
أزمة بيتكوين والعملات الرقمية متواصلة منذ 9 يناير 2018، مولودة الشهر الأول من السنة الميلادية طال عهدها لدرجة أن الكثير من المستثمرين والمتداولين فقدوا الأمل في انتهاء هذه الفترة العصيبة للسوق.
لكن كما قلت سابقا فإن الأزمة الحالية تدور حول شيء واحد، ألا وهو التنظيم والتقنين من أجل جعل التداول والاستثمار قانونيا ومعترفا به بل وحماية أموال المستثمرين من السرقة والنصب ومكافحة عمليات الإختراق المؤلمة والتي تتعرض لها منصات التداول ومحافظ تخزين هذه الأصول.
حاليا خلال يوليوز هناك تحركات لتنظيم هذه الأصول بصورة أكثر وضوحا، وهناك عدة أسباب تجعلني أتوقع نهاية أزمة العملات الرقمية خلال أغسطس.
-
تقرير البرلمان الأوروبي ينصح المنظمين بتعامل عقلاني مع العملات الرقمية
بداية الشهر الحالي أصدر البرلمان الأوروبي تقريرا نصح فيه المنظمين بالتعامل مع بيتكوين والعملات الرقمية كأي أداة مالية أخرى.
وجاء في التقرير المكون من 33 صفحة توصيات عديدة منها: “يجب على صناع السياسة والهيئات التنظيمية ألا يتجاهلوا العملات الافتراضية، ولا يجب أن يحاولوا حظرها. كلا النهجين المتطرفين غير صحيحين”.
تجاهل العملات الرقمية أو حظرها ليست حلا للتعامل مع قطاع يفرض نفسه ولديه مستقبل جيد وهناك الكثير من المستثمرين التقليديين الطين يخططون للإستثمار فيه.
هذا التقرير سيكون اللبنة الأساسية لموقف الإتحاد الأوروبي من هذه الأصول الرقمية.
-
اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في الأرجنتين
21 و 22 من الشهر الجاري سيجتمع وزراء مالية مجموعة العشرين في الأرجنتين حول مواضيع اقتصادية مهمة أهمها تنظيم العملات الرقمية المشفرة.
خلال الاجتماع السابق تم تحديد يوليوز على أنه شهر حسم التنظيم وأنه على وزراء المالية وقادة البنوك المركزية للقوى اللإقتصادية العشرين في العالم والتي تشمل المملكة السعودية عربيا، ستضع القوانين لتنظيم التجارة الجديدة.
الإجتماع المرتقب سيكون حاسما وسيوضح عن توجه أكثر 20 اقتصاد في العالم، وكيف ستتعامل هذه الأنظمة مع العملات الرقمية وفي مقدمتها بيتكوين.
-
محاكمة الريبل يوم 8 أغسطس
في 27 يونيو، تلقى الرئيس التنفيذي براد غارلينغهاوس وشركة Ripple Labs Inc دعوة للمثول أمام محكمة كاليفورنيا العليا بدعوى التلاعب في أسعار الريبل XRP لصالحهم.
الدعوى المرفوعة ضد Ripple هي لتزوير الأوراق المالية. ويزعم المدعي هذه المرة أن شركة Ripple Lab Inc تتلاعب في سعر العملة المشفرة الخاصة بها، وذلك للاستفادة من التحركات المخادعة. وأنها أوراق مالية وليس عملة حقيقية.
المدعي يدعى Vladi Zakinov ومن المنتظر ان تعقد أول جلسة في هذه القضية في الثامن من أغسطس 2018.
ليس من المتوقع أن يتم النطق بالحكم من جلسة واحدة، لكن ستوضح لنا هذه الجلسة إلى أي حد يمكن الرهان على هذه العملة الرقمية المشفرة التي سيتم الحسم في حقيقتها هذا العام.
-
هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تدرس مؤشر Bitcoin ETF
تم تقديم طلب آخر لاعتماد صندوق تداول بيتكوين (ETF) إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، وهذه المرة من قبل الأسواق العالمية للصرافة (CBOE) التابعة لمجلس شيكاغو.
تقترح هذه الوثائق، التي قدمتها CBOE Global Markets في 20 يونيو، الاستثمار في بيتكوين وأن يتم إتاحة تداول العملة الرقمية للجمهور بالإضافة إلى تسهيل التداول، كما تسعى الوكالة أيضًا إلى الشراكة مع VanEck Investment و SolidX لغرض إنشاء هذا الصندوق الإستثماري.
تطالب CBOE بإدراج وتداول أسهم شركة VanEck SolidX Bitcoin Trust، وهي نتيجة شراكة بين VanEck و SolidX التي تقدمت بطلب للحصول على ملف دعم ETF في بداية يونيو.
ووفقًا لإشعار لجنة الأوراق المالية والبورصات، فإن أسهم شركة VanEck SolidX Bitcoin Trust تساوي في القيمة حوالي 25 بيتكوين.
إذا تلقى CBOE موافقة من لجنة الأوراق المالية والبورصات على ETF، فستكون فرص الاستثمار المتوقعة متاحة في وقت ما في الربع الأول من عام 2019.
ومن المنتظر أن يتم الحسم في هذه القضية في العاشر من أغسطس أو 16 أغسطس 2018، ومن المنتظر أن تفتح الموافقة الباب للمستثمرين التقليديين في البورصة إلى الإستثمار في هذا الصندوق بالتالي ستتلقى سوق بيتكوين والعملات الرقمية المزيد من الإستثمارات.
-
أغسطس 2018 مرشحا على أساس التاريخ
شهد يونيو – يوليوز العام الماضي حالة من تراجع قوي للعملات الرقمية، من 2900 دولار لوحدة من بيتكوين إلى 1965 دولار بنهاية جلسة 17 يوليوز، ثم بدأ التعافي بصورة قوية خلال أغسطس لتحقق العملة الأكبر في العالم مكاسب جيدة إذ ارتفعت طيلة الشهر الثامن إلى 4700 دولار خلال جلسة 31 أغسطس.
لا يستبعد أن يتكرر هذا السيناريو العام الحالي، حيث يمكن أن تبدأ العملة الرقمية الأكبر في العالم ومعها بقية العملات في التعافي خلال الفترة المقبلة.
نهاية المقال:
شهر أغسطس الشاهد تاريخيا على سقوط اليابان بالنووي وانتهاء الحرب العالمية الثانية 1945 وجريمة التخلي عن النظام الذهبي عام 1971 وولادة أزمة 2008 وتجاوز الصين لليابان اقتصاديا، ليس غريبا عنه أن يشهد انتهاء معاناة العملات الرقمية والتأسيس لعصرها ونهاية عصر العملات النقدية!