أحدث المقالات

إيقاف الحرب بين الهند وباكستان يُفشل خطة الصين الشيطانية

إن ايقاف الحرب بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية يشكل...

الأدب الإباحي ودوره في تطور الأفلام الإباحية

الأفلام والمسلسلات والأغاني والأناشيد هي نصوص في الأصل، نصوص...

فيديو فضيحة صفاء سلطان وكل التفاصيل المهمة!

تعتبر الفنانة الأردنية صفاء سلطان واحدة من أبرز نجمات...

وصول الذكاء الإصطناعي AI Overview إلى جوجل العربي

بعد عام من إطلاق ميزة AI Overview التي تقدم...

كيف حول المتداول ريتشارد دينيس 1600 دولار إلى 200 مليون دولار؟

تُعد قصة ريتشارد دينيس واحدة من أكثر القصص إلهامًا...

لماذا تأثرت أورنج أكثر من اتصالات المغرب بانقطاع الكهرباء في إسبانيا؟

لماذا تأثرت أورنج أكثر من اتصالات المغرب بانقطاع الكهرباء في إسبانيا؟

انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا ودول أخرى أوروبية كان له أثر متفاوت على شبكة الإنترنت في المغرب التي شهدت اضطرابات واسعة.

فقد عانت أورنج المغرب من تباطؤ كبير وانقطاعات في خدمات الإنترنت والمكالمات، بينما بدت اتصالات المغرب أكثر استقرارًا نسبيًا وكذلك الأمر لشركة إنوي.

فما الذي يفسر هذا الاختلاف؟ في هذه المقالة، نغوص في التفاصيل التقنية والاستراتيجية التي جعلت أورنج المغرب أكثر تأثرًا بهذا الحدث، مع تقديم تحليل شامل ومبسط للقارئ العادي والمهتم على حد سواء.

انقطاع الكهرباء في اسبانيا يؤثر على أورنج

تعرضت إسبانيا والبرتغال لانقطاع واسع في التيار الكهربائي، أثر على العديد من القطاعات، بما في ذلك مراكز البيانات والبنية التحتية للاتصالات. هذه المراكز، مثل Data4 وInterxion، تُعدّ العمود الفقري للعديد من خدمات الإنترنت في جنوب أوروبا وشمال إفريقيا.

بالنسبة للمغرب، الذي يعتمد بشكل كبير على الربط الدولي عبر الكابلات البحرية ومراكز البيانات الأوروبية، كان التأثير واضحًا.

لكن لماذا كانت أورنج المغرب الأكثر تضررًا مقارنةً باتصالات المغرب؟ للإجابة، نحتاج إلى فهم كيفية عمل هذه الشركات واختلافاتها في البنية التحتية.

أورنج تعتمد على البنية التحتية الأوروبية أكثر من اتصالات المغرب

أورنج المغرب هي جزء من مجموعة Orange S.A الفرنسية، وهي واحدة من أكبر شركات الاتصالات في العالم.

هذا الارتباط يعني أن أورنج المغرب تعتمد بشكل كبير على البنية التحتية التقنية للمجموعة الأم، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمراكز البيانات ونقاط تبادل الإنترنت (IXPs) في أوروبا، خصوصًا في إسبانيا، فرنسا، والبرتغال.

الكابلات البحرية: تعتمد أورنج المغرب على كابلات بحرية مثل Minasubtic، التي تربط المغرب بإسبانيا. هذه الكابلات حساسة لأي اضطرابات في البنية التحتية على الجانب الأوروبي.

مراكز البيانات: جزء كبير من خدمات أورنج، مثل توجيه حركة الإنترنت (BGP Routing) وأنظمة التخزين المؤقت (Caching Systems)، يعتمد على مراكز بيانات في إسبانيا، عندما توقفت هذه المراكز بسبب انقطاع الكهرباء، تأثرت خدمات أورنج بشكل مباشر.

الخدمات السحابية: أورنج تستخدم مراكز بيانات أوروبية لتخزين المحتوى الخاص بخدمات مثل جوجل، نتفليكس، وفيسبوك مما يعني أن أي خلل في هذه المراكز يؤدي إلى تباطؤ أو انقطاع الخدمة للمستخدمين في المغرب.

نقطة ضعف أورنج المغرب

أحد العوامل المهمة التي ساهمت في تأثر أورنج المغرب بشكل أكبر هو اعتمادها على سيرفرات التخزين المؤقت (Cache Servers) الموجودة في أوروبا.

هذه السيرفرات تُستخدم لتخزين نسخ من المحتوى الشائع (مثل مقاطع يوتيوب أو صفحات فيسبوك) لتسريع الوصول إليها.

عندما تعطلت مراكز البيانات في إسبانيا، تأثرت هذه السيرفرات، مما أدى إلى تباطؤ واضح في تصفح الإنترنت لعملاء أورنج.

على النقيض، تمتلك اتصالات المغرب سيرفرات تخزين مؤقت محلية (Local Cache Servers) في المغرب، هذه السيرفرات تقلل من الاعتماد على مراكز البيانات الأوروبية، مما يعني أن خدماتها استمرت في العمل بكفاءة نسبية حتى أثناء الانقطاع.

هذا الاختلاف في استراتيجية التخزين المؤقت جعل تجربة المستخدم لدى اتصالات المغرب أكثر سلاسة خلال الأزمة.

استراتيجية اتصالات المغرب القائمة على توطين التقنيات

في عالم الاتصالات، تُعد مسارات الإنترنت (Internet Routing Paths) أمرًا حاسمًا. عندما يتعطل مسار معين، يمكن للشركات التي لديها مسارات بديلة أن تواصل تقديم الخدمة دون انقطاع كبير، هنا، تتفوق اتصالات المغرب بفضل استراتيجيتها في استخدام مسارات متعددة (Multi-Path Routing).

  • تمتلك اتصالات المغرب اتفاقيات مع مزودي خدمات إنترنت متعددين، مما يسمح لها بتحويل حركة الإنترنت عبر مسارات بديلة عند حدوث خلل.
  • على عكس ذلك، تعتمد أورنج المغرب بشكل أكبر على بوابات دولية في إسبانيا، مما جعلها عرضة للانقطاع عندما توقفت هذه البوابات عن العمل.

هذا التنوع في المسارات يعني أن اتصالات المغرب كانت قادرة على “المناورة” حول المشكلة، بينما كانت أورنج محصورة في شبكة أكثر اعتمادًا على المنطقة المتضررة.

اتصالات المغرب أقوى من أورنج

تلعب درجة الاستقلالية في اتخاذ القرارات التقنية دورًا كبيرًا في استجابة الشركات للأزمات، أورنج المغرب، كونها جزءًا من مجموعة أورنج العالمية، تخضع لسياسات وقرارات تقنية مركزية تُتخذ في فرنسا. هذا يعني أنها قد لا تمتلك المرونة الكافية لتكييف بنيتها التحتية مع الظروف المحلية في المغرب.

في المقابل، اتصالات المغرب تتمتع باستقلالية أكبر. فهي تمتلك بنية تحتية محلية قوية وتتخذ قراراتها التقنية بناءً على احتياجات السوق المغربي، هذا الاستقلال سمح لها بتطوير حلول محلية، مثل السيرفرات المحلية وتنويع الكابلات البحرية، مما جعلها أكثر مرونة في مواجهة الأزمات الخارجية.

انقطاع الكهرباء في إسبانيا كشف عن الفروقات الجوهرية بين أورنج المغرب واتصالات المغرب في كيفية إدارة البنية التحتية للاتصالات.

بينما عانت أورنج من تبعات اعتمادها الكبير على مراكز البيانات الأوروبية والكابلات البحرية المرتبطة بإسبانيا، استطاعت اتصالات المغرب التخفيف من التأثير بفضل تنوع مساراتها واستقلاليتها التقنية.

هذا الحدث يُعد درسًا مهمًا لشركات الاتصالات حول أهمية المرونة والتنوع في البنية التحتية لضمان استمرارية الخدمة في وجه الأزمات.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)