مر يومان على مؤتمر آيفون 7 وقد فتحت الشركة اليوم باب الطلبات المسبقة للحصول على الجيل الجديد أملا في أن يتوفر في الأسواق ابتداء من 16 سبتمبر.
الجيل الجديد وما قدمته الشركة الأمريكية عموما لم يقنع المستثمرين بأنه السلاح الفعال لتجاوز الأزمة الراهنة، وتقنيا بالنسبة لنا فإن آيفون 7 دليل واضح على أن آبل فقدت حس الإبداع والابتكار الذي لطالما ميزها وكان نقطة قوتها التي تفتخر بها.
نعم هذا صحيح ولا يمكن لأحد أن ينفي ذلك، فالشركة أصبحت تسير على نهج المنافسين متأخرة، وهي تقتبس المميزات منهم، وتحاول الوصول لما يقدمونه ببطء وصعوبة.
آيفون لا يزال متأخرا بسنوات عن المنافسين في دقة الشاشة التي لا تزال محددة على 1334 في 750 بيكسل بالنسبة للنسخة الرئيسية، بينما تبنت خلال السنوات الأخيرة دقة 1080 بيكسل في النسخة الأكبر، كل هذا يحدث بينما يعج السوق بهواتف 1080 بيكسل وهواتف بشاشات 2K بل ورأينا من سوني هاتفا بشاشة 4K وهناك تجارب من عدة شركات لتبنيها في المستقبل القريب.
بالحديث عن الشاشة نفسها لم نرى إلى الآن ترقية نوعيتها من IPS LCD إلى أموليد التي تعد أفضل منها في الألوان و الحفاط على الطاقة، ولم تتبنى آبل إلى الآن شاشة منحنية من الأطراف في هواتف آيفون وكان عليها أن تسبق سامسونج إلى ذلك، لا بل سبقتها أيضا العديد من الشركات الصينية التي أضحت مدارسا للإبداع بعد أن كانت معروفة بالتقليد والنسخ.
وبالحديث عن الكاميرا الخلفية الثنائية الموجودة في آيفون 7 بلس، دعني أذكرك أنها ليست من ابتكار آبل إذا كنت نسيت فإن إل جي قدمت من قبل هاتف إل جي جي 5 بهذه الميزة ورأينا أيضا هواوي تطرح هواوي بي 9 بهذه الميزة، والكاميرا الموجودة في هاتف آبل الجديد هي من صنع وتطوير إل جي.
تصميم آيفون 7 يجعل أي شخص معرض لعدم تمييزه عن آيفون 6 و آيفون 6 اس، فنفس اللمسة بقيت هي نفسها، رغم أن المنطقي هو أن تقدم لنا آبل كل عامين تغييرات شجاعة على التصميم، والأسوأ من هذا أنه يمكن للشركة أن تطرح العام القادم آيفون 7 اس بنفس التصميم ففي النهاية نسخة اس هي مجرد نسخة تحسينية لا تستدعي من الشركة العمل على تغييرات في المظهر.
وبالنظر إلى ما جاء به آيفون 7 من مزايا وتحسينات فيمكن أن نسميه “آيفون 6 اس اس” أو آيفون 6 اس 2″ ولا أجد أي مبرر حقيقي للإنتقال إلى رقم جديد لا يعبر عن واقع التحديث الذي حصل على العتاد والجهاز بشكل عام.
قد يقول قائل أن ميزة المقاومة للماء في هذا الجهاز هو أمر مبهر للغاية، لكن الحقيقة أن سوني تقدم منذ سنوات طويلة هذه الميزة وكان من الأفضل أن تتبناها آبل في آيفون 6 اس التي تعد نسخة تحسينية، أضف إلى ذلك أن الشركة اعترفت على موقعها الرسمي أن تعريض آيفون 7 للماء بكثرة قد يكون السبب في تلفه، وهي ليست مسؤولة عن ذلك، بالتالي أنت من ستتحمل تكاليف استبداله وشراء نسخة أخرى.
ما المميز حقا في آيفون 7؟ ما الذي يجعله آيفون جديد كليا؟ لا شيء للأسف وهذه المرة آبل أخطأت بشكل واضح والأزمة ستطول لعام آخر على الأقل لأنه لن ينجح وهذا ما يقوله المنطق وليست العاطفة أو الكراهية.
زد على ذلك تساؤل أخير يوضح لك أكثر أن هذه الشركة اصبحت في الخلف عندما يتعلق الأمر بالإبتكار والإبداع، ماذا عن نظارة الواقع الإفتراضي التي أصبحت من تقنيات الحاضر والتي ينمو الإقبال عليها بشكل مذهل؟ لقد سبقتها سامسونج، فيس بوك، جوجل، هواوي حتى سوني و إتش تي سي ومايكروسوفت!!