يؤمن الكثير من المسلمين سواء من الشيعة أو أهل السنة والجماعة، بقدوم المهدي المنتظر، وهو رجل سيأتي في آخر الزمان وهو من ذرية النبي محمد سيحكم العالم سبع سنوات يصلح فيها أمرها ويعم السلام والدين الحق.
ويتزايد المتربصين بخروجه مع تزايد الحديث عنه في السنوات القليلة الأخيرة على يوتيوب والمنصات الاجتماعية وتزايد المدعين بأنهم الرجل المخلص.
مظاهر اضطراب المهدي المنتظر
من أزمة كورونا إلى يومنا هذا، كلما حصلت كارثة معينة سواء كانت مناخية أو وبائية وحتى الحرب بين إسرائيل وغزة، تزايد الحديث عن المهدي المنتظر والرجل الذي سيخلص الأمة والعالم مما فيه.
أكثر من ذلك، في العراق تم اعتقال 52 شخصا ينتمون لجماعة تروج لظهور المهدي المنتظر، فيما ادعت امرأة في الكويت أنها المهدي المنتظر حيث عبرت عن ذلك من خلال صراخها في مجمع تجاري.
ويتزايد مدعي المهدية ما يؤكد أن هناك اضطراب نفسي، أطلق عليه اضطراب المهدي المنتظر، حيث يتصور الشخص المريض بأنه المنقذ لهذه الأمة من الضلال وناصرها على أعدائها.
ويصبح هذا واضحا في الأزمات الكبرى، وهو ما رأيناها من قبل أثناء الإغلاق خلال أزمة وباء كورونا، ونراه مجددا مع على إثر الحرب العسكرية التي أشعلتها حماس ضد إسرائيل.
تزايد الاهتمام بظهور المهدي المنتظر
بالتوازي مع ما يدور في غزة والإضطرابات العالمية منذ عام 2020، ينتظر قطاع واسع من الجماهير الإسلامية ظهور المخلص المهدي المنتظر.
ويبدو أن هؤلاء قد فقدوا تماما الأمل في الجيوش العربية والإسلامية والقادة العرب ولديهم وجهة نظر تبدو متشددة لا يخفونها وهي أن قادة الدول الإسلامية خونة وهذه الدول لا شرعية لها وسيأتي من يوحدها ويسقط هذه الأنظمة العميلة للغرب على حد قولهم.
المهدي المنتظر هو مفهوم ديني يتواجد في عدة ديانات وتقاليد، بما في ذلك الإسلام والمسيحية والبهائية، يعتقد المسلمون أن المهدي هو شخصية تظهر في آخر الزمان لإقامة العدل والمساواة في العالم وإصلاح الأمة الإسلامية.
وفقًا للعقيدة الإسلامية، يُعتقد أن المهدي سيكون زعيمًا إلهيًا يُحقق العدل والسلام في الأرض، وسيكون نسل النبي محمد، فيما ينكر العقلانيين المسلمين والقرآنيين ذلك مؤكدين أن النبي محمد هو آخر الرسل والأنبياء
في الأزمات المهدي المنتظر هو الأمل
تشكلت المجتمعات العربية على ثقافة المنقذ وتحرك الله لإنقاذ عباده، وهو الذي لم يحرك ساكنا من قبل لصد هجوم الأمويين على الكعبة والمدينة المنورة وبعدهم هجوم القرامطة وسرقتهم الحجر الأسود، وقد خذل المسلمين الذين انتظروه في مواطن كثيرة.
ويبدو أن الحل الوحيد أمام هذه المجتمعات هو إعمال العقل وتبني الخطاب العقلاني والقضاء على الخرافات التي تشوه الدين وتضعه خارج المنطق.
في الأزمات المهدي المنتظر هو الأمل لدى المهزومين الذين ينتظرون هبوط الملائكة للقتال مع أهل غزة ضد إسرائيل، وبالفعل يردد الكثير من المسلمين الأدعية التي يطلبون فيها من الله مددا من الملائكة لإنقاذ المسلمين، ومرة أخرى تنتشر الخرافة وتختفي الحقيقة المرة.
فكرة المهدي المنتظر أو المخلص في الأديان
من جانبهم، يعتقد المسيحيون أن المهدي هو المسيح الذي يعود قبل نهاية العالم لإقامة ملكوت الله على الأرض، وفي البهائية، يُعتبر المهدي رمزًا للقوة الروحية التي تنعكس في كل عصر وتتجسد في شخصيات مختلفة.
مهما كانت الاعتقادات المختلفة حول المهدي المنتظر، يمكن القول إنه يمثل أملًا في ظهور شخصية إلهية أو قائد روحي يحقق العدل والسلام في العالم ويصلح البشرية، هذا المفهوم يحظى بتفسيرات وتأويلات مختلفة في الديانات المختلفة، وقد يختلف الاعتقاد فيه بين المجتمعات والفرد.
فكرة الرجل المصلح الذي تسود في عصره السلام والأمن والدين والعدل والمبادئ العليا التي يطمح إليه الإنسان، هي فكرة قديمة سبقا الإسلام، وللأسف لم تتحقق اطلاقا على مر التاريخ.
في السنة النبوية يعقب ظهور المهدي المنتظر مجاعة كبرى بعد سنوات الرخاء ومن ثم بداية الفتن العظمى مثل الدجال وستنتهي القصة باختفاء التوحيد على وجه الأرض وبالتالي انتصار الشرك لتقوم الساعة!
إقرأ أيضا:
خرافة عودة المسيح وقدوم عيسى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
انتشر الإسلام بحد السيف وكذلك المسيحية
شهر رمضان الحقيقي في أغسطس أو سبتمبر دائما
زواج القاصرات مشروع في الإسلام جريمة عقليا ومنطقيا
داعش ليست صناعة أمريكية بل إسلامية سنية سلفية وهابية
القرآنيون: أسئلة وأجوبة حول أهل القرآن
ثورة الإلحاد وخروج المسلمين من الإسلام أفواجا
حظر الأفلام والأعمال الأدبية والفنية وقاعدة كل ممنوع مرغوب