المواقع الإخبارية تبدأ مقاطعة إعلانات فيس بوك لهذا السبب

عملية تقنين إعلانات فيس بوك

أعلنت فيس بوك وتويتر على قوانين جديدة من شأنها أن تحكم عملية مراجعة الإعلانات السياسية والموافقة عليها أو رفضها على المنصتين.

كما أشرنا سابقا في مقال “قوانين الإعلانات السياسية على فيس بوك و تويتر” سيكون على المعلنين الكشف عن هويتهم الحقيقية وتفاصيل أخرى بخصوص تمويلهم وترويجهم لأخبار سياسية معينة، فيما سيتم منع المعلنين من خارج الولايات المتحدة للترويج لأخبار سياسية خاصة بذلك البلد على أن يتم تعميم القانون الجديد لكافة اللغات والبلدان خلال الأشهر المقبلة.

ويبدو أن الصحافة الإلكتروني قلقة من القانون الجديد خصوصا جزئية الكشف عن الهوية واعتبار الترويج لمقالات إخبارية سياسية على أنها تمويل ودعم لوجهات نظر معينة.

أعداد متزايدة من الناشرين يشعرون بالقلق من أن مقالاتهم الإخبارية سيتم التعامل معها كإعلانات دعوية سياسية منحازة على فيس بوك.

 

  • أبرز المعترضين في الوقت الحالي

أقدمت كل من The Financial Times و New York Media على ايقاف حملاتهما الإعلانية بالوقت الحالي اعتراضا على القانون الجديد.

وطالبت المؤسسات الكبرى في مجال الأخبار السياسية بإعفاء المؤسسات الإخبارية من هذه السياسة، إذ أن مقالاتهم الإخبارية تنقل الأخبار والواقع والتغطيات وليست وجهات نظر سياسية ليتم اعتبارها كذلك.

وأعرب بعض الناشرين أيضًا عن قلقهم حيال مطلب سياسة فيس بوك بأن يتحقق المعلنون من هويتهم وهو شرط يقول الناشرون أنه سيشكل مخاطر مسؤولية على موظفي الناشرين.

وطالبوا بأن يجد فيس بوك حلا جيدا وأن لا يعتبر المقالات الإخبارية التي تنقل الاحداث على أن الترويج لها بمثابة نشر لإعلانات سياسية.

وانتقد هؤلاء التعامل مع مؤسسات وشبكات إخبارية كأنهم أفراد أو غير محترفين في عملهم، مطالبين بأن لا تضع فيس بوك أي قيود على إعلاناتها السياسية ما دامت تروج للأخبار الصحيحة.

وأكد كثيرون بأن الهدف وراء لجوء الكثير من الناشرين إلى إعلانات فيس بوك هو الوصول إلى الجمهور والمعجبين والفئات المهتمة بالمحتوى المنشور، خصوصا وأن النشر على الصفحات العامة لا يضمن وصول المنشورات إلا لنسبة قليلة من المتابعين، وهي النسبة التي انخفضت بصورة كبيرة منذ أن توجه فيس بوك إلى تبني خوارزمية 2018 التي تعطي الأولوية لمنشورات الأصدقاء والمجموعات في خلاصة الأخبار للمستخدمين.

 

  • الإستعداد لأسوأ الإحتمالات

صحيفة The Financial Times اعتبرت السياسة الجديدة من فيس بوك غير مقبولة، ولجأت إلى ايقاف كافة الحملات الإعلانية المدفوعة على الشبكة الإجتماعية.

وأكدت أنه في وقت تتراجع فيها الزيارات القادمة من فيس بوك ستوجه الإنفاق إلى منصات إعلانية أخرى وقنوات ستعوض تراجع الزيارات لها.

ويفكر الناشرون منذ بداية هذه السنة في اللجوء إلى منصات اخرى بعيدا عن احتكار فيس بوك للزيارات التي يحصلون عليها.

وكانت الشبكة الإجتماعية قد تفوقت لدى مواقع كثيرة على مستوى نسبة الزيارات القادمة منها، لكن مع السياسة الجديدة لفيس بوك تتراجع الحصة التي تساهم بها الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم بزيارات مواقع الويب بينما يتأكد بأن جوجل يظل الملك على هذا المستوى.

 

  • توتر متصاعد مع الناشرين والمعلنين

أزمة فيس بوك الحالية ليست إلا واحدة من نتائج الفوضى التي شهدتها الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم خلال السنوات الأخيرة من انتشار الأخبار المزيفة عليها وخطاب الكراهية إضافة إلى المتاجر ببيانات المستخدمين واستخدامها لأغراض سياسية.

نشرت خلال الساعات الماضية عن “إعلانات الفيديو على فيس بوك فاشلة بشهادة أديداس” وتطرقت أمس إلى “قصة انسحاب The Weather Channel من فيس بوك فيديو” والآن ها هي صحف إلكترونية كبرى توقف حملاتها الإعلانية وهذا لا يجب أن يطمئن فيس بوك، الشركة الأمريكية لا تزال تحقق أرباحا ضخمة ونموا جيدا لكن التداعيات المالية لهذه الأزمة ممكنة خصوصا مع تزايد خسارة ولاء الناشرين والمعلنين وضوحا.

 

نهاية المقال:

أديداس أوقفت حملاتها الإعلانية لأن إعلانات الفيديو فاشلة، بينما The Weather Channel توقفت عن نشر مقاطع الفيديو لأنها مضيعة للوقت، فيما أوقفت كل من The Financial Times و New York Media الإعلانات لأن السياسة الجديدة سيئة، وتستمر أزمة فيس بوك.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز