تمت أمس الإثنين صفقة الاستحواذ على ياهو من طرف شركة الإتصالات الأمريكية فيرايزون Verizon بقيمة 4.83 مليار دولار.
الصفقة التي تم الإعلان عنها كانت متوقعة وكنا ننتظرها منذ فترة طويلة بل أيضا علمنا بأنها ستتم أمس الإثنين منذ الأسبوع الماضي بعد أن عرضت ياهو أعمالها للبيع منذ أسابيع.
كان بإمكان جوجل أن تتدخل وتقوم بالاستحواذ عليها وكان هذا أيضا ممكنا بالنسبة لشركة مايكروسوفت التي استحوذت على LinkedIn في أكبر صفقة ممكنة مؤخرا وهي التي تعاني ايضا من بطء النمو وتواجه صعوبات في الرفع القوي من عائداتها، وبالطبع لدى فيس بوك سيولة مالية تخوله الاستحواذ على واحدة من امبراطورية الإنترنت في الماضي والتي كانت قيمتها 125 مليار دولار عام 2000 وهي ببساطة ياهو.
لكن على ما يبدو فقد رأت هذه الشركات الثلاثة أنه ليس من مصلحتها فعل ذلك رغم أنه لطالما قيل بأن جوجل تسعى للسيطرة على الحصة السوقية الضئيلة التي تملكها ياهو في سوق محركات البحث في ظل ازدياد حصة بينج من مايكروسوفت هذه الأخيرة سبق لها وعرضت عام 2008 حوالي 44 مليار دولار للاستحواذ عليها، فيما فيس بوك المتعاون مع بينج كثيرا خلال السنوات الماضية من الأفضل له أن يعتمد على محرك بحث خاص به يمكن أن يستخدم أيضا في اغناء نتائج بحث الشبكة الإجتماعية وأيضا تطوير المساعد الشخصي الذي لا تزال تطوره، وبالطبع الاستحواذ على ياهو يوفر مزيدا من الحلول لها.
في هذا المقال سنتكلم أكثر عن الضربة التي تلقتها جوجل و مايكروسوفت و فيس بوك عند الإعلان عن هذه الصفقة.
- فيس بوك يخسر فرصة لمنافسة جوجل في عقر داره
على مدار الأشهر الماضية عملت فيس بوك على تحويل الشبكة الإجتماعية إلى منصة شاملة تتضمن كل الخدمات الممكنة وحتى تحويلها إلى منصة لمشاهدة الفيديوهات وبالتالي المنافسة بشكل أقوى مع جوجل في واحد من أهم مجالاته.
الاستحواذ على ياهو سيجعل جوجل تنافس في مجالات أخرى منها خدمات البريد الإلكترونية فهي لا تملك هذه الخدمة، أيضا ستحصل على بوابة اخبارية ضخمة تتمتع بأكثر من 200 مليون زائر شهريا في أمريكا فقط دون الدول الأخرى تحصل بموجبها على المحتوى الرقمي وتنافس في هذا المجال أيضا ما سيزيد من عائداتها الإعلانية والتي ستضاف إليها من الإعلانات التي تظهر على البريد والبوابة الإخبارية.
ومن المزايا الأخرى التي ستتاح لها أيضا من خلال هذه الصفقة هو تصدر الزيارات التي تتلقاها مواقع الشركة في الولايات المتحدة الأمريكية بفارق كبير عن جوجل ونتحدث عن 410 مليون زائر فريد شهريا مقابل 243 مليون زائر فريد.
من جهة أخرى سيكون لديها محرك بحث ياهو والذي يمكن تطويره وجعله مستقلا عن بينج في نتائج البحث وجعله محرك بحث اجتماعي يعرض نتائج البحث من فيس بوك أفضل من المنافسين ويعتمد عليه المساعد الشخصي المستقبلي منها.
- جوجل تخسر الصدارة في الولايات المتحدة الأمريكية
موقع جوجل وخدماته على الحواسيب والموبايل تتلقى حاليا 243 مليون زائر فريد شهريا في أمريكا، فيما دمج AOL و ياهو يعني بكل بساطة أن Verizon ستطيح بجوجل إذ ستستقبل مواقعها 370 مليون زائر فريد في نفس الفترة وبالتالي تتصدر هذا السباق.
من جهة أخرى فمن الممكن لشركة جوجل أن تقطع الطريق أيضا من خلال هذه الصفقة على مايكروسوفت التي تستفيد من حصة ياهو السوقية في محركات البحث من خلال تزويدها بنتائج البحث، كما انه يمكنك تعزيز مكانتها في البريد الإلكتروني وتملك محتوى حقيقي على البوابة الاخبارية لمنافستها التقليدية.
- مايكروسوفت تتراجع مكانتها في سوق الإعلانات الرقمية
نتذكر شراكة AOL ومايكروسوفت التي تمت منذ عام واحد وهي مستمرة على الأرجح لمدة 10 سنوات حسب الاتفاق السابق إلا في حالة توصلت Verizon إلى الغائه.
من جهة أخرى نجد أن شراكة ياهو ومايكروسوفت قابلة لتنتهي وبالتالي يمكن أن لا يتم تجديد الاتفاق، وبالتالي مايكروسوفت ستفقد حصة في محركات البحث يمكن أن تكون مؤثرة وهي التي تملك حاليا 21 في المئة من سوق البحث.
وبموجب الصفقة التي تمت ايضا أمس فإن مايكروسوفت ستصبح الرابعة في سوق الإعلانات الرقمية بحصة 3.7 في المئة مقارنة مع حصة 4.4 في المئة لشركة Verizon.
نهاية المقال:
بناء على الصفقة التي تمت أمس الإثنين فإن Verizon أصبحت منافسا رئيسيا لهذه الشركات في قطاع المحتوى على الإنترنت والبحث الإلكتروني والبريد وتطبيقات المحمول، ومن المرتقب ان يتم استكمال الصفقة بحلول 2017 لتبدأ المنافسة بقوة في وقت لاحق من العام القادم.