تعاني الإمارات العربية المتحدة هي الأخرى من الأزمة المالية والإقتصادية التي نتجت عن أزمة فيروس كورونا.
من الواضح أن إمارة دبي على وجه التحديد والتي تعتمد على السياحة والخدمات وقطاع الطيران والفعاليات الترفيهية لا تستطيع الإستمرار أكثر في الإجراءات المشددة لمكافحة فيروس كورونا، ولهذا بدأت فتح المتاجر والمطاعم وفق معايير محددة.
ويبدو الوضع مختلفا في هذه الإمارة الشهيرة والمثقلة بالديون الداخلية والخارجية، والتي يعاني فيها قطاع العقارات بصورة واضحة منذ أشهر وحتى قبل انفجار أزمة كورونا.
-
تضرر قطاع الطيران والسفر
يعد مطار دبي الدولي واحدا من أكثر المطارات ازدحاما في العالم، وهو يستقبل الملايين من المسافرين ويعد نقطة عبور تربط العديد من القارات ببعضها البعض.
وصل عدد المسافرين إلى أكثر من 86 مليون مسافر في عام 2019، وتجني دبي الدولية الأموال ليس فقط عندما يتحرك الركاب، ولكن أيضًا عندما يكونون في حالة راحة، ففي عام 2019 بلغت مبيعات السوق الحرة في دبي أكثر من 2 مليار دولار.
لكن في ظل الظروف الحالية من المتوقع أن تخسر شركات الطيران التي تتخذ من الشرق الأوسط مقراً لها 19 مليار دولار هذا العام، وعلى الرغم من وعد الإمارة بدعم شركة طيران الإمارات، إلا أنها لم تلتزم بمبلغ ثابت.
ولا تزال تلك الطائرات المتوقفة تتطلب الكثير من الصيانة، وفي الوقت تعاني تلك الشركة من توقف أعمالها مثل بقية شركات الطيران العالمية.
لنقل الأشخاص والصناديق أيضًا ومن خلال الإمارة، يوجد في دبي مطاران رئيسيان: مطار دبي الدولي (في الغالب حركة الركاب التجارية) ودبي ورلد سنترال (في الغالب الشحن والطيران الخاص)،
وعلى على الرغم من أن الإمارات أعادت حركة الشحن مرة أخرى في 1 أبريل إلى مطار دبي الدولي وعلقت العمليات في دبي ورلد سنترال، إلا أن الحركة لا تزال قليلة والكثير من الطائرات لا تستخدم في الوقت الحالي.
ونظرًا لمزيج اقتصادها تحتاج دبي إلى السفر الجوي للانتعاش بأسرع ما يمكن، لذلك بدأت في إجراء فحص طبي سريع في الموقع للمسافرين.
السرعة مهمة حيث يصل الركاب بالفعل قبل ثلاث ساعات من الرحلات الجوية، وحتى مكانًا كبيرًا مثل دبي الدولي لا يمكنه تحمل طوابير طويلة من الركاب ينتظرون الاختبارات أثناء الإبتعاد الاجتماعي.
-
إلغاء اكسبو 2020
تم تأجيل الحدث العالمي الذي كان من المفترض ان تستضيفه دبي هذا العام خلال أكتوبر، وسيحضره 25 مليون زائر سينفقون حوالي 30 مليار دولار في الإمارة الشهيرة.
وبسبب كورونا فإن تلك العائدات المرتفعة لن تأتي إلى دبي هذا العام وأمامها أزيد من عام حتى تستضيف الحدث، وأمل القائمين عليه هو النجاح في استضافته وجلب العدد المطلوب وتحقيق العائدات المرتقبة.
-
تضرر قطاع العقارات
يعاني هذا القطاع من كثرة المعروض وقلة الطلب منذ عدة أشهر، وحاليا فإن المعروض لا يزال هو نفسه وقد يتزايد مع تشييد المزيد من الفلل والعمارات والبيوت بينما يتجنب الناس في الوقت الحالي شراء المنازل واتمام الصفقات.
هذه فرصة لحكومة الإمارة لتشجيع المطورين على إيقاف المشاريع وتجنب تكرار انهيار العقارات عام 2010.
-
تضرر قطاعات أخرى
في عام 2004، أنشأت دبي مركز دبي المالي العالمي، وهي منطقة حرة مالية ذات محاكم مستقلة للقانون العام باللغة الإنجليزية، وملكية أجنبية بنسبة 100 في المائة، ونظام ضريبي منخفض التكلفة.
سوق التأمين في الإمارات العربية المتحدة هو الأكبر في دول مجلس التعاون الخليجي ودبي تلعب دورًا رائدًا، وكذلك في قطاع التمويل الإسلامي المتنامي.
يشكل النقل والسياحة والعقارات والتمويل دائرة فاضلة، ولكن المفتاح هو الحركة السريعة والآمنة للمستثمرين والمقيمين والمسافرين والبضائع.
وفي ظل أزمة فيروس كورونا توقفت الكثير من الأعمال والأنشطة والفنادق وتم إلغاء المهرجانات والأحداث التي تعد حيوية لدبي.
وتستورد 80 في المائة من طعامها، إلى جانب معظم الملابس والمنسوجات ومواد البناء ومعظم السلع الفاخرة التي تبيعها للمسافرين والإجازات المتسوقين.
ومع توجه المزيد من الدول إلى تقليل صادراتها من القمح والزيوت والمواد الأساسية تواجه الإمارات مثل بقية دول المنطقة مخاطر ارتفاع الأسعار.
وقال رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية، أكبر شركة تطوير عقارية مدرجة في الإمارة، بعد إعادة افتتاح الشركة، إن قطاع التجزئة في دبي سيشهد انتعاشًا تدريجيًا من تأثير أزمة الفيروسات التاجية بحلول منتصف عام 2021.
وهذا يعني أن الأزمة ستستغرق بعض الوقت قبل أن ترحل وتتجاوزها الإمارات كما هو الحال لبقية دول العالم.
إقرأ أيضا:
تأثير فيروس كورونا وانهيار النفط على الإقتصاد السعودي
كيف تحارب السعودية والإمارات فيروس كورونا ماليا؟
وارن بافيت يترقب انهيار الأسهم الأمريكية 2020
أسباب تزايد ديون الدول العربية وحقائق أخرى