
خوارزمية فيس بوك 2018 والتي تم الإعلان عنها مؤخرا وتطرقنا إلى العديد من المقالات حولها، من شأنها أن تؤثر على المنصة الإعلانية التي يستخدمها الملايين من المعلنين وتعد أكبر منافس لمنصة جوجل الإعلانية.
هناك حوالي 5 مليون معلن يستخدمون هذه المنصة، وهم أصحاب الصفحات الإخبارية وصفحات الشركات والمسوقين بالعمولة من شأنهم أن يتأثروا بتعديل صفحة خلاصة المنشورات التي ستعطي أهمية أكبر لمنشورات الأصدقاء والعائلة.
وجاء قرار فيس بوك على اثر فوضى الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية وتأثيراته النفسية السلبية على المستخدمين، حيث أكد مارك زوكربيرغ نيته إصلاح موقعه هذا العام وجعله أفضل للمستخدمين.
وقال بالحرف الواحد أن التغيير الجديد من شأنه أن يجعل المستخدمين يقضون وقتا أقل على منصته لكنه سيكون وقتا ذات معنى وأكثر قيمة.
وبعبارة أخرى فإن الوصول إلى ملياري مستخدم على هذه المنصة سيصبح صعبا ومكلفا من الناحية المادية للمسوقين وأصحاب الشركات والمواقع الإخبارية والمشاريع الإلكترونية الأخرى.
وليس غريبا أن يؤثر هذا التعديل على أسعار الإعلانات وتكاليف الحملات الإعلانية، ففي النهاية قرارات الشركة تمس كل المستخدمين وكل تفاصيل المنصة والتأثيرات ستكون كبيرة وواضحة!
-
عام بعد عام ترتفع تكاليف الإعلانات على الإنترنت
دعونا نتفق في البداية بأنه سنويا ترتفع تكاليف الإعلانات على الإنترنت وهذا لا يشمل فقط فيس بوك وجوجل بل أيضا بقية المنصات التي تشهد توافدا متناميا للمعلنين عليها.
السبب في هذا يعود إلى العديد من العوامل، أولها هي المنافسة المتنامية، فوجود 5 معلنين يستهدفون نفس الشريحة ليس مثل 1000 معلن كلهم يريدون الوصول لنفس تلك الفئة المستهدفة.
لذا تعمل المنصات الإعلانية بطريقة تشبه إلى حد كبير المزاد، حيث يضع كل معلن سعر النقرة أو الألف مشاهدة، أو التفاعل، إن كان السعر الأعلى فهو بدون شك سيحقق ظهورا أعلى ونتائج أفضل، من معلن يضع سعرا أقل.
وما يعزز من هذا أن الإعلانات كثيرة وأماكن ظهورها على الموقع قليلة وحتى إن كانت الشريحة كبيرة وتقدر بالملايين يجب على المنصة النجاح في ايصال إعلانات المعلنين لكل هؤلاء والتفضيل حسب السعر المدفوع مقابل النقرة أو المشاهدة أو التفاعل.
خلال 2016 وصل عدد المعلنين بموقع فيس بوك إلى حوالي 4 ملايين معلن، وازداد العدد سريعا إلى 5 مليون معلن وهو ما يعني ازدياد الطلب على المساحات الإعلانية الموجودة في الموقع، ولا بد للسعر أن يزداد.
-
لكن خوارزمية فيس بوك 2018 ستسرع تنامي تكاليف الإعلانات بطريقة صاروخية!
كما أشرنا سابقا فقد أعلنت فيس بوك أن الأولوية ستكون لمنشورات الأصدقاء والعائلة وهي التي سيتم عرضها للمستخدمين.
أصحاب الصفحات العامة من وسائل الإعلام والشركات والناشرين سيبحثون عن طريقة للوصول إلى المعجبين والمهتمين بما يقدمونه، ولا يوجد حل أفضل من الإعلانات الممولة التي ستظهر على شكل منشورات إلى جانب منشورات الأصدقاء والعائلة.
هذا يعني منافسة أكبر من الوقت الحالي، ونشاط للمعلنين على مدار السنة وتنامي قوي لعائدات الشركة الأمريكية بصورة أكبر.
متوسط سعر النقرة والألف مشاهدة والتحويل والتفاعل كلها سترتفع بصورة كبيرة وملحوظة الفترة القادمة لأن الطلب سيزداد خصوصا من الشركات الكبرى ووسائل الإعلام التي تملك ميزانيات جيدة للترويج المدفوع.
-
هناك احتمال حدوث العكس
يخشى المستثمرين في شركة فيس بوك وحاملي أسهمها أن تؤدي الخوارزمية الجديدة إلى توجه الشركات والناشرين ووسائل الإعلام للاستثمار في منصات أخرى منافسة.
وبالطبع الإعلان عن الخوارزمية الجديدة جعل الكثير من المتخصصين يتحدثون عن فوائد تنويع مصادر الزيارات والتحويلات وتجنب الإعتماد الكلي على أكبر شبكة إجتماعية في العالم.
لذا من غير المستبعد أن يعمل عدد من الناشرين خصوصا الصغار والصاعدين على تغيير خططهم خلال الفترة المقبلة والتركيز منصات أخرى مختلفة وطرق متنوعة من التسويق.
اصطدام اصحاب الصفحات مع تراجع التفاعل ونسبة الوصول والنتائج التي يحصدونها قد لا تدفعهم إلى الاستثمار في الإعلانات التي سيجدونها هي الأخرى أكثر تكلفة من ذي قبل، بل إلى التركيز على منصات أخرى والعودة إلى التنافس على جوجل الذي لا يزال المصدر الأفضل للزيارات.
نهاية المقال:
هذا خبر جيد للمستثمرين وحاملي أسهم فيس بوك لكن قد تكون هذه الخطوة برمتها بداية هجرة الناشرين وأصحاب الصفحات إلى منصات اخرى أو بداية استثمارهم في بدائل أخرى بعيدا عن أكبر شبكة إجتماعية في العالم.