من قرأ سابقا مقال “وداعا أزمة 2008: النظام المالي حصان قوي والأمم المتحدة قلقة على الإقتصاد العالمي“، سيفهم بطريقة أو أخرى أن البورصات لا تعبر عن واقع الإقتصاد، لذا لا مجال للفلسفة والتذكير بأن ديون مصر في تزايد، وأن البطالة مستفحلة والتجارة راكدة وأن القاهرة هذه الأيام لا تختلف كثيرا عن دمشق.
الوضع الإقتصادي في مصر نعرفه جيدا، سيء وقاتم ويعيش أسوأ أزمة له منذ عقود طويلة، نحن لا ننكر هذا ولا يمكنك أن تنكر بعد اليوم أن البورصة المصرية تعافت من الأزمة ومستمرة في تحطيم الأرقام القياسية، وهي تدعو الاقتصاد المصري إلى الإنتفاضة على طريقتها لتجاوز الأزمة الإقتصادية.
كلما تطرقت إلى بعض الايجابيات في النظام المالي المصري والوضع الإقتصادي شكك العديد من القراء في انتمائي السياسي، ربما يظن بعضهم أنني مناصر للسيسي وضد فئة كبيرة من الشعب المصري، لكن كوني مغربيا ومن خارج هذا البلد لا أعتبر نفسي طرفا في الصراع ولست معنيا بالسياسة.
ما يهمني بالدرجة الأولى هو أن يتعافى الإقتصاد في المنطقة وأن نسير معا نحو الازدهار، وليس في مصلحة أي دولة بشمال أفريقيا انهيار أي من الاقتصادات في المنطقة، فالعالم عبارة عن مربعات الدومينو ما أن ينهار واحدا حتى تتساقط الأخرى!
البورصة المصرية تنجح وتواصل نجاحاتها وهي جزء من النظام المالي وليس الإقتصادي للبلد، لذا فتحطيمها للأرقام القياسية لا يعني أن الحالة المعيشية تحسنت كما يفهم البعض، لكن هذا يعني أن المستثمرين يراهنون على النظام المالي وقد وجدوا في الأزمة فرصا ذهبية يستغلونها، ولأنهم أصحاب رؤوس أموال كبيرة فإن العائد الجيد من البورصة المصرية سيدفعهم للاستثمار المباشر في الإقتصاد الوطني عبر بناء مصانع والاستثمار في السياحة وهو ما يوفر المزيد من فرص العمل ويقلل من البطالة.
هناك العديد من المؤشرات في السوق المصرية لعل EGX 30 الشهير أبرزها وهو الذي يقارب 14000 نقطة، وقد وصل إلى القمة التاريخية له.
ومنذ يناير 2016 والبورصة المصرية تحلق متجاوزة الأرقام السابقة لتعوض القيمة السوقية للشركات المدرجة فيها وتستعيد الأموال التي خرجت من سوق المال المصري أثناء خلال سنوات ما بعد ثورة يناير 2011.
وبدأت مصر بشكل فعلي إجراءات الخروج من الأزمة المالية منذ العام الماضي وكان هذا واضحا مع تعويم الجنيه المصري نهاية العام ومنذ حينها والاحتياطي المصري في تحسن بينما عادت الأنشطة الإستثمارية إلى النشاط بقوة.
يحدث هذا بينما يستمر نهيق الحمير ونباح الكلاب المستهزئ والمشكك في إنجازات البورصة المصرية، وبالطبع فإن فيس بوك هي الساحة الرئيسية لمثل هذه التشكيكات والروايات الخاطئة والمزاعم الملفقة.
وحسب نتائج الربع الثالث من هذا العام فإن البورصة المصرية إجمالا كسبت 61.1 مليار جنيه مصري لتقفز من 687.4 مليار جنيه سابقا إلى 748.5 مليار جنيه مصري.
مؤشر EGX 30 ازدادت قيمته خلال الربع الثالث من هذا العام بحوالي 3.68 في المئة إلى 13889 نقطة وحاليا يواصل الاقتراب من حاجز 14000 نقطة.
مؤشر EGX 70 للشركات الصغيرة والمتوسطة ارتفعت قيمته خلال الربع الثالث بحوالي 19.11 في المئة إلى 774 نقطة.
نهاية المقال:
نذكر بأن بورصة مصر هي الأفضل عربيا عام 2016 وهي تواصل تحطيم الأرقام القياسية بقيادة مؤشر EGX 30 الذي وصل إلى 14000 نقطة تقريبا لأول مرة في التاريخ، مؤشر EGX 70 للشركات الصغيرة والمتوسطة في حالة الطيران، والبورصة المصرية تنتفض وتتخلص من الأزمة، هل تشك في صحة كلامي مع كل هذه البيانات؟ حان الوقت يا كونان لإجراء بعض الأبحاث على جوجل ستبكي من شدة جهلك، وستضحك كثيرا عندما تسمع نهيق الحمير ونباح الكلاب الذين يشككون في قوة البورصة المصرية.