بعد أن أعلنت روسيا ضم الجنيه المصري لقائمة العملات التي يحدد سعر صرفها في البنوك الروسية، احتفى المصريون واعتبروا ذلك ضربة للعملة الأقوى في العالم، الدولار الأمريكي، الذي يجهل معظم الناس أنه متواجد في كل معاملة دولية حتى بين روسيا والصين.
لا يوجد سوق الجنيه المصري مقابل الروبل الروسي، ولا يمكن تحديد سعر العملتين إلا بالدولار الأمريكي فقط وليس باليورو أو الجنيه الإسترليني أو غيرهما.
ولا ينبغي أن تكون مصدوما، هذه القواعد تم فرضها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية 1945، وانتصار الحلفاء على دول الشر الذي تزعمته النازية الألمانية.
أخذ الدولار الأمريكي مكان الذهب وأصبح العملة الإحتياطية الأولى في العالم، وتم الإتفاق على أن أسعار العملات تحدد بسعر صرفها مقابل الدولار الأمريكي، ومن خلال هذه العلاقة يمكن أن يتم تحديد أسعار صرف بقية العملات ببعضها البعض.
مثلا إذا كان سعر الدولار مقابل عملة البلد أ هي 2 من تلك العملة، وكان هذا هو سعر الدولار مقابل عملة البلد ب، عند تحديد سعر العملتين ببعضهما البعض سنعتمد على الدولار ونقول أنهما متساويتين.
كي يكون المثال أوضح بالنسبة لك نعود إلى الزمن الذي كان فيه سعر الدولار هو 8 جنيه مصري وفي ذات الوقت 8 دراهم مغربية، وهذا يعني حينها أن الجنيه المصري يساوي 1 درهم مغربي.
اليوم هذا ما يحدث في السوق الدولية، سعر صرف الجنيه المصري والروبل الروسي يحدده الدولار الأمريكي، حيث نجد أن الدولار يساوي 29.89 جنيه مصري ونفس العملة الخضراء تساوي 69.23 روبل روسي، ونتيجة لذلك ستجد أن السعر الرسمي للجنيه هو 2.32 روبل روسي في وقت نشر هذه المقالة.
في عالم الفوركس يمكنك أن ترى أن الدولار الأمريكي يظهر في كل زوج من العملات الرئيسية، لأن الدولار الأمريكي هو العملة الأكثر تداولًا في العالم،
ولكن حيث تكون العملتان من الاقتصادات الرئيسية، تسمى العملات الثانوية وقد سمح لعدد قليل منها بالتداول ضد بعضها وأبرزها جنيه استرليني مقابل يورو، جنيه إسترليني مقابل الفرنك السويسري، اليورو مقابل الفرنك السويسري.
وفي كل الأحوال لا الجنيه المصري ولا الروبل الروسي من العملات الرئيسية أو العملات التي وجدت لها أسواق يتم تبادلها فيما بينها بدون أن يكون للدولار وساطة في ذلك.
وبناء على ما سبق فإن البنوك الروسية عندما تحدد سعر الجنيه المصري مقابل الروبل الروسي فهي تعتمد على سعر العملتين مقابل الدولار الأمريكي وهي العملة المرجعية في هكذا تحويلات.
لماذا الدولار قوي في عالم الفوركس؟ لم تتخلف الولايات المتحدة أبدًا عن السندات ولا مدفوعات الفائدة، ويتم تأمين الدولار من قبل أكبر وأقوى اقتصاد في العالم، وأغلب ديونها مملوكة للاحتياطي الأمريكي والمؤسسات الأمريكية.
من جهة أخرى يمكن لسوق الدولار التعامل مع أي صفقة بحجم لذا به تتم الصفقات الكبرى التي يعلن عنها عادة بالملايين والمليارات من الدولارات.
كما أنه يمكن شراء السندات الأمريكية بسهولة وحتى بيعها وإلغاء المعاملات دون قيود تذكر، على العكس نجد أن الدول الناشئة مثل مصر وروسيا تطلب من المستثمرين إبقاء السندات وعم بيعها وتمديد المعاملات وتجديد الاتفاق لأنها ببساطة هشة، وقد رأينا ما حدث بالنسبة لمصر عندما تم سحب 20 مليار دولار على الأقل من الأموال الساخنة، وكيف أن القاهرة تريد من دول الخليج إبقاء الودائع عندها رغم نهاية مدة العقود.
ورغم ارتفاع التضخم حاليا في الولايات المتحدة إلا أنه أقل من المعدلات المسجلة في كل من مصر وروسيا، والعملة الأمريكية مستقرة وقوية مقارنة بالعملتين.
وفي النهاية أصبحت تعرف كيف يتم تحديد سعر صرف الجنيه المصري مقابل الروبل الروسي ولا يمكن لوسائل الإعلام والصحف التي تستخدم الأكاذيب أن تتلاعب بك.
إقرأ أيضا:
توقعات انهيار الجنيه المصري إلى 50 لكل دولار بحلول 2024
توقعات الجنيه المصري مقابل الدولار حسب بنك HSBC
توقعات انهيار الجنيه المصري حسب الذكاء الإصطناعي
هل يحدث انهيار الجنيه المصري مثل الليرة السورية أو اللبنانية؟
توقعات سعر الدولار مقابل الجنيه المصري 2023
اصلاحات مصر 2022-2026: تعويم الجنيه المصري وثورة الخصخصة