أينما ذهبت اليوم ستجد أزمة ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه تلاحقك، هذه الأزمة ليست محلية فقط بل عالمية في الأساس، تلتهب الأسعار في المغرب واسبانيا والجزائر وجنوب افريقيا والبرازيل والهند والسويد والولايات المتحدة والقائمة تشمل الجميع.
والأهم من ذلك أنه للتخلص من هذه الأزمة يجب أن يكون هناك تعاون دولي وهو ما بدأت البنوك المركزية من خلال رفعها لأسعار الفائدة لكبح الطلب.
مظاهر أزمة ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه
في السويد أدى ارتفاع أسعار الخضروات إلى أعلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية منذ 72 عامًا، يقول الخبراء في البلاد إن السويد لم تشهد مثل هذه الزيادات الكبيرة في أسعار المواد الغذائية منذ عام 1951، حيث زاد الكراث والقرنبيط بنحو 80٪ منذ فبراير 2022، والفلفل بنسبة 54٪ منذ ذلك الحين.
في المملكة المتحدة وصل تضخم أسعار المواد الغذائية إلى مستوى مرتفع جديد بلغ 18.2٪ الشهر الماضي وسط نقص في الفواكه والخضروات الطازجة على أرفف السوبر ماركت، قال مكتب الإحصاءات الوطنية إن أسعار المواد الأساسية مثل الخضار والبيض ومنتجات الألبان ارتفعت إلى مستويات لم تشهدها منذ 45 عامًا.
في بولندا أثر الوضع الحالي بالفعل على أسعار القرنبيط في السوق البولندية، لقد زادت أسعاره هذا العام بنسبة 256٪ من نهاية نوفمبر من العام الماضي إلى فبراير!
في فصل الشتاء يتم استيراد القرنبيط إلى بولندا بشكل رئيسي من إسبانيا، هناك أيضًا واردات من إيطاليا وفرنسا لكنها صغيرة، في الوقت نفسه كان المعروض من القرنبيط في أوروبا منخفضًا جدًا خلال الأشهر القليلة الماضية ويستمر في الانخفاض.
عانت اسبانيا وإيطاليا هي الأخرى من ارتفاع أسعار الخضروات بسبب الجو البارد التي تسببت في مشاكل الإنتاج، ومع تحسن الوضع ينتظر أن تتراجع الأسعار في الأسابيع القادمة.
في المغرب والجزائر ودول شمال أفريقيا والشرق الأوسط تعاني الأسر من ارتفاع أسعار البصل والطماطم والبطاطس وهي الخضروات الرئيسية في الكثير من الوجبات الأساسية.
في المغرب العديد من الفواكه والخضروات، التي كانت تكلفتها أقل من 5 دراهم للكيلوغرام الواحد، تضاعف سعرها ثلاث مرات في الأشهر القليلة الماضية.
مع تكلفة الطماطم من 10 إلى 12 درهمًا للكيلوجرام والبصل 14 درهمًا للكيلوغرام والبطاطس 8 دراهم للكيلوغرام من بين أمور أخرى، سيكون هذا الشهر صعبا على الأسر المغربية.
جنوب أفريقيا تفتح التحقق في ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه
يقول الخبير الاقتصادي الزراعي، وانديل سيلوبو، إن التحقيق الذي أطلقته لجنة المنافسة في التقلبات وارتفاع أسعار الفواكه والخضروات في كثير من الأحيان لا يعني أن هناك مخالفات.
أعلنت اللجنة يوم الخميس انطلاق التحقيق الذي سيبدأ رسميًا في 31 مارس وينتهي في غضون 18 شهرًا، وفقًا لقانون المنافسة.
ومع ذلك، يضيف الخبير الاقتصادي أنه لم يلاحظ أي شيء غير عادي في أسواق المنتجات الزراعية أو المواد الغذائية في الأشهر الأخيرة، لكنه أضاف أن الكثير من الزيادات في تضخم أسعار المواد الغذائية الاستهلاكية في جنوب إفريقيا كانت متماشية مع التطورات العالمية ولم تكن فريدة من نوعها.
الغرض من التحقيق هو التحقق مما إذا كانت أي ميزات في سلسلة قيمة المنتجات الطازجة تعوق أو تقيد أو تشوه المنافسة في السوق، وسيركز على قضايا معينة في كل طبقة من سلسلة القيمة، بما في ذلك بيع المنتجات الطازجة من قبل المزارع إلى العميل أو بائع التجزئة أو المعالج أو سوق التصدير.
سيولي التحقيق اهتمامًا خاصًا للفواكه والخضروات المختارة التي تمثل سلسلة قيمة المنتجات الطازجة، تمثل هذه الفاكهة والخضروات 70٪ على الأقل من إنتاج وبيع هذه المنتجات في جميع أنحاء البلاد وهي: التفاح والحمضيات والموز والكمثرى وعنب المائدة والبطاطس والبصل والجزر والملفوف والطماطم والسبانخ.
أسباب أزمة ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه
أدت الزيادة الحادة في تكلفة إنتاج الخضروات، والظروف الجوية السيئة، ونقص العمالة، والصعوبات في قطاع الخدمات اللوجستية، وعوامل أخرى إلى انخفاض المعروض من الخضروات في الأسواق الأوروبية والإقليمية.
وسط ارتفاع أسعار المواد الأساسية، ألقى المستهلكون باللوم على الحكومات ومصالح حماية المستهلكين لفشلها في تنظيم أسعار المواد الصالحة للأكل وغيرها من المواد الأساسية، لكن المسألة في الواقع كانت أزمة عالمية وليس لدى الحكومات الكثير لتفعله.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بما في ذلك الفواكه والخضروات وغيرها من المواد الغذائية، وكانت هذه واحدة من أبرز نتائج الحرب الروسية ضد أوكرانيا، خصوصا وأن الدولتين مصدر مهم ليس فقط للحبوب بل أيضا العلف والأسمدة التي تعد أساسية في القطع الزراعي وانتاج اللحوم.
دعنا أيضا لا ننسى أن نتيجة ضخ تريليونات من الدولارات خلال أزمة كورونا تراجعت القوة الشرائية لكافة العملات النقدية بداية من الدولار الأمريكي إلى كافة العملات الأخرى بدون استثناء، الآن مع تشديد السياسات النقدية تحاول البنوك المركزية تقوية عملاتها مجددا.
إقرأ أيضا:
أسباب ارتفاع أسعار الخضروات إلى مستويات خطيرة في المغرب
هل يتسبب شهر رمضان في زيادة التضخم والغلاء أكثر؟
روسيا ستعاني من الجوع بدون بطاطس مصر وخضرواتها
كيف ازدهرت الفلاحة في أوكرانيا وكيف تهددها روسيا؟
فرص وتحديات مشاريع الزراعة والفلاحة خلال 2023
إسرائيل ستجعل الفلاحة المغربية أعظم وصحراء المغرب خضراء
هل يتجه العالم إلى الهاوية أم أننا نعيش ثورة أزمات التغيير؟