تحتاج الشركات الناشئة إلى العملاء و تحقيق المبيعات و الأرباح من أجل الإستمرار و إلا فإنها معرضة في نهاية المطاف للإغلاق و الإنسحاب من المنافسة و لهذا تلجأ هذه الشركات إلى Google AdWords كمنصة للقيام بحملات إعلانية مدفوعة .
نتفق جميعا على أن جوجل أدووردز منصة ناجحة للغاية و تحقق بالفعل نتائج طيبة مع المعلنين ، و للعلم فهي تتمتع بالملايين من المعلنين حول العالم و من أبرز عملائها نجد أمازون و متاجر إلكترونية كبيرة و في المنطقة العربية لدينا بيزات و دوبيزل و أفيتو كأبرز الشركات التي تستخدمه .
إلى حد الأن يبدوا أن العنوان غامض مستفز و ربما كاذب و لا علاقة له بما قلناه سابقا ، حسنا علي الإعتراف بأن Google AdWords منصة ناجحة مع الشركات العملاقة أكثر من الناشئة و إليك الأسباب المنطقية لتفهم ذلك .
- منتجك لا يقدم ما هو ثوري … مجرد منتج أخر
ما الفائدة من عمل حملة إعلانية لمنتج عادي ينافس بقية منتجات المنافسين ؟ الكثير من الشركات الناشئة نجدها تقدم خدمات و منتجات إعتيادية ربما ما يميزها هو بعض الخيارات الجديدة أو ميزات فريدة ليست ثورية كما يعتقد أصحابها .
الإنفاق عليها في حملات إعلانية على Google AdWords يعد حماقة إلى حد كبير ، أما إذا كنت تقدم شيئا جديدا كليا و سيهزم ما يقدمه المنافسين يمكنك عمل حملة إعلانية له .
- التركيز على السيو و الشبكات الإجتماعية أفضل من الإعلانات
بالنسبة لشركتك الناشئة فهي بالتأكيد لا تملك سيولة مالية كبيرة من أجل الدخول في حملات إعلانية طويلة و الإنفاق المادي عليها .
هناك بعض المجالات التي ترتفع فيها المنافسة ، الكلمات المفتاحية التي ستنافس عليها تتطلب منك 1 إلى 2 دولارات لكل ضغطة ، لنفترض أنني بحاجة إلى 1000 زائر لصفحة المنتج أو الخدمة و كل نقرة بسعر 1 دولار و هناك إحتمال كبير للغاية أن لا يتحول هؤلاء الزوار إلى عملاء بل نسبة قليلة منهم ما يكلفك حوالي 1000 دولار مع مخاطرة بأن لا تعوضها من خلال الأرباح الصافية .
لذا يبدوا التركيز على التحسن في نتائج البحث و السيطرة على الكلمات المفتاحية المهمة لعملك أقل تكلفة فيما الشبكات الإجتماعية لا تقل أهمية هي الأخرى في الحصول على نتائج ممتازة وفق تكاليف قليلة .
هذا لا يعني أن الحملات الإعلانية فاشلة بل إنها مكلفة للشركات الناشئة و لا ينصح بها غالبا !
- قلة الخبرة في إستخدام Google AdWords
هذه المنصة توفر لك نتائج فعالة بتكاليف أحيانا ليست كبيرة لكن متى ؟ إذا كنت محترفا في عمل حملات إعلانية أقل تكلفة و قادرة على جلب زيارات تتحول إلى مبيعات .
و للأسف العاملين في الشركات الناشئة لا يتوفرون على خبرة لعمل ذلك فهم بالنسبة لزملائهم في الشركات العملاقة التي تستخدم هذه المنصة مجرد مبتدئين .
هذا سبب أخر يمنع الشركات الناشئة من إستخدامها .
- موقع متواضع و غير فعال في تحويل الزيارات إلى مبيعات
مواقع الشركات الناشئة تم تصميمها من طرف مصممين أقل خبرة و إحترافا كيف لا و هم إختاروا من ينفذ لهم العمل بأرخص سعر ممكن و هو ما لا يوفره المحترفين .
هذا يعني أن الزيارات التي تتلقاها تلك المواقع عدد كبير منها يضيع و لا تستفيد منها الشركات الناشئة و هذا لأن القالب غير مهيئ بشكل فعال من أجل تحويل الزيارات إلى أرباح ناتجة عن مبيعات .
على هذا الأساس الإنفاق عليها في حملات إعلانية مدفوعة يعني ضياع المال في الهواء و هذا إنتحار بالنسبة للشركات الناشئة .
- لا تملك عروض قوية مقارنة بعروض الشركات العملاقة
من المعروف أن الشركات العملاقة و المتاجر الكبيرة تقدم عروض تخفيضات و شحن مجاني فيما شركتك الناشئة ليس لديها القدرة لفعل هذا بسبب قلة الموارد المالية .
تلجأ الشركات المنافسة لعمل حملات إعلانية لتخفيضاتهم لكونهم يملكون السيولة و أيضا لديهم إتفاقيات و تعاقدات مع أطراف أخرى كي لا تسبب التخفيضات التي يقومون بها خسائر مادية لهم .
لكن ماذا عن الشركات الناشئة ؟ عادة منتجاتها تكون بسعر مرتفع و في حالة كان مناسبا و متساويا مع منتجات العلامات التجارية العملاقة نجد أنها لا تستطيع القيام بشحنها للعملاء مجانا و ليس لديها القدرة أيضا على عمل تخفيضات قوية .
النتيجة إعلانين يظهران للمستخدم في نفس الوقت ، الأول من العلامة التجارية الشهيرة يوفر لي المنتج بسعر 55 دولار و شحن مجاني أما الثاني فهو نفس المنتج تقريبا من شركة جديدة بنفس السعر 55 دولار مع تكاليف شحن تجعل شراءه يصل إلى 67 دولار مثلا ، هذا في الحالة العادية أما في موسم التخفيضات التي تقودها الشركة المشهورة الفرق يتسع و ليس في صالح شركتك الجديدة !
نهاية المقال :
أترى إلى أي مدى Google AdWords لا يصلح لشركتك الناشئة في غالب الأحوال ؟ و يصبح الأمر أكثر حسما لصالح تجاهله في المجالات المشهورة بالمنافسة القوية .