أضحت أزمة آبل واقعا وحديث الساعة وما عاد ممكنا لأحد أن ينكر بأن هذه الشركة تعيش فترة صعبة منذ بداية هذا العام وقد توضح ذلك للجميع من خلال النتائج المالية التي نشرتها مؤخرا وخسرت على اثر ذلك أكثر من 40 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وفيما تراجعت مبيعات آيفون ونفس الأمر لأجهزة آيباد و حواسيب الماك تبدو الكارثة أعمق مما عليها الأمور حاليا، وأقصد أن استمرار الأزمة سيجعلها تتوسع ليس فقط من خلال تراكم خسائر آبل وتراجع قيمتها السوقية وربما سقوطها من المركز الثاني في قائمة أكبر شركات تصنيع الهواتف الذكية وأيضا سقوطها من المركز الأول ضمن أغلى العلامات التجارية لكن أيضا شركات تربطها مصالح مع العملاق الأمريكي ستتضرر بلا شك.
ونعلم أن شركة آبل عادة لا تصنع هواتفها وأجهزتها، بل تعمل على تصميمها وابتكار المزايا الجديدة التي هي مزودة بها فيما التصنيع وقطع الغيار تتكلف به شركات أخرى ومصانع غير مملوكة لهذه الشركة وهو ما يجعل عملية إنتاج أجهزتها غير مكلف على العكس بالنسبة للشركات المنافسة التي تعتمد على مصانعها الذاتية وتتحمل مصاريف الإنتاج برمتها.
في هذا المقال سنتطرق إلى الشركات العالمية والدولية التي ستعاني هي الأخرى بسبب أزمة آبل وترى في تراجع آيفون كارثة كبيرة لها.
- سوني أو بشكل ادق Sony Semiconductor Solutions
رغم أن هناك منافسة بين سوني موبايل و آبل إلا أن هناك تعاون بين هذه الأخيرة وقسم المستشعرات في سوني والذي أصبح الآن شركة أخرى ضمن مجموعة سوني القابضة وتدعى Sony Semiconductor Solutions.
هذه الأخيرة يقال أنها تربح من كل آيفون حوالي 20 دولار ما يعني أن انخفاض مبيعاته بحوالي 10 مليون نسخة بالمقارنة ما بين الربع الأول من هذا العام ونفس الفترة من العام الماضي وهو ما يعني أنها خسرت 200 مليون دولار.
وفي حالة استمرت المبيعات بالتراجع فإن المزيد من الخسائر ستكون من نصيب سوني كواحدة من الشركات التي تعتمد عليها آبل في كاميرات آيفون الأمامية والخلفية.
- فوكسكون من أكبر الخاسرين
الشركة التايوانية فوكسكون والتي تملك سلسلة من المصانع في الصين ستكون المتضرر بلا شك من انخفاض الطلب على آيفون و آيباد ومنتجات آبل التي يتم انتاجها هناك.
وهي بالطبع تلقت من الشركة الأمريكية أمرا بتقليص إنتاج آيفون للربع الثاني على التوالي، ما يعني المزيد من انخفاض الايرادات بالنسبة لها.
ومن المعلوم أن مصانع الشركة هي المسؤولة بالدرجة الأولى على انتاج منتجات آبل لكن في ذات الوقت تعتمد عليها سوني وشركات أخرى في تصنيع أجهزتها المختلفة.
- توشيبا و Japan Display لن يفلتا من الخسارة
العملاقين اليابانيين هما المسؤولان بدرجة كبيرة على انتاج شاشات آيفون وبالطبع الطلبات على الشاشات من العميل المهم آبل ستقل وهي انخفضت خلال الربع السابق وستنخفض خلال الربع الحالي بناء على طلب رسمي من الشركة الأمريكية.
ومن المعلوم أن Japan Display و توشيبا كما هو الأمر بالنسبة للشركات اليابانية الأخرى تعاني خلال السنوات الأخيرة ما سيعمق من جراحها ويجعلها تواجه وقتا أصعب مما مضى.
- سامسونج و إل جي سيتقاسمان الخسارة بالطبع
تعتمد آبل على سامسونج في صناعة معالجات آيفون فيما أيضا تتعامل مع إل جي في مجال الشاشات وبخصوص هذا الأخير نتذكر أنه منذ اشهر أفادت تقارير مطلعة أن العملاقين الكوريين قد قررا استثمار حوالي 12.8 مليار دولار لتوفير خطوط الإنتاج لصناعة شاشات OLED لهواتف آيفون وابتداء من العام القادم سنرى هواتف آبل تأتي بهذه النوعية من الشاشات.
المصالح التي تربط هذا الثلاثي كبيرة بكل تأكيد وهي تشمل مختلف مكونات آيفون وبعض أجهزة آبل الأخرى لذا فخسارة هذه الأخيرة ستنعكس بشكل سلبي عليهما.
- الخسارة تشمل أيضا TSMC
الشركة التايوانية TSMC هي الأخرى ستخسر نتيجة تقليل آبل الطلب على توفير معالجات آيفون مع انخفاض مبيعاته وبالطبع تقليل الانتاج لا يصب في صالح رغبتها الحصول على ايرادات أكبر والاستمرار في تحقيق أرباح جيدة.
هذا يفرض عليها البحث على شركاء آخرين والبحث عن مصادر أخرى للربح وتحقيق الايرادات الجيدة دون أن تتضرر مبيعاتها.
نهاية المقال:
نعم لدينا هنا 7 شركات عالمية ترى أن ازمة آبل لا يصب في صالحها وهي لا تريد أن تعاني الشركة الأمريكية على المدى البعيد، من بين هذه الشركات منافستها سامسونج التي وإن سعت دائما للتفوق عليها إلا أنها لا تريد بالتأكيد نهايتها.
هذا يعني أن آبل ليست الوحيدة التي تعاني بل أيضا عدد من الأسماء المهمة التي لها مصلحة في بيع آيفون وتوفير آيباد.