60 سبيكة ذهب هدية لكل من ظهر له هذا المنشور

أسرع طريقة لتنمية وتكبير صفحات فيس بوك هي أن تنشئ صفحة تدور حول الأكاذيب، من الأخبار المزيفة إلى المعلومات المغلوطة.

والأسرع أن تكون الصفحة باسم أمير سعودي أو ملياردير عربي او عائلة ثرية، وتدعي أنك توزع الهدايا الثمينة على المتابعين.

بعد استهلاك المسابقات المزيفة لتوزيع آيفون وأحدث هواتف جالكسي مجانا على المتابعين، هناك من يرى أن الذهب هو الطريقة الأفضل لجذب النفوس وزيادة المتابعين.

على فيس بوك توصلت من صديق للصفحة بصورة منشور من صفحة تسمي نفسها الاميرة سحاب ال سعود، لا نعرف إن كانت هناك سيدة أو فتاة بهذا الإسم في العائلة الملكية في السعودية ولا يهمنا هذا لأن كبيرهم الملك سلمان نفسه لا يوزع الذهب والأموال بهذا الجنون، وإلا ستفلس العائلة الحاكمة نفسها.

ورغم أن السعودية تتوفر على احتياطات مهمة من الذهب متصدرة الدول العربية، فهي لن تقوم بتوزيع السبائك الذهبية على فيس بوك ولا على تويتر.

والهدية عموما مبالغ فيها وسعرها ليس سهلا للغاية، فما بالك بتوزيع 60 سبيكة من الذهب على كل شخص ضمن الآلاف من الأشخاص المشاركين بالتعليق ومشاركة المنشور.

سعر السبيكة الذهب التي تتوفر بوزن 100 جرام عيار 24 قيراط هو 4248.27 دولار نعم نتحدث عن اكثر من 4248 دولار أمريكي.

هذا يعني أن كل شخص قام بالتعليق بما انه شارك وقام بمشاركة المنشور 4 مرات كما هو المطلوب منه سيحصل على 60 سبيكة ذهب أي 245880 دولار بمعنى ربع مليون دولار أمريكي.

فقط بالتفكير المنطقي يمكننا ان نتوصل إلى أن المسابقة غير منطقية، فهي لا تدور على الحظ أو الإجابة عن أسئلة معينة، وليست أيضا من شخصية موثوقة ومعتبرة.

من خلال تصفح الصفحة يمكننا أن نكتشف سريعا أنها مزيفة، وبالتالي لي لا تفاجئني هذه الصفحات العامة بأكاذيبها المتجددة فهذا ما تبدع فيه.

وبناء على ما سبق إذا صادفت مثل هذه المسابقة، فمن الأفضل تجاهل التفاعل مع المنشور ولما لا الإبلاغ عنها أو التعليق بانها مسابقة مزيفة وكاذبة.

هذا بالرغم من ان صاحب الصفحة غالبا لن يتفاعل معك ولن يغضبه التعليق لأنه بالنسبة له تفاعل، والتفاعل يعني المزيد من الوصول للمنشور وظهوره للمزيد من الأشخاص وما أكثر الضحايا منهم.

المشكلة في هذه الصفحات التي يتزايد عددها يوميا منها ما يستخدم الذهب في زيادة المتابعين والتفاعل ومنها ما يستخدم آيفون و جالكسي والهواتف الذكية ومنها تلك التي تدعي أنها مسابقة الحلم من ام بي سي، انها تشوه فكر الربح من الإنترنت.

الكثير من المشاركين في هذه المسابقات والذين يجربون حظهم ويكتشفون في كل مرة انها مسابقات مزيفة وأساليب تسويقية رخيصة، هم من يهاجمون بقوة فكرة العمل على الإنترنت والربح منه ويؤكدون أن هذه أكاذيب.

من الصعب ان تقنع هؤلاء مرة أخرى أن الربح ممكن لكن ليس من خلال تلك المسابقات المزيفة ولا من خلال التطبيقات والمواقع التي تعدك بالملايين وبالثراء وهي في أصلها مبنية على أسس غير منطقية، بل من خلال العمل الحقيقي سواء ببرمجة التطبيقات او بيع المحتوى أو إنشاء مدونة والكتابة فيها والأهم في العمل أنه يعتمد على الإستمرارية واستثمار الوقت والمال للحصول على أرباح جيدة ومستدامة في النهاية.

للأسف هؤلاء الذين يعتمدون على هذه الأساليب في بناء صفحات عملاقة على فيس بوك، ينتهي بهم المطاف إما ببيعها بسعر زهيد أو استخدامها في الترويج لمواقعهم واغراضهم وهنا يلاحظ صاحبها أن التفاعل انهار وأن الوصول إلى المعجبين والمتابعين يكاد يلامس الصفر.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.