تخطط شركة آبل لنقل إنتاج هواتف آيفون المُباعة في الولايات المتحدة بالكامل من الصين إلى الهند، نُشر هذا التقرير لأول مرة في صحيفة فاينانشال تايمز استنادًا إلى معلومات من عدة مصادر.
هذا يعني زيادة عدد هواتف آيفون التي تحمل شعار صنع في الهند، حيث تعمل الشركة الأمريكية على التصنيع في دولة صناعية أخرى كبرى تتمتع بيد عاملة منخفضة التكلفة.
لماذا انتاج آيفون في الهند أفضل من الصين؟
في الواقع، بدأ تنويع إنتاج آبل لهواتف آيفون في عام 2017، عندما بدأت الشركة، بالتعاون مع Wistron، في إنتاج هواتف iPhone 6s و iPhone SE في مصنع بمدينة بنغالورو الهندية، في ذلك الوقت، كانت ضرائب الاستيراد المرتفعة على المنتجات الصينية هي السبب الرئيسي.
خلال ولايتي دونالد ترامب (2017-2021 و2025-الحالي)، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية صارمة على المنتجات المستوردة من الصين، مما أثر بشدة على تكاليف إنتاج آبل.
المنتجات المستوردة من الصين إلى الولايات المتحدة تخضع نظريًا لرسوم جمركية تصل إلى 145%، مع إعفاء مؤقت لهواتف الذكية، لكن آبل لا تزال ملزمة بدفع رسوم بنسبة 20%، وهي سارية حتى قبل إعادة انتخاب ترامب.
على النقيض، تُخضع الهند لرسوم جمركية بنسبة 26%، لكن تم تأجيل تطبيقها لمدة 90 يومًا لإفساح المجال للمفاوضات بين نيودلهي وواشنطن، وقد صرح نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، خلال زيارته للهند، أن المحادثات بين البلدين تحرز تقدمًا جيدًا.
بدأت آبل في تنويع إنتاجها منذ عام 2017، عندما تعاونت مع شركة ويسترون لتصنيع هواتف iPhone 6s وiPhone SE في بنغالورو، مدفوعة بضرائب الاستيراد المرتفعة على المنتجات الصينية.
كم آيفون يتم انتاجه في الهند حاليا؟
بحلول أبريل 2024، كانت 14% من هواتف آيفون العالمية تُنتج في الهند، ويتوقع المحللون أن ترتفع هذه النسبة إلى 25% بنهاية 2025. هذا التحول لا يقلل من الاعتماد على الصين فحسب، بل يوفر أيضًا حلولًا أكثر فعالية من حيث التكلفة بفضل انخفاض تكاليف العمالة في الهند وتحسين البنية التحتية للتصنيع.
دفع تصاعد التوترات خلال فترة ولاية دونالد ترامب الأولى (يناير 2017-يناير 2021) آبل إلى زيادة طاقتها الإنتاجية تدريجيًا في الهند. وبحلول أبريل 2024، كان حوالي 14% من جميع هواتف آيفون حول العالم تُنتج بالفعل في الهند.
يتوقع المحللون أن يرتفع هذا الرقم إلى 25% بنهاية هذا العام، تُساهم الولايات المتحدة بنحو 28% من شحنات هواتف آيفون من آبل عالميًا.
ووفقًا لصحيفة تايمز أوف إنديا، تُنتج آبل حاليًا ما بين 40 و43 مليون وحدة آيفون داخل البلاد سنويًا، 80% منها مُخصصة للتصدير.
من المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 70-80 مليون وحدة بحلول نهاية عام 2026، مما يجعل الهند المورد الرئيسي لـ 60 مليون وحدة آيفون في الولايات المتحدة.
تنتج شركة آبل هواتف آيفون في الهند من خلال شركتي فوكسكون وتاتا إلكترونيكس، وكانت تاتا قد استحوذت سابقًا على مرافق إنتاج من ويسترون وبيغاترون.
الحرب التجارية تجعل الصين الخاسر الأكبر
كانت الصين الدولة الأكثر تضررًا من سياسات ترامب الجمركية الصارمة خلال ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة، ورغم أن الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، حاول التفاوض على إعفاء من الرسوم الجمركية، إلا أن محاولته باءت بالفشل.
يُعزز نقل إنتاج آيفون إلى الهند مكانة البلاد كمركز تصنيع عالمي، بفضل الاستثمارات من شركات مثل فوكسكون وتات 80% من إنتاج آبل في الهند مخصص للتصدير، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويخلق فرص عمل، مع خطط لزيادة الإنتاج إلى 70-80 مليون وحدة بحلول 2026، تستعد الهند لتصبح الرائدة في تصنيع آيفون عالميًا.
على الرغم من التقدم، تواجه آبل تحديات في الهند، مثل تحسين البنية التحتية اللوجستية وضمان استقرار سلسلة التوريد، كما أن المفاوضات الجارية بين الهند والولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية ستكون حاسمة لضمان استدامة هذا التحول.
يوفر التحول إلى الهند فرصًا اقتصادية هائلة، بما في ذلك خلق فرص عمل، جذب استثمارات أجنبية، وتعزيز مكانة الهند في سوق التكنولوجيا العالمي، إذا نجحت المفاوضات الجمركية، يمكن أن تصبح الهند الوجهة المفضلة لتصنيع الأجهزة الإلكترونية.
آيفون صنع في الهند
تحول آبل إلى تصنيع آيفون في الهند يعيد تشكيل مشهد التصنيع العالمي، مدفوعة بالحرب التجارية، الرسوم الجمركية، والحاجة إلى تنويع سلسلة التوريد، تستعد الهند لتصبح المركز الرئيسي لإنتاج آيفون بحلول 2026.
مع ارتفاع الإنتاج وتزايد الصادرات، لم يعد آيفون منتجًا صينيًا، بل هنديًا بامتياز، مما يعكس قدرة آبل على التكيف مع التحديات الجيوسياسية والاقتصادية، هذا التحول لا يعزز مكانة الهند فحسب، بل يعيد تعريف العلامة التجارية لآيفون في السوق العالمية.
زادت شركة أبل بشكل كبير إنتاجها من هواتف آيفون في الهند إلى 22 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في مارس 2025، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 60% عن العام السابق.
كما أن اليوم 1 من كل 5 هواتف آيفون التي تباع في الأسواق العالمية تأتي من الهند التي تعمل على انتاجها وزيادة الإنتاج منه سنويا.
من شأن هذا التحول أن يحافظ على الأرباح الجيدة لآبل من كل جهاز إضافة إلى الحفاظ على تقنياتها العالية الجودة والمهددة دائما بالسرقة والتقليد في الصين التي لا تلتزم بقواعد التجارة العالمية.