تعاني أسواق الأسهم الأمريكية والعالمية من هبوط هو الأسوأ منذ أزمة 1987 منذ أواخر فبراير الماضي، وقد تخلله العديد من القفزات والارتفاعات التي أوقفت حدوث خسائر أكبر، والحصيلة حاليا أن البورصة الأمريكية قد فقدت 30% مقارنة بالقمة المسجلة يوم 19 فبراير.
أمس كان يوما عصيبا والأسوأ في هذا الهبوط، حيث تراجعت الأسهم بقوة وخسر داو جونز 3000 نقطة بعد أن قال دونالد ترامب أنه في أفضل الأحوال ستنتهي أزمة فيروس كورونا خلال أغسطس.
شكل التصريح صدمة إضافية لأسواق المال الأمريكية تحديدا وهي التي كانت مفتوحة وقتها، وهو الكلام الذي حمل المزيد من السلبية للمستثمرين.
فمن جهة حدوث ذلك يعني أن البورصة قد لا تصمد كثيرا فتتعرض لأزمة مالية حقيقية قريبا، ويبدأ الركود الإقتصادي هذا الصيف.
هذه أسئلة وأجوبة حول هبوط الأسهم الأمريكية والعالمية:
-
ما مدى سوء هذا الانخفاض مقابل 2007-2009؟
في حين أن الانخفاض خلال الشهر الحالي هو الأسرع على الإطلاق، إلا أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لم ينخفض تقريبًا كما انخفض في عام 2009، عندما تراجع بنسبة 57٪ خلال فترة الركود العظيم.
انخفض المؤشر بنسبة 30٪ تقريبًا عن أعلى مستوى في 19 فبراير، لكن في حالة استمر الهبوط بهذه الوتيرة ستصبح الأزمة واقعا لا مفر منه.
ما يقلق المستثمرين حاليا هو سرعة هبوط الأسهم، استغرق الأمر 16 يوم تداول فقط لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 للانزلاق إلى سوق الدببة، والذي تم تحديده على أنه انخفاض بنسبة 20٪ من الذروة الأخيرة.
كان ذلك أسرع مرتين تقريبًا من إسقاط سوق الأسهم إلى السوق الهابطة في عام 1929، وفقًا لـ LPL Financial.
-
هل قضى الدب على جميع المكاسب في عهد ترامب؟
فقدت الأسهم معظم تلك المكاسب، اعتبارًا من يوم الاثنين ارتفع مؤشر S&P 500 بنحو 11.5٪ منذ يوم الانتخابات في 8 نوفمبر 2016.
عندما وصلت الأسهم إلى أعلى مستوى لها في 19 فبراير 2020، كسبت البورصة ما يقرب من 60٪ من يوم الانتخابات.
الآن ارتفع المؤشر العام بنسبة 5٪ فقط منذ تنصيب ترامب منخفضًا من حوالي 50٪.
-
هل نحن الآن في الركود الاقتصادي؟
أثار الاقتصاديون والمحللون احتمالات حدوث ركود اقتصادي وشيك، من المحتمل أن تؤدي صدمات الإمدادات العالمية من الوباء إلى جر الولايات المتحدة والعالم إلى الركود حيث يقوم المستهلكون والشركات بتخفيض الإنفاق، وفقًا لـ Goldman Sachs.
كتب الاقتصاديون بالبنك في مذكرة الأحد أن الاقتصاد الأمريكي سينكمش بنسبة 5٪ في الربع الثاني بعد نمو إجمالي الناتج المحلي الصفري في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
مما لا شك فيه، لأن الإقتصاد الأمريكي دخل عام 2020 على أساس قوي، يتوقع الاقتصاديون أن هذا الانكماش سيكون على الأرجح أقصر من الركود الذي أعقب الأزمة المالية العالمية التي استمرت 18 شهرًا.
يتوقع بنك جولدمان ساكس أن ينتعش النمو بنسبة 3٪ و 4٪ على التوالي في الربعين الثالث والرابع، أما للعام بأكمله تم تخفيض توقعاتهم إلى نمو بنسبة 0.4٪ منخفضًا من 1.2٪.
من الواضح أن فيروس كورونا قد تسبب في ضرر بالغ للولايات المتحدة الأمريكية، واستمرار الأزمة حتى أغسطس قد ينتج عنها في نظري ركودا اقتصاديا كبيرا.
-
ماذا يجب أن أفعل الآن؟
ابقى هادئا وأنت تتابع وسائل الإعلام هذه الأيام وتقرأ على المجلة مقالاتي التي تحمل أخبارا سلبية، هذه ليست نهاية العالم.
لدى مستشاري الثروات نصيحة مهمة لك: ابقوا على الدوام هادئين، الأسهم الأرخص هي شيء جيد للمستثمرين على المدى الطويل.
تحقق من استثماراتك فبعض نقاط الضعف الأخيرة يمكن أن تكون بمثابة فرصة للشراء.
أما إذا كنت لا تؤمن من قبل بسياسة الإدخار في أوقات الرخاء فهذا درس مهم للغاية بالنسبة لك، عليك أن تتحرك نحو الإدخار وإلا فأي أزمة تندلع ستستهدفك شخصيا.
تقول جوليا كارلسون، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة Financial Freedom Wealth Management Group: “سينتهي هذا في النهاية”.
وتضيف: “لا تزال مكافأة المخاطرة أفضل بكثير في الأسهم من صناديق السندات على المدى الطويل، نشعر أحيانًا أنه يجب علينا إجراء تغيير في موقف كهذا، ولكن إذا كان شخص ما متنوعًا بشكل مناسب ولديه استراتيجية مناسبة، فإن قرار الاستمرار في الدورة جيد تمامًا”.
هبوط الأسهم ليست الفرصة الوحيدة، فهناك العملات الرقمية التي تراجعت بشكل متسارع، ففي أقل من شهر تراجع سعر بيتكوين من 9700 دولار إلى أقل من 5000 دولار وهذه فرصة جيدة للمستثمرين.
تراجع الذهب والفضة هي فرص أخرى يجب أخذها بعين الإعتبار، وهي من الملاذات الامنة التي سترتفع في نهاية المطاف.
إقرأ أيضا:
طرق حماية أموالك في حالة حدوث أزمة مالية محلية أو عالمية
الأسهم الأفضل: كيف يربح المستثمر في الأزمة المالية وهبوط السوق؟