تتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وقد هدد دونالد ترامب خلال الساعات الماضية بفرض الرسوم الجمركية على كل المنتجات التي يتم استيرادها من الصين والتي تصل قيمتها إلى 500 مليار دولار سنويا.
فرضت الولايات المتحدة في أوائل هذا الشهر رسوما جمركية بنسبة 25% على ما يقرب من 34 مليار دولار من المنتجات الصينية، فيما ردت الصين بالمثل في قرار جاء بعد ساعات ردا على قرار واشنطن.
وصفت بكين تلك الخطوة بأنها إعلان بدء “أكبر حرب تجارية في التاريخ الاقتصادي”، بينما قال دونالد ترامب: “لا أريدهم أن يخافوا أريدهم أن يحسنوا التصرف أنا حقا أحب الرئيس شي كثيرا، لكن الأمر كان غير عادل إلى حد كبير”.
ومن غير المستبعد أن تقوم إدارة الرئيس الأمريكي بهذه الخطوة التي ستكون الأعنف منذ بدء الحرب التجارية منذ أسابيع، ولدى الصين في المقابل أخمسة أسلحة يمكن أن تستخدمها.
-
ضرب السياحة الأمريكية ومبيعات الشركات الأمريكية بواسطة الشعب الصيني
الحكومة الصينية لديها الكثير من التأثير على شعبها، إذا كان تريد من مواطنيها التوقف عن السفر إلى الولايات المتحدة أو التوقف عن شراء البضائع الأمريكية، فيمكن أن يحدث ذلك.
عندما وافقت كوريا الجنوبية على استضافة نظام دفاع صاروخي، خسرت شركات السيارات الكورية حصتها في السوق في الصين في عام 2016، وعندما بدأ الناس في هونغ كونغ بالإحتجاج من أجل مزيد من الاستقلال عن الصين جفت السياحة الصينية إلى المقاطعة بعد تلك الإحتجاجات.
لم تقدم الحكومة الصينية أي قواعد جديدة تحظر على الناس شراء السيارات أو زيارة هونج كونج، لكن المواطنين الصينيين توقفوا عن دعم هذه الدول على أي حال.
هناك تضامن كبير بين الشعب الصيني والحكومة في بلدهم، بغض النظر عن هؤلاء الذين يتحدثون على أن الصين بلد ديكتاتوري.
من الأكيد أن الشعب الصيني يتابع هذه الحرب وقد يلجأ إلى الإبتعاد عن المنتجات الأمريكية والسياحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
-
التضييق على الشركات الأمريكية
لدى الصين الكثير من الأدوات من أجل ضرب الشركات الأمريكية، منها مثلا تعطيل تحويل الأموال بين البلدين بالتالي الإضرار بالشركات الأمريكية التي تحقيق العائدات من السوق الصينية وتعمل على ارسالها إلى بلدها.
كما يمكن أن تتهم بعض الشركات بأنها تقدم منتجات تتضمن آليات التجسس أو أنها تضر بالأمن القومي الصيني، وبالتالي حظرها وهو ما حدث من قبل مع كل من فيس بوك و جوجل وشركات أخرى ويمكن أن يحدث أيضا مع آبل.
ويمكن أن تدعم الحكومة الشركات المحلية بالمزيد من التسهيلات وتخفيضات الضريبة وجعلها تتفوق أكثر مما هي على الشركات الأمريكية وقتل أي آمال لها في المنافسة.
يمكن أن تشن الحكومة الصينية حملات تحقيق في الاحتكار أو جودة المنتجات الأمريكية وتستخدم الإعلام أيضا ضمن الحرب التجارية ضد الولايات المتحدة.
-
محاصرة الولايات المتحدة الأمريكية تجاريا في العالم
يمكن للصين أن تلعب لعبة الانتظار، الرئيس شي جين بينغ يخطط للبقاء في السلطة إلى أجل غير مسمى، مما يعني أنه يستطيع أن يأخذ وقته في إقامة شراكات تجارية مع دول أخرى حول العالم وعزل الولايات المتحدة.
لقد رأينا بالفعل تعزيز جمهورية الصين الشعبية لعلاقتها مع الإتحاد الأوروبي، بينما هناك محادثات بين كندا والصين.
إذا أرادت الصين فعلاً أن تنهض، فبإمكانها الانضمام إلى الشراكة عبر المحيط الهادئ، التي تخلت عنها الولايات المتحدة عندما تولى ترامب منصبه.
سيتم تخفيض أو إزالة التعريفات الجمركية بين الصين وهذه الدول، وسيكون من الأسهل نقل البضائع من مكان إلى آخر بعد وضع الصفقات التجارية في مكانها الصحيح.
ستكون هذه بالطبع ضربة قوية للولايات المتحدة وستجعل الصين المفضلة لدى الكثير من شركاء وحلفاء واشنطن التقليديين.
-
تخفيض قيمة عملة اليوان الصيني
لدى الصين ورقة مهمة للرد على الرسوم الجمركية وهي العمل على تخفيض قيمة عملتها الوطنية، ونتحدث عن اليوان الصيني.
حسب Salman Baig مدير استثمار متعدد الأصول في Unigestion فإن “العملة هي الأداة الأكثر فعالية لتعويض أثر الرسوم الجمركية”.
في ظل توجه الولايات المتحدة للرفع من الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، يبقى الحل الأفضل هو تخفيض قيمة عملتها للإبقاء على منتجاتها رخيصة في السوق الصينية.
إذا انخفض سعر اليوان بنسبة 8٪ تقريبًا وهو ما حصل منذ منتصف مارس 2018، حيث الدولار الأمريكي يعادل الآن 6.77 يوان، سيشهد المستوردون الأمريكيون ارتفاعًا بنسبة 2٪ فقط في تكلفة البضائع الصينية عوض الارتفاعات الكبيرة المرتقبة والسبب أن تكلفة شراء المواد الصينية انخفضت.
في حين أن الصين يمكن أن تتخذ تدابير لخفض قيمة العملة نفسها، يمكن أن تخفض أسعار الفائدة، لدفع عملتها الوطنية نحو المزيد من الانخفاض.
وتعمل الصين على تخفيض قيمة عملتها بانتظام مع العلم أنها بدأت الإجراءات للانتقال إلى نظام سعر الصرف الحر، أي تعويم اليوان الصيني، لكن هذا لن يحدث قريبا.
-
التوقف عن شراء سندات الخزينة الأمريكية أو حتى بيعها
الصين هي واحدة من أكبر حاملي سندات الخزانة الأمريكية، وتملك حوالي 1 تريليون دولار من السندات في عام 2017، وفقا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. ومثل معظم المستثمرين، فإنها تريد تخبئة الدولار في شيء آمن، ولا تزال السندات الأمريكية استثمارات قوية ومع ذلك، إذا دفعت الحكومة الصينية إلى أبعد من اللازم، فقد تقرر بيع ممتلكاتها أو التوقف عن شراء سندات أمريكية جديدة، وهذا يمكن أن يكون له تأثير كبير على الاقتصاد الأمريكي، إنه الخيار النووي حسب خبراء الإقتصاد.
في هذه الحالة سيشهد حاملو الخزانة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الحكومة الأمريكية والمواطن العادي، انخفاض أسعار سنداتهم. كما أن ارتفاع العائدات يجعلها أكثر تكلفة بالنسبة للحكومة الأمريكية للاقتراض من خلال قضايا الديون الجديدة، في حين يتعين على الشركات التي تصدر ديون الشركات، دفع تكاليف اقتراض أعلى أيضًا.
هناك العديد من الأسباب التي تفسر لماذا لا تفعل الصين ذلك، لأنها ستجعل من قيمة حيازات الصين الخاصة تفقد قيمتها وليس هناك بديل جيد آمن لدولاراتها، ولكن إذا كانوا يريدون حقا أن يجرحوا أمريكا، فعندئذ سيفعلون ذلك.
نهاية المقال:
إنها أسلحة فتاكة ويمكن أن تدمر اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، وبالطبع سينتج عن هذا ما هو أسوأ وهو انهيار الإقتصاد العالمي على الأرجح، لقد بدأت الصين فعليا استخدام سلاح العملة منذ مارس 2018، وتبقى لها سلاح نووي و 3 أسلحة مدمرة.