من الواضح أن الجزائر لم تقتنع بعد بأن المغرب قد تمكن من اقناع نيجيريا ودول غرب أفريقيا بمشروع الغاز الضخم الذي سيمر على أراضيه نحو الإتحاد الأوروبي.
ورغم أن الجهات المسؤولة عن المشروع قد وافقت على الخطط وقد وعدت وزارة الطاقة النيجيرية بتسريع المشروع، وانضمت إليه سيراليون قبل أيام قليلة، إلا أن القيادة الجزائرية تحلم بأن تتمكن من افشال المشروع.
والتاريخ حقيقة يؤكد أن الجزائر كانت قد وعدت نيجيريا بمساعدتها على تصدير الغاز الطبيعي إلى السوق الأوروبي من خلال أنبوب يمر من نيجيريا إلى الجزائر، إلا أن الدولة المغاربية استخدمت سياسة المماطلة واعتقدت أنه ليس من مصلحتها كثيرا السماح للغاز النيجيري المنافس بالوصول إلى السوق الأوروبية.
الرغبة في البقاء كمصدر للطاقة إلى أوروبا:
تتحدث العديد من التقارير الإخبارية عن احتمال تراجع انتاج الغاز الطبيعي الجزائري في السنوات القادمة بسبب معاناتها في الإنتاج والعثور على آبار جديدة، إضافة إلى اختفاء النفط.
يوجد في نيجيريا حوالي 37 مليار برميل من احتياطي النفط ولديها قدرات مهمة لإنتاج الغاز الطبيعي في أفريقيا والتفوق على بقية دول القارة.
وتدفع هذه المعطيات الدولة الجزائرية إلى تصحيح مسارها، وتعزيز التعاون مع نيجيريا واستمالتها لتصبح ممرا لغازها نحو أوروبا.
وحسب المعطيات التي نعرفها فإن الجزائر ستنتج 30 في المئة من الغاز الذي تستورده القارة الأوروبية وتصدره من 3 خطوط واحد منها الخط المغربي الجزائري الإسباني.
وترغب الجزائر في أن تستمر كمصدر رسمي للطاقة إلى أوروبا، وفي حال حصلت على المشروع النيجيري فإن ذلك سيجعلها مهمة للغاية بالنسبة للأوروبيين.
المغرب قوة إقليمية منافسة مباشرة:
تسوق الجزائر لنفسها على أنها أفضل دولة في دول المغرب الكبير، وهي لا ترغب في أن يتفوق عليها المغرب في أي مجال.
منذ سنوات طويلة تحاول الجزائر اللحاق بالمغرب على مستوى التنمية الاقتصادية الداخلية والمشاريع التنموية والتجارية العملاقة التي حولت المغرب إلى بوابة غرب أفريقيا.
مشروع الغاز النيجيري المغربي سيحول المغرب إلى مصدر مهم للطاقة نحو أوروبا، وهو البلد الذي ينتظر أن يصدر الهيدروجين الأخضر ويتزعم مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة والتي يتفوق فيها على بقية البلدان القريبة منه.
إيزابيل فيرينفيلز، رئيسة قسم شمال أفريقيا والشرق الأوسط في المعهد الألمانية للسياسة الدولية والأمن في برلين، كتبت في تقريرها أن الجزائر تحاول إعاقة نجاحات المغرب في أفريقيا جنوب الصحراء، بينما تحاول تونس تقليد المملكة.
لكن تقريرها الموجه إلى صناع السياسات في ألمانيا حذر من أن المغرب قد يتحول إلى قوة مستقلة من جميع النواحي، وهذه إشارة إلى أن أوروبا لن ترغب في أن تتخلص من الإحتكار الروسي للطاقة وتسقط في نفس الفخ مع المغرب.
لهذا السبب من الوارد أن تتلقى الجزائر بعض الدعم خصوصا من ألمانيا في موضوع الطاقة، لكن استيراد الغاز النيجيري عبر الجزائر صعب بسبب التنظيمات الإرهابية التي تنتشر على الدول المجاورة في جنوبها.
الصراع المغربي الجزائري في أفريقيا:
لا يتوقف خلاف البلدين عند قضية الصحراء المغربية، لكن تحول على حرب ديبلوماسية مع قيام الجزائر بقطع العلاقات مع المغرب.
هناك صراع خصوصا في غرب أفريقيا، وهي الأسواق التي يحقق فيها المغرب تقدما من خلال شركات الاتصالات والبنوك والتجار.
ويبني المغرب منذ سنوات الموانئ والمطارات والطرقات في بلده ويستثمر أيضا في هذه الدول لبناء شبكة نقل السلع والمنتجات وتبادلها مع الأسواق الأوروبية والعالمية.
أما الجزائر فإنها تتحرك نحو نيجيريا ولديها مشروع الطريق العابر للصحراء الجزائر لاغوس والذي يأمل فيه أن يكون بوابة لتبادل السلع مع أوروبا ومنافسا للمغرب.
وصل البلدين على حرب كسر العظام في مختلف الملفات، ويبدو أن الحرب الاقتصادية واردة بعد تلويح الجزائر بإيقاف مشروع الغاز المغاربي الإسباني.
إقرأ أيضا:
نهاية أنبوب الغاز الجزائري عبر المغرب بداية لحرب اقتصادية
نسبة الغاز الجزائري في إنتاج الكهرباء في المغرب
لمواجهة تهديد روسيا ينبغي أن تدعم أوروبا الغاز المغربي النيجيري
ما هو الهيدروجين الأخضر أو النفط الجديد بديل الغاز؟