لم يوقع الزعيم فولوديمير زيلينسكي اتفاق المعادن وهو ما اعتبره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إهانة للولايات المتحدة، في هذا الوقت يرفض الرئيس المصري الجبان عبد الفتاح السيسي تحديد موعدا لزيارة البيت الأبيض.
وقد طرد ترامب زيلينسكي من البيت الأبيض بعد خلاف في المكتب البيضاوي، ويقول إنه “أهان” الولايات المتحدة بسبب عدم توقيع صفقة المعادن.
وبينما اعتبر زعماء أوروبا موقف الرئيس الاوكراني شجاعا، واحتفت به الشعوب الحرة في الغرب والشرق، كان للشعوب العربية موقف خضوعي وسيء جديد.
نعم إنها الشعوب التي تحب الرئيس المستبد فلاديمير بوتين، وتنصح الأوكرانيين بالإنضمام إلى الإتحاد الروسي والإبتعاد عن الديمقراطية والتخلي عن أراضيهم لروسيا الإستعمارية.
حسابات خليجية ومصرية كثيرة على الشبكات الإجتماعية اعتبرت المشادة الكلامية إهانة للرئيس الأوكراني، وتشفت من موقف أوكرانيا الصعب بسبب انقلاب الإدارة الأمريكية الجديدة وتقاربها مع روسيا.
لقد اتخذ النقاش في المكتب البيضاوي منعطفًا مختلفًا عما عهدناه، لم يعد الرئيسان يجيبان على أسئلة الصحفيين، بل كان جدالًا مباشرًا بين جيه دي فانس وزيلينسكي، ثم كان على ترامب الإنضمام.
لكن المثير للإعجاب هو أن فولوديمير زيلينسكي أثبت أنه رئيس قوي يعول عليه شعب حر وقوي حيث ناقش الرئيس الأمريكي ونائبه وكان هناك جدالا محتدما.
وقد أشار بعض منتقدي الرؤساء وقادة العرب إلى ملك الأردن الذي لم يكن في أفضل حالاته أمام ترامب عند ذهب إليه لإقناعه بأن تهجير الفلسطينيين غير مقبول.
بعد تلك الزيارة التي كانت سيئة للعاهل الأردني المحترم عبد الله الثاني بن الحسين، تراجعت الإدارة المصرية عن تحديد موعد لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأمريكا.
الرئيس المصري الجبان ويتجلى ذلك أصلا في خوفه على كرسي الحكم، لهذا لا يريد تطبيق إصلاحات صندوق النقد الدولي كما حصل عليها في عام 2016 وظل يضيع الوقت ويجري تعويما تدريجيا حتى جاءت حرب أوكرانيا وروسيا التي أثرت سلبا على الإقتصاد المصري.
منذ أن أعلن الرئيس ترامب عن خطته لقطاع غزة وجه السيسي أبواقه الإعلامية لمهاجمة أمريكا وإسرائيل والخطة التي يصر عليها الأمريكيين ورأينا استعراضات بهلوانية من الجيش المصري في سيناء.
لقد رفض الرئيس الأوكراني التوقيع على الاتفاق لتسليم المعادن للولايات المتحدة التي يحكمها رئيس يرى في كل شيء تجارة وفرصة لتحقيق المال.
بكل تأكيد معادن أوكرانيا الثمينة ومواردها تستخدم لاحقا في تسديد ديونها وتسوية وضعها لكن هذا لن يحدث بدون وضع حد لروسيا الإستعمارية.
وعلى كل حال فما فعله ترامب هي خيانة لأمريكا قبل أن تكون خيانة لأوكرانيا والعالم الحر، وهو يواجه انتقادات عنيفة هذه الأيام من صحافة روبرت مردوخ وحتى من بعض الجمهوريين العقلانيين.
وبالنسبة للعرب ينتظر أن تكون هناك قمة عربية في الرابع من مارس، حيث ستعرض الدول المشاركة في القمة المصغرة قبل أيام خطتها على البقية للموافقة عليها والذهاب بها إلى الرئيس الأمريكي.
وتراهن الدول العربية أن يركز ترامب على القضية الأوكرانية ومشاكل أخرى ويترك مشكلة غزة، وهم يعرضون إعادة اعمار القطاع وفي أفضل الأحوال طرد حماس منها بدون طرح آليات حقيقية لحل المشكلة.
وعلى كل حال من غير المستبعد أن تكون خطة الرئيس الأمريكي مجرد رفع لسقف التوقعات كي تقبل الدول العربي والشعوب أيضا بإخراج حماس من القطاع إلى دول أخرى.
سنرى ماذا سيفعل القادة العرب وفي صدارتهم الرئيس المصري الذي استغل الخلاف المصري الأمريكي من أجل المتاجرة بالقضية الفلسطينية والتسويق داخليا وخارجيا لفكرة أن مصر تدافع عن غزة، بينما الواقع هو أن القاهرة لا تريد الفلسطينيين ومشاكلهم في بلادها وهذا من حقها.