نسمع أصواتا تنتقد خطوة لينوفو شراء موتورولا منذ أكثر من عام دون أن يؤدي ذلك إلى نتائج كبيرة على حالة الشركة في قطاع الموبايل، خصوصا و أن مبيعات الهواتف الذكية للشركة الصينية شهدت تباطؤا ملحوظا هذا العام في السوق الرئيسية لها و هي الصين.
هذه الأصوات تطالب العملاق الصيني بالبحث عن مخرج سريع لمستنقع موتورولا كما يحبون أن يصفونه، فالشركة كانت أفضل حالا من الآن خصوصا و أن عملية إعادة الهيكلة كلفتها 714 مليون دولار خسائر في الربع الثالث.
في الواقع، حالة لينوفو يمكن وصفها بأنها محرجة مؤقتا فما زال أمامها الوقت الكافي قبل أن نحكم على خطوتها المثيرة للإهتمام و لا يزال الوقت مبكرا على أن نصف الصفقة التي بلغت 2.9 مليار دولار بأنها سيئة.
من وجهة نظري هناك العديد من الأسباب التي تجعل لينوفو متمسكة بموتورولا و سترفض التخلي عنها بسهولة و هي ما سأتطرق إليها هنا.
- لديها الكثير من براءات الإختراع.
موتورولا من الشركات العريقة في مجال المحمول، و هي عاشت سنوات من التفوق و الريادة و لديها مهندسين مميزين جدا ابتكروا الكثير من المزايا و التقنيات التي تجعل لينوفو في وضع مريح بعيدا عن قضايا المحاكم المزعجة و المكلفة ماديا.
صحيح أن براءات اختراع موتورولا هي مملوكة لشركة جوجل التي اشترتها قبل أن تبيعها لشركة لينوفو بعد أن فشلت في إخراجها من كبوتها، لكن هذه البراءات كلها تم ترخيصها لموتورولا و هذه الأخيرة لديها أيضا 2000 براءة اختراع خاصة بها، و هذا يعني حقيبة كبيرة للغاية تسمح للشركتين الصينية و الأمريكية بالعمل بكل ارتياح.
- موتورولا لديها القدرة على الإبتكار
الشركة الأمريكية المملوكة الآن لعملاق الصين، لديها فريق رائع من المهندسين و التقنيين الذين يستطيعون ابتكار مزايا جديدة و مهمة للغاية كان أخرها تقنية ShatterShield التي تم تضمينها في هاتفها الجديد Motorola DROID Turbo 2 و التي تجعل شاشة هواتفها غير قابلة للإنكسار عكس هواتف منافسة مثل جالكسي اس 6 و آيفون 6 اس.
- صاحبة الرتبة 4 ضمن أشهر الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية
نعم موتورولا هي صاحبة الرتبة الرابعة في السوق الأمريكية و هذا قد يكون مفاجئا بالنسبة لك، لكنها حقيقة بينما لينوفو لا تتواجد في الوقت الراهن بهذه السوق و هي تخطط للدخول إليها في ظل تباطؤ مبيعاتها بسوقها المحلي.
و قد أعلنت الشركة الصينية أنها تتوسع إلى أسواق لم تكن تتواجد بها لعل الهند و روسيا و أيضا الولايات المتحدة الأمريكية أهمها.
موتورولا لديها شعبية كبيرة في أسواق أمريكا الجنوبية بما فيها البرازيل و هنا تبرز حاجة لينوفو إلى هذه الشركة و قدراتها الكبيرة في هذه الأسواق.
- لينوفو بحاجة فقط إلى توحيد الجهود
المعادلة المتبعة هذا العام من خلال ترك موتورولا تعمل لوحدها و مواصلة الشركة الصينية لسياستها الرئيسية لم تنجح إذ أربكت المتابعين و خيبت ظن من ينتظرون وصول هواتف موتورولا الراقية إلى الأسواق هنا في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.
نحن نرى أن مختلف هواتف لينوفو تتوفر بالفعل في منطقتنا و أحيانا بعد أيام قليلة من إطلاقها، لكن عشاق موتورولا مستاؤون من غياب هذه الأخيرة في المنطقة و وسط وعود الشركة الأم بأنها ستعمل جاهدة على أن نرى هواتف الشركة الأمريكية سريعا إلا أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الوقت و الترتيبات.
نهاية المقال:
أربعة أسباب كافية بالنسبة لي كي أنصح شركة لينوفو بالتمسك جيدا بشركة موتورولا العريقة، و تجاهل تلك الأصوات التي تنتقد الصفقة التي مضى عنها عامين تقريبا.
تحتاج الشركتين لتوحيد جهودهما للمنافسة بقوة في كل الأسواق بدون استثناءات، فالأولى تحترف غزو الشرق و الثانية تتمتع بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية و بالطبع هذا يكفي كي نرى علامة تجارية متفوقة.