أحدث المقالات

السويد تنتج طائرات أفضل من اف 35 الأمريكية

شكراً روسيا لقد انتقلت السويد من دولة محايدة (لأكثر...

رجب الجريتلي فارس أحلام الفتيات والنساء والرجل المثالي

تحول رجب الجريتلي إلى أيقونة فارس أحلام المصريات والنساء...

روبرت مردوخ يكره ترامب لكنه قدم له زوجته الروسية

ما رأي روبرت مردوخ الحقيقي في دونالد ترامب؟ يزعم...

فعاليات وأنشطة شتوية عليك تجربتها في عالم وارنر براذرز

منذ عام 2017، قام آلاف الضيوف بزيارة مدينة عالم...

ماذا سيحدث إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا؟

إذا لم تُكبح جماح روسيا في أوكرانيا، فسرعان ما...

أن يصبح قطاع غزة ملهى للتعري أفضل مما عليه الآن

أن يصبح قطاع غزة ملهى للتعري أفضل مما عليه الآن

أصبح قطاع غزة مشكلة كبرى ليس فقط لإسرائيل والفلسطينيين، ولكن أيضًا لمصر والأردن والمجتمع الدولي، لعقود كان هذا المكان مسرحًا للحروب والصراعات التي لم تؤدِّ إلا إلى المزيد من الدماء والدمار.

في إحدى حلقات مسلسل عائلة سيمبسون تم تصوير غزة كمكان ترفيهي في المستقبل، قد يبدو هذا الطرح مستفزًا لأصحاب النفوس الحاقدة والمتعطشة للدماء، لكنه يثير تساؤلًا جادًا: لماذا يبقى هذا القطاع غارقًا في العنف بدل أن يكون منطقة مزدهرة بالحياة؟

حصار غزة استمر منذ أن سيطرت حماس على القطاع في انقلابها المسلح على فتح، بعد أن رفضت الأخيرة القبول بنتائج الانتخابات، وانقسم الشارع الفلسطيني إلى فتحاوي وحمساوي.

من جهة أخرى كر وفر بين إسرائيل وحماس وجولات قتال عديدة بينهما منذ ذلك الوقت، إلى أن جاء 7 أكتوبر الذي اختارت فيه الحركة الفلسطينية الإنتحار حرفيا والمقامرة بمليوني فلسطيني.

وبالنسبة لإسرائيل فلم تعد الدولة العبرية قادرة على التعايش مع وجود عدو لا يلتزم بالهدنة وقادرة على المباغتة في أي وقت لتنفيذ عمليات مماثلة وقتل أكثر من 2000 شخص في ساعات قليلة، معدل قتل لو اعتمدته إسرائيل لمات نصف مليون أو حتى مليون فلسطيني في الحرب الأخيرة التي استمرت لأشهر طويلة.

في المقابل نجد أن مشروع دونالد ترامب الذي لا يأخذه العرب على محمل الجد يمكنه أن يحول القطاع إلى سنغافورة الشرق الأوسط، حيث البنايات الشاهقة والملاهي والخدمات الجيدة وأفضل الفنادق ومنطقة سياحية ستكون منافسة وفي ذات الوقت متكاملة مع المناطق السياحية المصرية.

وفي الواقع أفضل أن تكون غزة ملهى للتعري على أن تكون مكانا لسفك الدماء في قضية عبثية ارتكب فيها الإسرائيليون والفلسطينيون معا أخطاء فادحة وضيعوا فرصا كبرى على الشعبين والشرق الأوسط برمته.

عندما انسحبت بريطانيا من الهند منحت باكستان استقلالها وتقبل الهنود الموضوع، وهناك فقط صراعات حدودية بينهما كما هو شائع بين دول العالم اليوم، ورغم ذلك يفضل الشعبين التعايش والتعامل على الحرب والقطيعة.

لكن عندما انسحبت بريطانيا من فلسطين تاركة القدس منطقة دولية وهناك دولتين واحدة للفلسطينيين وأخرى للإسرائيليين، شنت الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ومصر بالتعاون مع الفلسطينيين هجوما على إسرائيل الناشئة.

لقد كان خطأ فادحا للغاية كلف فلسطين والدول العربية أراضي كثيرة ذهبت ومنها الجولان، والأخير اقترحت إسرائيل التخلي عنه مقابل السلام مع سوريا في القرن الماضي قبل أن يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين للإغتيال.

مع كل حرب تحدث بين إسرائيل والحرب تتراجع القضية الفلسطينية ومكتسبات الشعب الفلسطيني، وتحصل إسرائيل على مكاسب ترفض التخلي، ونكبة 7 أكتوبر فرصة تاريخية بالنسبة لها للقضاء على حماس والأهم القضاء على حل الدولتين تماما.

هناك فريقين على كلا الجانبين، فريق يمين متطرف يؤمن بسحق وابادة الآخر وفريق يؤمن بالتعايش اختفى صوته منذ 7 أكتوبر، الأعلى صوتا الآن هم المتدينون من اليهود المتشددين الذين يؤمنون بخرافاتهم الدينية الإستعلائية، واليمين المتطرف الفلسطيني ممثلا في حماس والحركات الإسلامية الذين يطالبون بفلسطين من النهر إلى البحر وابادة اليهود.

والنتيجة واضحة ولا يمكن تكذبيها تتجلى في مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني وخسائر مالية للطرفين، ونكبة القطاع الفلسطيني الذي لم يعد صالحا للحياة.

إعادة اعمار القطاع والإستمرار على الوضع الحالي يعني الدوران في نفس الحلقة المفرغة، حيث ستخرق إسرائيل أو حماس الهدنة وتندلع موجة جديدة من العنف بينهما ويحتاج القطاع إلى الإعمار مجددا!

والمشكلة في هذه الحلقة المفرغة هي أن ما يحدث يستنزف جيوب دول أخرى، وأولها الولايات المتحدة الأمريكية التي تساهم في اعمار غزة وأيضا تمويل إسرائيل، وكذلك مصر والأردن والسعودية والإمارات والمغرب وقطر ودول أخرى تشارك في الإعمار.

هذا يعني أن أموال دافعي الضرائب في تلك الدول لا تذهب لتحسين وضعهم ورفاهيتهم بل لدفع ثمن حروب عبثية تحدث بين طرفين يحاول كل واحد منهما القضاء على الآخر، وهذا ما يجب أن يغضب المصريين والأردنيين باعتبارهما من دولتين اقتصادهما ليس في أفضل أحواله.

كما أن إعادة إعمار غزة بنفس النهج الذي ساد بعد الحروب السابقة تعني عمليًا إعادة بناء أهداف عسكرية لحماس، وتعزيز بيئة خصبة لانفجار العنف من جديد، ما الفائدة من ضخ مليارات الدولارات لإعادة بناء أبراج وشوارع ومحطات طاقة إذا كانت ستُدمر مجددًا في الجولة القادمة من الحرب؟

لقد خسرت مصر نصف إيرادات غزة خلال 2024 بسبب هجمات الحوثي على السفن التي تمر من القناة، ودفعت الإضطرابات الدول والحكومات في شمال الأرض وجنوبها للإستثمار أكثر في ممرات تجارية أخرى تهدد مكانة القناة المصرية، واليوم لم يعد عقلانيا للتجار والحكومات الإعتماد على ممر مضطرب.

كل جولة من الحرب تؤكد أن حماس ليست مشروع دولة، بل مشروع ميليشيا عسكرية تعيش على استدامة الصراع، والدعم المالي الذي تحصل عليه حماس يُستخدم أكثر في بناء الأنفاق والصواريخ بدل بناء المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية، هذا يطرح سؤالًا مهما: لماذا تستمر الدول المانحة في تمويل وضعٍ غير مستدام بدلًا من فرض حلول دائمة؟

الحقيقة أن هذه فرصة لفرض حل دائم وحقيقي، قد لا يتم الأمر بالصورة التي يتحدث عنها دونالد ترامب، ربما بطرد حماس من القطاع وانسحاب إسرائيل منه وربما بطريقة أخرى تقود إلى سلام حقيقي في المنطقة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)