شركة OnePlus الصينية ليست بحجم آبل أو سامسونج أو حتى بحجم شركة محلية كبيرة، إنها شركة ناشئة بدأت أعمالها العام الماضي في قطاع الهواتف الذكية و لديها الآن منتجين رئيسيين فقط و هما OnePlus One و وان بلس 2.
و رغم كل هذا فهي حظيت بشهرة الشركات العالمية، جميع وسائل الاعلام تتحدث عنها و بالكاد لديها جمهور بالملايين حول العالم يزداد باستمرار، الشركة أبهرت المتخصصين في ريادة الأعمال لنجاحها في بيع 1.5 مليون وحدة من OnePlus One و تلقيها أكثر من مليون طلب للحصول عليه.
و تواجه الشركة طلبات متزايدة على منتجها الثاني و هي أمام اختبار جديد لتلبية الطلبات بسرعة و تجاوز خطأ تأخيرها كما حدث العام الماضي.
و بالفعل هناك دروس خاصة سنتعلمها من هذه الشركة في عالم ريادة الأعمال و هي التي سأتكلم عنها من وجهة نظري.
- لديك تاريخ … لديك فرصة للنجاح
من الجنون أن تقدم على إنشاء شركة في مجال معين دون خبرة سابقة و علم كافي بالسوق، و بالفعل لم تأتي OnePlus من فراغ، بل إن من قاموا بإنشائها كانوا يعملون بالقطاع لسنوات طويلة.
السيد Pete Lau قد سبق له و أن كان نائبا لرئيس شركة OPPO و قد أسسها مع السيد Carl Pei الذي يعد المؤسس المشارك و أيضا الوجه الإعلامي للشركة و كلاهما لديهما خبرة جيدة في قطاع المحمول إلى جانب قدرتهما على ادارة الشركات و التسويق للمنتجات.
هل كانت OnePlus ستحظى بالنجاح لو أقدم شخص جديد في المجال على إطلاقها؟ بالتأكيد لا.
- وسائل الإعلام على الانترنت فرصة للحديث عن شركتك
تزخر شبكة الانترنت بالآلاف من المدونات و المواقع الاخبارية، و في عالم التكنولوجيا تعمل هذه المواقع على نشر الشائعات و التسريبات و تناقلها بسرعة هائلة ما يجعل انتشارها بين القراء و المتابعين أمرا سهلا.
قبل إطلاق هذا الهاتف حرصت الشركة تسريب صور لأول هاتف ذكي منها على الشبكات الاجتماعية و في رسائل إلى مواقع صينية تشكل المصدر للمواقع العالمية و هو ما جعل الناس يعرفون هذا الجهاز جيدا حتى قبل إصداره.
و لأن الشائعات الخاصة بأول هاتف منها انتشرت في كل المواقع فقد كان خبر الكشف عنه منتشرا للغاية و سارعت المواقع المحلية و العالمية إلى نشر مراجعات حوله و المزيد من الأخبار مما جعل الكثيرون متحمسين لشرائه من أجل معرفة سبب حماسة وسائل الإعلام للكشف عنه.
- منتج جيد بسعر رخيص لا تزال معادلة ناجحة
صحيح أن هواتف آبل ناجحة و تباع بشكل كبير للغاية رغم أن أسعارها باهظة و مرتفعة و هذا لأسباب منها قيمة العلامة التجارية آبل و التي تعد أغلى علامة تجارية في العالم.
الشركات الناشئة علامتها التجارية لا تزال جديدة و هي لا تتمتع بالثقة و القيمة التي تميز العلامات التجارية الكبيرة، لهذا من الخطأ أن تنتج جهازا بسعر 150 دولار و تقوم بتسعيره بحوالي 800 دولار لأنك ستخسر حثما.
هذا ما تدركه بالفعل OnePlus و التي أقدمت على إصدار وان بلس وان بسعر 299 دولار لنسخة 16 جيجا بايت و نسخة 64 جيجا بايت بسعر 350 دولار.
و لأن وان بلس 2 أفضل من ناحية جودة التصنيع و كان مكلفا فإن الشركة قامت بإصدار نسخة 16 جيجا بايت بسعر 320 دولار و نسخة 64 جيجا بايت بسعر 389 دولار و الفرق في السعر بين الجيل الثاني و الأول ملحوظ لكنه ضئيل و يرتبط أيضا بنجاح الجيل الأول و شهرة هذه الشركة رغم كونها جديدة.
- لا تستعجل الأرباح الكبيرة
لا نستبعد أن نرى من الشركة هواتف متطورة بأسعار أكبر و قدرة للشحن إلى جميع المتاجر في كل دول العالم و هذا يرتبط بنمو الشركة و نجاح منتجاتها.
الايرادات التي تحصل عليها الشركة الآن غالبيتها للتصنيع و تطوير الشركة و العاملين فيها و هي لا تستعجل الأرباح الكبيرة و المهمة فهذا سيحدث لاحقا.
في شركتك الناشئة لا تسعى من البداية للأرباح التي تقدمها الشركات الكبيرة فهي الأخرى لم تصل إلى ذلك المستوى بين ليلة و ضحاها.
- إطلاق الكثير من المنتجات في البداية سيء
لم تسقط شركة OnePlus في هذا الخطأ، و هي التي اكتفت العام الماضي بهاتف ذكي واحد منها و هذا العام أصدرت منتجها الثاني و لديها نية لإطلاق آخر في وقت لاحق من هذا الشهر و المجموع ثلاثة هواتف ذكية في عامين و هو شيء جيد بالنسبة لشركة ناشئة.
كان من الممكن أن تخطط لإصدار عشرات الهواتف و تعمل على ذلك، لكنها بالفعل ستجد أن قدراتها الانتاجية و التسويقية لا تسمح لها بذلك كما أنها ستسقط في مستنقع التشتت و بالتالي الفشل في تحقيق الهدف الذي رسمته لنفسها من البداية.
نهاية المقال:
هذه هي الدروس الخمسة التي تعلمناها إلى حد الآن من الشركة الصينية الناشئة OnePlus و التي نتوقع أن يكون لها مستقبل كبير في السنوات القادمة و أن تتوسع لاحقا لإنتاج الساعات الذكية و مختلف المنتجات التقنية التي عليها اقبال متزايد.