

إحدى العلامات الواضحة على تزايد الإجهاد الغذائي هي الطريقة التي تنتشر بها أساطيل الصيد في الصين بعيدًا، لكن هذا مجرد مؤشر صارخ على إجهاد مخزون أسماك المحيط.

يعتبر الصيد الجائر مشكلة أيضًا لأستراليا ونيوزيلندا، ويمكن ملاحظة ذلك في الأسعار وموثوقية العرض.

يُظهر انهيار مصائد الأسماك حول العالم مدى ضعف حياتنا البحرية، ومن الواضح أن البشر يستغلون المحيطات بما يتجاوز المستويات المستدامة.

ويعتمد مليارات الأشخاص على المأكولات البحرية للحصول على البروتين وسبل عيشهم، ولكن بالسماح باستمرار الصيد الجائر فإننا نضر ليس فقط المحيطات ولكن أنفسنا.

ذكر تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه “في عام 2020 تضرر أكثر من 50 مليون شخص بشكل مضاعف: بسبب الكوارث المرتبطة بالمناخ (الفيضانات والجفاف والعواصف) ووباء كوفيد -19”.

شهدت أستراليا حرائق غابات شديدة، لكن كاليفورنيا كذلك وسيبيريا وإندونيسيا والبرازيل والأرجنتين.

وسط كل ذلك، سجل القطب الشمالي مستويات قياسية جديدة للجليد البحري، وتعمل الأنهار الجليدية في أنتاركتيكا على تسريع انزلاقها في المحيطات.

لا ننسى أيضا أنه تم تسجيل هذا العام 30 اعصارا أطلسيا وهذا رقم قياسي وكبير يدل على أن الأمور ليست على ما يرام.

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن “حالة الكوكب محطمة”، “هذا انتحاري”.

كل هذه الظروف لا تصب في صالح البشرية بل إنها في صالح المجاعة التي يمكنها أن تكون عالمية، مع تزايد الدول التي تعاني من انهيار الأمن الغذائي.

إقرأ أيضا:

الجزائر تسبب ارتفاع الأسعار ثم المجاعة في موريتانيا

قريبا المجاعة في الصين: إليك علامات وأرقام وحقائق مفزعة

الوباء تمهيد لما هو أعظم … المجاعة

انفجار بيروت: المجاعة واردة لكنها فرصة لبنان

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز