سيكون على فيس بوك الذي أعلن عن عملة ليبرا الرقمية توضيح المزيد من التفاصيل والإجابة عن الأسئلة التي تطرحها وسائل الإعلام والجهات الحكومية والمنظمين.
بما أنها تعتبر نفسها المتحدث الرسمي لمؤسسة Libra Association، فسيكون على الشركة الأمريكية أن تدافع عن نفسها في وجه المشرعين.
إليك أربعة أسئلة مهمة يريد المنظمون الإجابة عليها من فيس بوك وشركائها:
-
ما حقيقة ليبرا؟ هل هي مجرد عملة رقمية أم انها نقود في حذ ذاتها؟
هناك بالفعل العديد من الأسئلة التي ستندرج تحث سؤال واحد يتعلق بماهية هذه العملة التي أعلنت عنها الشركة الأمريكية.
هل هذه نقود حقيقية؟ هل هي عملة رقمية مثل بيتكوين؟ أم أنها نقود بديلة للدولار والعملات التي تصدرها البنوك المركزية حول العالم؟
كل هذه الأسئلة لها عواقب تنظيمية وستؤثر على الترخيص الذي ستحتاجه عملة ليبرا وأي جهة مراقبة لديها العملة الجديدة.
أشار فيس بوك إلى أن عملة ليبرا هي عملة رقمية مستقرة، هل هي مشفرة بالفعل؟ هل يمكنك معرفة هوية المتعاملين؟ هل هناك أرباح متوقعة لمن سيتعاملون بها؟
-
هل ستكون هناك حاجة لقواعد جديدة أم يمكن تطبيق اللوائح الحالية؟
تفتقر سوق العملة المشفرة حاليًا إلى إطار تنظيمي واضح لتوفير حماية قوية للمستثمرين والمستهلكين والاقتصاد، ويجب على المنظمين الإسراع في ايجاد حل للحالة الراهنة.
حتى الآن ، ابتعد المنظمون عن وضع قواعد جديدة للعملات الرقمية المشفرة، بحجة أنه يمكن تطبيق قواعد حماية المستهلك الحالية أو قوانين الأوراق المالية إذا لزم الأمر.
ولكن قد يكون حجم فيس بوك وحجم طموحه العامل المحفز لقواعد جديدة حول كيفية التعامل مع عملاقة التكنولوجيا حيث يبدأ في الانتقال إلى الخدمات المالية والمدفوعات.
وقال أوليفييه غيرسنت، المسؤول عن الاستقرار المالي في الإتحاد الأوروبي قبل الكشف عن عملة ليبرا أنه من المحتمل أن يكون تركيز فيس بوك على البيانات الشخصية والمالية على حد سواء بحاجة إلى اهتمام المنظمين.
-
ما هو التوازن بين المخاطر والفرص التي تقدمها ليبرا؟
كان صانعو السياسة حريصين على معايرة ردهم على مزاعم فيس بوك بأن عملة ليبرا ستساعد 1.7 مليار شخص “غير مصرفي”، وتخفض تكاليف المعاملات وتهز الخدمات المالية التقليدية.
وقال مارك كارني، محافظ بنك إنجلترا، إن البنك المركزي البريطاني يراقب “الخطط المفتوحة” لكنه لن يمنح “أي باب مفتوح”.
يقدّر بعض المنظمين إمكانات Libra لإدخال المزيد من المنافسة في القطاع المصرفي، لكنهم حريصون على مصالح البنوك التجارية.
لقد كان محافظو البنوك المركزية والجهات التنظيمية هادئين حتى الآن بشأن العملات الرقمية المشفرة، والتي ظلت فئة متخصصة، ولكن إذا مع ترقب هذه العملة التي يمكن أن يكون لها استخدام واسع ومنتشر فستتكلم هذه المؤسسات وسيكون لها وجهة نظر واضحة.
وقال أحد مسؤولي منطقة اليورو: “هناك دائمًا احتمال عندما تقدم شركة كبيرة هذا شيئًا جديدًا يمكن أن تتحول بسرعة إلى شيء ينبغي أن تراقبه البنوك المركزية عن كثب”.
سيتم تقييم تأثير العملات المستقرة على الاستقرار المالي من قبل مجموعة السبعة الكبار، مع أول تقرير في غضون شهر تقريبا.
قال السيد كارني يوم الثلاثاء إنه إذا نجح فيس بوك في تحقيق أهدافه “فيجب أن يخضع لأعلى معايير التنظيم على الفور”.
هذا يثير أسئلة أخرى: من المسؤول إذا ضاع المال؟ من الذي يتدخل إذا تم اختراق Calibra، محفظة فيس بوك الرقمية؟
-
هل سيتم استخدامها للجريمة المالية؟
تجلب معها ليبرا معه مجموعة من المخاوف المتعلقة بالجريمة المالية، من القرصنة إلى التهرب الضريبي.
ولكن في الجزء العلوي من القائمة نجد غسيل الأموال، قبل أن يفتح المقرضون التقليديون حسابات للعملاء، يجب عليهم إجراء عمليات فحص خلفية صارمة للتأكد من أن الأموال ليست مكاسب غير مشروعة.
تسمح خطط فيس بوك للمستخدمين استخدام “الاسم المستعار” والقدرة على إنشاء حسابات متعددة لا تستند إلى هويتهم الحقيقية.
وقد علق أحد مسؤولي المملكة المتحدة قائلاً: “هذا أمر صعب للغاية، قد نكون على دراية بها ولكن هذا لا يجعلنا مرتاحين لها”.
تطرقنا سابقا إلى أن البنوك لم تشارك في هذا المشروع الذي ينتمي إليه حاليا 27 شركة ومؤسسة تجارية وخيرية، وقد يكون السبب الإضافي لغيابها هو تخوفها من الجريمة المالية والمخاطر المرتبطة بالعملات الرقمية المشفرة.
نهاية المقال:
تتفرع عن هذه الأسئلة الأربعة العشرات من الأسئلة التي يجب أن تجيب عنها فيس بوك وشركاؤها للمنظمين والهيئات الرقابية خلال الأسابيع والأشهر القادمة.