وصلت السيدة ميج ويتمان إلى سدة الرئاسة التنفيذية لشركة هيوليت باكارد و المعروفة اختصارا بـ HP و ذلك في مثل هذا الوقت من عام 2011، مهمتها كانت معروفة للجميع و هي انتشال الشركة الأمريكية المتهالكة من الأزمة التي تغرق فيها و انقاذها قبل فوات الأوان.
الخبر كان سارا للجميع و بالخصوص لهؤلاء الذين يعلمون جيدا من هي ميج ويتمان و ما هي انجازاتها و قدراتها في ادارة الشركات و انجاحها، قصة قيادتها لشركة إيباي من شركة بعدد 30 موظفا فقط و عائدات سنوية تقدر بحوالي 4 مليون دولار أمريكي إلى شركة بعدد موظفين يصل إلى 15 ألف موظفا و عائدات بلغت 8 مليارات دولارات يعطيك نظرة لامحة عن تاريخها.
بالنظر إلى سيرتها يبدو أنها محترفة أيضا في السياسة و هي من الحزب الجمهوري و من النساء الأكثر نفوذا و قوة في عالم الأعمال و قد سبق لها و أن كانت حاكما لولاية كاليفورنيا.
بين خبراتها في مجالات الأعمال و ميولتها السياسية و قدراتها في القيادة و التأثير يراهن عشاق HP عليها في الخروج من معترك الأزمة و التفوق مجددا في مجالات الحوسبة و الطابعات و التوسع إلى قطاعات ذات نمو أكبر و منها الهواتف الذكية و اللوحيات و لما لا الساعات الذكية؟
- ماذا يحدث الآن في هيوليت باكارد HP
بعد مرور 4 سنوات على توليها دفة القيادة لشركة HP لا تزال الأمور سيئة بالنسبة لهذه الشركة، و تعتمد ميج ويتمان على سياسة تقليص النفقات و التقليل من طرح الأجهزة الجديدة إلى جانب التقليل من الوظائف و قد سبق لها و أن قامت بالتخلص من 55,000 موظف و مؤخرا أعلنت عن فصل 25,000 إلى 30,000 موظف آخرين في قطاع المشاريع.
قرارات مؤلمة لكنها تأتي للتكيف مع انخفاض الطلبات على منتجاتها، بذات الوقت عملت على نقل عدد من موظفيها إلى وظائف منخفضة التكلفة أو قليلة الأجر.
في الوقت الراهن نجد أن 42 في المئة من موظفي وحدة خدمات المشاريع يعملون في وظائف منخفضة التكلفة و هناك خطة لزيادة النسبة إلى 60 في المئة سنة 2018.
خلال نهاية العام الماضي أقدمت هيوليت باكارد HP على ايقاف الأجهزة التي تعمل بنظام webOS في خطوة متوقعة منذ قدوم السيدة ميج ويتمان إلى الشركة و هذا لأن النظام يكلفها الكثير من الأموال لتطوير التطبيقات و العمل على أجهزة لا تباع في السوق و لا يريدها الناس.
و في ذات الوقت انفتحت على صناعة حواسيب أندرويد من خلال انتاج لوحيات و حواسب بهذا النظام المنتشر و من خلال سياسة التركيز على فئات الأجهزة الأقل تكلفة و هي لا تزال تواصل بالعمل وفق هذه السياسة المثمرة إلى حد معين.
و رغم أنها عاشت بعض التعافي في أرباحها و ايراداتها خلال العام الماضي إلا انها لا تزال في خطر و مؤخرا أعلنت هيوليت باكارد HP انخفاض عائداتها من قطاع الحواسيب الشخصية و الطابعات بنسبة 11.5 في المئة و كذلك بالنسبة لوحدة خدمات المشاريع التي شهدت انخفاضا بنسبة 11 في المئة في الايرادات.
- ميج ويتمان لم تعد الرئيسة التنفيذية لشركة HP لكنها لن تغادر
أعرف ما تفكر فيه الآن، تظن أنه تمت اقالتها أو أنها استقالت و هذا لم يحدث، ما حدث ببساطة هو أن الشركة سيتم تقسيمها في الأول من نوفمبر القادم إلى شركتين و هما HP و HPE Hewlett Packard Enterprise
الأولى ستبقى تركز على حلول الأفراد و المنتجات الموجهة للمستهلكين أما الشركة الثانية فستكون مستقلة بأسهمها و قيادتها و قراراتها و ستكون مخصصة لتقديم حلول الشركات و المنتجات الموجهة للمؤسسات.
السيدة ميج ويتمان ستدير HPE و لديها خطة مسبقة لإنجاح الشركة حيث تتوقع 1.85 دولار إلى 1.95 دولار للسهم الواحد في عام 2016 و ستحقق اكثر من 50 مليار دولار من العائدات
أما HP فمن المرتقب هي الأخرى أن تحقق عائدات تصل إلى 2.2 مليار دولار العام المقبل و أن تنموا مجددا أعمالها في القطاعات الاستهلاكية.
- التقسيم الجديد سيخفف من وطأة الأزمة لكن أمام الشركتين تحديات كبيرة
تعد شركة لينوفو منافس قوي لشركة HP و قد ألحقت بها الكثير من الأضرار في ظل المبيعات الكبيرة التي تحققها حواسيب الشركة الصينية، التحدي الأول هو تجاوز العملاق الصيني بأي ثمن و من خلال اعتماد سياسة انتاج أجهزة رخيصة بمواصفات أفضل.
على الجهة الأخرى ستجد شركة HPE نفسها في منافسة قوية مع بلاك بيري بقطاع الأعمال و شركات أخرى تقدم الحلول للمؤسسات.
المهمة لن تكون سهلة أبدا للشركتين لكن نأمل أن تنجحا في القصة الجديدة.