لجأت روسيا إلى استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية واسلحة ايران لأنها أرخص ولأنها أفضل من السلاح الروسي المكلف والأقل دقة، لكن المفاجأة أن ايران تعتمد على إسرائيل والولايات المتحدة.
قال الخبراء إن شراكة إيران الاستراتيجية مع روسيا، فضلاً عن قدرات طهران المتنامية للطائرات بدون طيار، تجعل الجمهورية الإسلامية مورداً منطقياً لموسكو.
قال جيريمي بيني، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في شركة الاستخبارات العالمية جينيس: “ربما تكون روسيا مهتمة لأن الإيرانيين طوروا طائرات بدون طيار تستخدم على نطاق واسع مكونات تجارية جاهزة، مما يجعلها رخيصة، والتي تم الحصول عليها على الرغم من العقوبات الشديدة”.
قال مراقبون إن تزويد روسيا بطائرات بدون طيار قد يكون له تداعيات كبيرة على طهران، مما يجعل إيران داعمًا نشطًا للغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي أثار انتقادات داخل الجمهورية الإسلامية.
صرحت إيران رسمياً بأنها تعارض الحرب وتؤيد وقف إطلاق النار، بينما تلوم في الوقت نفسه “استفزازات الناتو” على الصراع.
قال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية (ICG): “من الواضح أن إيران اختارت معسكرها ولا يبدو أنها تهتم بالسمعة أو التكاليف المالية لتحالفها مع روسيا”، “هذا هو التضمين الاستراتيجي لشراكة إيران التكتيكية مع روسيا في سوريا، والتي أثبتت أنها ذات قيمة عالية للقيادة في طهران”.
تؤكد العديد من التقارير أن الطائرات المسيرة الإيرانية يمكن أن تكون مفيدة لروسيا في مهام الاستطلاع التكتيكية على ارتفاعات عالية، وتدمير أهداف في أراضي العدو، وتوجيه نيران المدفعية، والحرب الإلكترونية.
لكن تقارير أخرى جديدة تذهب إلى الكشف عن مكونات هذه الطائرات التي نعتقد انها تتضمن شرائح صينية وأخرى تم صناعتها في تايوان، لكن يتضح أن التقنية وأجزاء كبيرة من تلك الطائرات صناعة أمريكية وإسرائيلية.
حسب التقارير التي نشرتها المخابرات الأوكرانية فإن ثلاثة أرباع مكونات الطائرات الإيرانية المسيرة التي أسقطت في أوكرانيا هي أميركية الصنع.
حتى طائرة إيرانية بدون طيار من طراز مهاجر-6 صناعة أمريكية في أجزاء كثيرة منها، وهناك أجزاء أخرى تصنعها شركات عسكرية إسرائيلية.
من بين أكثر من 200 مكونا تقنيا حددها المحققون الأوكرانيون الموجودة في الطائرات المسيرة الإيرانية صناعة أمريكية إسرائيلية وكذلك يابانية.
ولا نعرف حاليا كيف تحصل ايران على تلك المكونات، لكن يقال ان شركات صينية لديها علاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة تحصل على التقنيات الغربية وتبيعها لإيران رغم العقوبات وحساسية هذه التجارة مع ايران.
ويقول آخرين أن ايران في عهد الحرب العراقية الإيرانية حصلت على الكثير من الأسلحة الغربية والإسرائيلية تحديدا ومن هذا المخزون تصنع الطائرات المسيرة الإيرانية.
وجدت المخابرات الأوكرانية، أنه يتم تجميع المهاجر الإيراني الصنع من أجزاء منتجة في بلدان مختلفة، ومعظم المكونات من الولايات المتحدة، تحتوي الطائرة بدون طيار على محرك نمساوي وكاميرا يابانية بالإضافة إلى جهاز تحديد المدى بالليزر صنع في الصين وقنبلة جوية تم إنتاجها في إيران.
ولا يوجد أي مكونات روسية بداخل تلك الطائرات التي أسقطتها أوكرانيا واخذتها للمختبرات لتحليل بقاياها ومعرفة كيفية صنعها ومن وراء تلك الأسراب التي تستخدمها روسيا هذه الأيام لضرب المدن الأوكرانية.
يدرس الخبراء الأوكرانيون كيفية استخدام الأجزاء الأجنبية الصنع في الطائرات الإيرانية بدون طيار الآن، لقد نقلت الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية بالفعل الأرقام التسلسلية والبيانات الخاصة بمصنعي المكونات إلى البلدان الشريكة.
سيكون على التحقيقات أن تجد ما هي البلدان والشركات التي تبيع تلك المكونات لإيران وكيف حصلت عليها، وقد تكون بعض الشركات من دول حليفة للولايات المتحدة مثل الهند تبيع هذه التقنيات للدولة العسكرية في الشرق الأوسط.
إقرأ أيضا:
قناة ايران انترناشيونال كابوس طهران الذي تموله السعودية
روسيا والصين في ورطة بسبب صراع ايران ضد السعودية
حرب المعسكرين: ايران والجزائر وروسيا ضد إسرائيل والمغرب وأمريكا
عن قمة سيكا التي تجمع ايران وإسرائيل والعرب
تحالف السعودية مع روسيا حليفة ايران مؤقت وهش أيضا
نهاية شرطة الأخلاق في ايران وهيئة الأمر بالمعروف في السعودية