يستمر انهيار الليرة التركية كما هو متوقع منذ فوز الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات رغم أنه عين فريقا اقتصاديا جديدا وتخلى عن سياسة خفض سعر الفائدة، وحاليا يرتفع احتمال افلاس تركيا.
وارتفع الدولار الأمريكي من حوالي 19 ليرة تركية قبل الإنتخابات إلى 26 ليرة تركية في آخر التداولات قبل ان يقلص بعض أرباحه إلى 25.99 ليرة اليوم.
وكشت وسائل اعلام تركية أن البنك المركزي يتجه لدعم العملة التركية من خلال حرق مليارات الدولارات التي يملكها في الإحتياطي لإيقاف الإنهيار في سوق الفوركس.
احتياطي العملات الأجنبية فقد 7.6 مليار دولار بالأسبوع الذي سبق الانتخابات، فيما تؤكد العديد من التقارير أن البنك المركزي قام بحرق 50 مليار دولار في الأسابيع التي سبقت الانتخابات.
حسب الخبيرة الاقتصادية في بلومبرج سيلفا بازيكي، باع البنك المركزي التركي ما يقرب من 199 مليار دولار من العملات الأجنبية من ديسمبر 2021 إلى نهاية مايو 2023، وذلك في محاولة منه لإيقاف الإنهيار المستمر منذ أغسطس 2018.
وكشفت وسائل الإعلام التركية، أن حفيظة غاية أركان، رئيسة البنك المركزي التركي، أعربت عن استيائها من أن عددا من البنوك الخاصة في تركيا سارعت لشراء العملات الأجنبية فور إعلان المركزي التركي قراره حول سعر الفائدة.
ويقال أن البنوك الخاصة هي التي سرعت من الإنخفاض لكن سوق الفوركس الأكبر يشهد نشاطا عالميا ومضاربات حول العملات الضعيفة مثل الليرة التركية.
وتؤكد العديد من التقارير أن “تركيا ليس لديها احتياطيات كافية من العملات الأجنبية لذلك يبدو أنه لا مفر من السماح لليرة بالتداول بحرية أكبر”.
أما البنوك الحكومية فقد تدخلت لشراء لبيع الدولار وشراء العملة المحلية من أجل إيقاف الإنهيار، وحسب البنك المركزي التركي تم حرق 1 مليار دولار في تلك العملية.
على الصعيد الفني، سجل سعر الدولار مقابل الليرة التركية استقرارًا خلال التعاملات المبكرة صباح اليوم، حيث سجل الزوج تغيرات طفيفة بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق.
حيث يتم تداول الزوج ضمن نطاق محدود في اتجاه عام صعودي، والذي أظهر تباطؤًا مؤخرًا، حاليًا يتداول الزوج حول مستويات 26.05، فوق مستويات الدعم التي تتركز عند 26.00 و 25.50 على التوالي، يستقر السعر أيضًا دون مستويات المقاومة التي تتركز عند 26.50 و 27.00.
يتحرك السعر فوق المتوسطات المتحركة 50 و 100 و 200 على الإطار الزمني اليومي، وكذلك على الأطر الزمنية المكونة من 4 ساعات و 60 دقيقة، في إشارة إلى الاتجاه العام الصعودي القوي.
من المتوقع تأجيل تأثير التضييق من قبل البنك المركزي التركي على سعر الليرة، والذي من المتوقع أن يسجل بعض الاستقرار في الوقت الحالي.
كان صافي احتياطيات النقد الأجنبي عند أدنى مستوى له منذ فبراير 2002 ، بعد انخفاضه في السنوات الأخيرة بسبب تدخلات السوق المكلفة والجهود الأخرى لتهدئة الطلب على العملات الأجنبية.
الاحتياطي النقدي هو المبلغ المالي الذي يحتفظ به البنك المركزي للدولة لضمان استقرار النظام المالي والاقتصادي في البلاد. يتكون الاحتياطي النقدي عادةً من العملات الأجنبية والذهب والأصول المالية الأخرى التي يمكن تحويلها بسهولة إلى نقود نقدية.
وبالرغم من أن الاحتياطي النقدي يمكن أن يساعد في تحسين وضع الدولة المالي والاقتصادي، إلا أنه ليس بالضرورة أن يحمي الدولة من الإفلاس. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الدولة تعاني من مشاكل هيكلية في اقتصادها أو من أزمات سياسية، فإن الاحتياطي النقدي قد لا يكون كافيًا لإنقاذها من الإفلاس.
ومع ذلك، فإن الاحتياطي النقدي يمكن أن يساعد في تخفيف آثار الأزمات المالية والاقتصادية، إذ يمكن استخدامه لدعم العملة المحلية وتمويل الديون الخارجية وتحسين الثقة في النظام المالي، وبالتالي فإن الاحتياطي النقدي يمكن أن يكون عاملاً مهماً في الحفاظ على استقرار الاقتصاد والنظام المالي للدولة.
تم قياس احتياطيات تركيا من العملات الأجنبية عند 48.3 مليار دولار في مايو 2023، مقارنة بـ 60.9 مليار دولار في الشهر السابق.
أدى التدخل الحكومي إلى رفع تكاليف التأمين على التخلف الحكومي عن السداد، خصوصا وأن المستثمرين يراقبون الإحتياطي النقدي من العملات الأجنبية والذي يبدو مستنفدا.
إقرأ أيضا:
انهيار الليرة التركية: الدولار يساوي 50 ليرة قبل هذا الموعد
سبب انهيار الليرة التركية إلى أكثر من 25 للدولار رغم رفع الفائدة
توقعات انهيار الليرة التركية إلى 30 مقابل الدولار بنهاية 2023
تركيا دولة علمانية يرفض شعبها الدستور الإسلامي
خسائر بنوك قطر والإمارات والكويت بالمليارات من الدولارات في تركيا
