منذ عام إلى الآن خسر الدولار الأمريكي 10.92% من قيمته وهو الذي تقدر قيمته حاليا بحوالي 89 نقطة مبتعدا عن حاجز المئة نقطة بالمزيد من النقاط.
في الواقع هذا ليس غريب بالنسبة لإدارة دونالد ترامب، والتي تؤكد على أن الدولار القوي يضر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
تواجه القوة العالمية الأكبر في العالم منافسة شرسة على مستوى الإقتصاد والتجارة والمال من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم يتمتع بواحدة من أرخص العملات في العالم تعطيه ميزة تنافسية قوية، فيما تتهم أيضا اليابان بأنها عملت على تقليص قيمة عملتها لخدمة الصادرات اليابانية.
الحرب التجارية بين هذه القوى لم تعد توقعات أو مجرد مخاوف، فاتجاه الولايات المتحدة إلى زيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية ورد الصين بخطوة مماثلة وبنفس القوة على السلع الأمريكية، يمثل أبرز علامة على أن هذه الحرب قد اندلعت فعلا.
حديث وسائل الإعلام الإقتصادية في الوقت الحالي يركز على مستقبل هذه العملة، وهل ستستمر في التحكم بالإقتصاد والنظام المالي العالمي؟
بغض النظر عن الأجوبة المطروحة فالقادم بالنسبة لهذه العملة هو المزيد من الإنخفاض في ظل وجود أسباب تدعم هذا الإتجاه.
-
رغبة دونالد ترامب في دولار ضعيف
دونالد ترامب ورغبته في دولار ضعيف ينافس اليوان الصيني والين الياباني، كان هذا عنوان مقال نشرته منذ عام واحد.
تطرقت فيه إلى رغبة الرئيس الأمريكي للتقليل من قيمة عملة بلده وهذا لتعزيز الصادرات الأمريكية ومواجهة التجارة الصينية المتنامية.
الهدف ليس فقط مجابهة الصين، لكن أيضا تأديب الدول الأخرى المتهمة بالتلاعب بقيمة عملاتها منها اليابان، الإتحاد الأوروبي، المكسيك، كندا، أستراليا وحتى بريطانيا.
هذه الدول كلها تصدر منتجاتها إلى الولايات المتحدة، وتواجه الشركات الأمريكية منافسة قوية من شركات ومصانع تلك البلدان في السوق الأمريكية أو الأسواق العالمية، لذا حان وقت الرد.
-
تراجع الطلب على الدولار الأمريكي وتنامي بيعه
السمة التي تحرك السوق اليوم هي البيع القوي للدولار الأمريكي مع ضعف الطلب عليه، هذه هي نتيجة سياسات الولايات المتحدة الغير الواضحة.
المستثمرين والمتداولين لا يثقون في مستقبل الدولار مع بقاء هذا الرجل في سدة الحكم، وهم يتخوفون من قراراته الانفعالية والمتسرعة والغير المدروسة والتي قد تؤدي بهم إلى خسارة أموالهم، لهذا يستبدلون الدولار بعملات مستقرة مثل اليورو أو اليوان الصيني أو حتى الين الياباني والجنيه الإسترليني.
حتى البنوك المركزية في العديد من الدول اتجهت إلى تخفيض احتياطاتها من الدولار لصالح عملات أخرى، ويعد البنك المركزي الألماني واحدا من البنوك التي أضافت اليوان إلى احتياطاتها.
-
المزيد من العقود النفطية باليوان الصيني
اتجهت الصين إلى استيراد النفط بعملتها المحلية وتجمعها اتفاقيات مع روسيا ودول أخرى لاستيراد الغاز والنفط منها بعملتها المحلية.
كما أطلقت عقد خام شنغهاي الجديد، والذي ينتظر منه أن يكون منافسا للخام الأمريكي، وبدأت هذه السنة التحول إلى التعامل بعملتها الوطنية.
ويعد هذا ضربة قوية في قطاع النفط الذي يعد الأكبر ضمن قطاعات السلع الأولية والذي تقدر قيمته السنوية بحوالي 14 تريليون دولار.
وتعد الصين أكبر مشتري للنفط وعامل أساسي في تحديد قيمته حاليا، وهي تتجه إلى التخلي عن الدول في هذا المجال ما يزيد من الضغط على العملة الخضراء.
-
السياسة النقدية لمنطقة اليورو
عمل البنك المركزي الأوروبي في الآونة الأخيرة على تقليص برامج التحفيز النقدي، وتوجه إلى تقليص شراء الأصول النقدية وهو ما زاد من اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
ومن خلال هذه السياسة النقدية اتجهت البنوك المركزية الأوروبية إلى شراء الديون المحلية والاستثمار فيها بعيدا عن الديون الأمريكية.
-
ضعف الثقة بسياسات دونالد ترامب
يتخوف الملايين من المستثمرين حول العالم من سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة ويرون أنها ادارة فوضوية، تحاول حل المشكلات الكبرى بإحداث مشكلات أخرى.
وفيما يتصاعد التوتر الأمريكي الصيني، والأمريكي الروسي والخلافات الأوروبية الأمريكية وخلافات الولايات المتحدة مع قوى أخرى مثل المكسيك واليابان وكندا، لا ينظر إلى الدولار على أنه الملاذ الآمن في الوقت الراهن.
نهاية المقال:
يواصل الدولار الأمريكي تراجعه ليفقد 10.92% من قيمته، قبل عام تكلمت عن هذا التوجه وأعتقد أن العملة الخضراء ستواصل الخسائر.