منذ فترة تعمل فيس بوك على اختبار اخفاء عدد الإعجابات عن الجمهور في انستقرام، وهي الميزة التجريبية المخفية في التطبيق.
وتعد هذه مفاجأة من العيار الثقيل وستكون صدمة كبيرة لكثيرون، خصوصا ممن يتباهون عادة بأعداد التفاعل الواضحة التي تحصل عليها منشوراتهم.
ومن المعلوم أنه بناء على فكرة زيادة عدد الإعجابات يشتري كثيرون هذه الأرقام من الخدمات التي تزيدها غالبا بشكل مزيف.
وفي هذا المقال سنتطرق إلى تأييدنا لهذه الفكرة التي نتمنى أن تطبق على كافة الشبكات الإجتماعية وإليك الأسباب.
-
انهاء التسابق على الإعجابات
على انستقرام و فيس بوك تتسابق الصفحات والحسابات على حصد أكبر عدد ممكن من التفاعل، ويركز منشئي المحتوى على تقديم ما يساعدهم في جمع أكبر عدد ممكن من الإعجابات.
هذا يدفعهم لنشر أي شيء مثير للجدل أو مثير للنقاش وفعل أي شيء تقريبا لجمع الإعجابات التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
سيتسابق منشئي المحتوى على تقديم ما هو مفيد للمتابعين والبعد عن النشر خارج تخصصاتهم وما يفهمون فيه والإدلاء بآرائهم في مواضيع رائجة لا يفهمون فيها.
-
ضرب خدمات شراء الإعجابات المزيفة
تعاني الشبكات الإجتماعية من التزييف وكثرة الأرقام الغير الواقعية، حتى أنه رأينا منذ أشهر قيام تويتر بحملة تنظيف العدادات لنرى حتى أكبر الحسابات على المنصة تفقد الملايين من المتابعين بين مزيف وحسابات حقيقية معطلة.
خدمات شراء الإعجابات المزيفة لا تزال رائجة وتلجأ إليها حتى العلامات التجارية المعروفة والكبيرة، خصوصا عندما تتعرض لحملات إزالة الإعجابات.
هذه الخدمات مخالفة وتبحث شركات الشبكات الإجتماعية عن التخلص منها لكن إلى الآن لم تقضي عنها.
-
تعزيز جودة المحتوى على انستقرام و فيس بوك
تزخر الشبكات الإجتماعية بالمحتوى السيء الجودة، وهذا يؤثر سلبا على تجربة المستخدم النهائي الذي يتزايد وعيه بأن هذه المنصات مجرد تضييع للوقت.
تريد فيس بوك أن يعمل الناشرين على زيادة جودة محتوياتهم وتقديم ما هو مفيد للمستخدمين والإبتعاد عن مظاهر سوء الجودة بما فيها النسخ والاخبار المزيفة وخطاب الكراهية وحسابات الذباب الإلكتروني.
-
القضاء على عقلية القطيع
قالت المهندسة التي رصدت هذه الميزة في الشفرة البرمجية: “إن انستقرام تختبر إخفاء عدد الإعجابات من الجمهور”.
وأضافت أن الشركة ذكرت في التطبيق: “نريد من متابعيك أن يركزوا على ما تشاركه، وليس عدد الإعجابات التي تحصل عليها منشوراتك”.
وتريد الشركة أن تقضي على عقلية القطيع، حيث أنه من المعلوم أن المستخدمين يتفاعلون مع المنشورات التي نالت الكثير من الإعجابات ليس لأنها أعجبتهم بل لأنها نالت الكثير من التفاعل فحسب.
هذا يعني أن الكثير من المنشورات الرائجة لا تستحق ذلك وهناك منشورات ومحتويات كثيرة أعلى جودة ومظلومة بمعيار عدد الإعجابات.
الأسوأ من هذا أن هذه الظاهرة جعلتنا نرى المحترفين في مجالاتهم أقل شهرة من اشخاص أقل احترافية ولديهم حضور أقوى وقطيع أكبر على هذه المنصات.
الكثير من مشاهير فيس بوك و انستقرام هم أشخاص لا يقدمون أي قيمة حقيقية لجمهورهم، لكنهم ناجحون بلغة الإعجابات.
-
الحفاظ على خصوصية المستخدمين
الكثير من المستخدمين على فيس بوك و انستقرام لا يحبون التفاعل مع المنشورات خوفا من أن تظهر لبعض أصدقائهم خصوصا إن كانت حول مواضيع من غير المعروف بأنهم مهتمين بها.
مثلا يمكن لشخص معين أنه يشجع فريق كرة قدم معين ولا يريد أن يعرف أصدقاؤه بذلك لتجنب إزعاجه والدخول معهم في مناقشات، لكن للأسف عندما يتفاعل مع منشورات الصفحات التي تشجع ذلك الفريق يلاحظ أصدقاؤه ذلك ويتضح لهم أنه مشجع لذلك الفريق.
ينطبق الأمر نفسه على الكثير من الصفحات والمحتويات التي يرغب المستخدم في التفاعل معها لكنه يخشى رقابة الأصدقاء وازعاجهم له.
نهاية المقال:
ستكون خطوة رائعة من فيس بوك و انستقرام وحتى بقية المنصات اخفاء عدد الإعجابات وهوية المعجبين أيضا وهذا عن الجمهور، من جهة ستقضي على عقلية القطيع وصناعة المشاهير التافهين ومن جهة ستعزز خصوصية المستخدمين.