قبل عام كان هناك في المغرب 6065 فرعا تابعا لمؤسسات البنوك المغربية في المملكة واليوم تراجع هذا العدد إلى 5914 فرعا بعد غلق 189 فرعا ووكالة وفتح 38 فرعا آخر.
وقد تسبب اعلان بنك المغرب عن ذلك في حال من الذعر لدى بعض الناس الذين يتساءلون إن كانت البنوك المغربية في خضم أزمة كبرى وهل مدخرات وأموالهم في خطر؟
أسباب عديدة وراء اغلاق فروع البنوك المغربية
في ظل الأزمة العالمية والمحلية الاقتصادية الحالية يتراجع الإقبال على القروض وهي المنتج الرئيسي لهذه الشركات، لذا تبحث البنوك المغربية مع هذا التراجع عن تقليل التكاليف المالية للحفاظ على ربحيتها.
وصلت سعر الفائدة في الأسابيع الأخيرة إلى 3 في المئة في المغرب، وهي عالية وصعبة بالنسبة للكثير من المقترضين وحتى الشركات التي تحصل على القروض بأسعار فائدة منخفضة كليا.
يعد المغرب بيئة ذات سعر فائدة منخفضة مقارنة مع عدد من الدول العربية وهذا ما يساعد في استقطاب الشركات إليه، لكن مع رغبة البنك المركزي في القضاء على التضخم المرتفع فقد حان وقت التقشف وتسديد الديون وليس الحصول على المزيد من القروض.
في هذا الوقت تتجه الشركات إلى تسريح القوى العاملة وتقليل التكاليف والتعايش مع الأزمة الراهنة التي يمكن أن تستمر لعام إضافي من الآن، والبنوك المغربية معظمها خاصة وفي القطاع الخاص وهي تبحث عن الربح والمحافظة على قوتها المالية.
من جهة أخرى هناك سبب صاعد آخر، وهو أن هذه البنوك بدأت تتبنى الخدمات عن بعد ويمكن لأي شخص فتح حساب بنكي فيها عن بعد ويمكن تطوير تلك المنتجات الجديدة أكثر وبالتالي لن تكون هناك حاجة إلى الفروع والمكاتب.
مع تطور الخدمات الرقمية لا مفر من اغلاق الكثير من الفروع والحفاظ على الفروع المهمة والأساسية، ويعد المغرب من البلدان التي تتجه إلى تطوير الخدمات البنكية لتصبح كلها رقمية وحتى أيضا تبني الدرهم الرقمي.
هل أموال ومدخرات المغاربة في خطر؟
القطاع البنكي في المغرب قوي ويتصدر أيضا على مستوى القارة السمراء من حيث الأمان وجودة الخدمات والإنتشار في الأسواق الأفريقية والدولية.
وتأتي في مقدمتها وفا بنك التجاري، الذي تصنفه المؤسسات الأمريكية وعدد من المجلات المتخصصة على أنه أفضل بنك مغربي يأتي بعده الشعبي.
من المؤكد أن أموال ومدخرات المغاربة في أمان بالقطاع البنكي المغربي، ولا خوف عليها، هذه ليست الأزمة الأولى التي تضرب القطاع المصرفي والبنكي حول العالم وتتجاوزها المؤسسات المغربية بسلام.
لا تزال نسبة كبرى من المغاربة لا يتعاملون مع البنوك ويدخرون أموالهم في منازلهم، وهذه إحدى المشاكل الكبرى التي يمكن أن يعالجها التحويل الرقمي وتطبيقات الشراء والخدمات البنكية الرقمية.
اغلاق فروع البنوك المغربية لا يعني أن هذه المؤسسات في أزمة كبرى أو بصدد الإنهيار، تشهد هذه الصناعة تحولا كبيرا ليس فقط في المملكة المغربية بل أيضا في بقية دول العالم.
قبل أيام أعلن HSBC أنه سيغلق 114 فرعًا إضافيًا في المملكة المتحدة اعتبارًا من أبريل، حيث انخفض العملاء الذين يستخدمونها بشكل كبير منذ الوباء.
أغلقت البنوك حول العالم آلاف الفروع في السنوات الأخيرة مع قيام المزيد من البنوك عبر الإنترنت والبنوك بخفض التكاليف، وأيضا لأن المزيد من العملاء يستخدمون التطبيقات والخدمات عن بعد.
ومن المتوقع اغلاق المزيد منها في السنوات القادمة، فيما سيستمر فتح الفروع في المناطق النامية وعدد من الدول الناشئة من اجل نشر الخدمات البنكية في تلك الخدمات في انتظار انضمام العملاء من تلك المناطق إلى خدمات المدفوعات الرقمية التي تشكل منافسا كبيرا ومنتجات أفضل.
إقرأ أيضا:
خسائر بنوك قطر والإمارات والكويت بالمليارات من الدولارات في تركيا
ما هو احتمال افلاس دويتشه بنك بعد سقوط كريدي سويس؟
خسائر قطر والسعودية والنرويج من استحواذ UBS على كريدي سويس
هل افلاس البنك الأهلي السعودي وارد بعد انهيار كريدي سويس؟
ايجابيات أزمة انهيار البنوك 2023 واختلافها عن الأزمة المالية 2008
أزمة بنك كريدي سويس: ما هو احتمال افلاس البنك السويسري؟
هذه حصة السعودية وقطر في كريدي سويس بعد اعادة الهيكلة
قصة أزمة كريدي سويس: جواسيس وكوكايين وفضائح كبرى
خطر افلاس كوين بيز Coinbase وانهيار الدولار الرقمي USDC
أسباب افلاس بنك سيجنتشر Signature Bank الإسرائيلي الأمريكي
نهاية أزمة بنك سيليكون فالي في بريطانيا بقيمة 1 جنيه استرليني
تأثير افلاس سيليكون فالي بنك على الشركات الناشئة والنظام المالي؟
سر افلاس سيليكون فالي بنك وتفاصيل فشل بنك الشركات الناشئة