
لم يعد من الصعب على أي شخص ومنهم المبتدئين إنشاء مدونة إلكترونية في ظل توفر الكثير من الشروحات لهذا الأمر وأيضا مجانية العملية خصوصا على بلوجر ومنافساتها من منصات التدوين، ولا تأخد منك عملية إنشاء قناة يوتيوب اكثر من بضع دقائق تدخل فيها اسم القناة والتفاصيل المختلفة وتكون متاحة لترفع عليها مقاطع الفيديو المتوفرة لديك وتبدأ العمل.
ومع توفر أدوات تسهيل برمجة التطبيقات وتوجه الشركات العملاقة في قطاع المحمول وعلى رأسها آبل وجوجل ومايكروسوفت إلى توفير المزيد من التسهيلات والدعم للمطورين أصبح أيضا ممكنا تعلم برمجة تطبيقات المحمول والدخول إلى هذا المجال مع القليل من المثابرة والصبر.
هذا يعني بالتأكيد أنه يمكن لأي شخص إنشاء مشروع إلكتروني بأقل الامكانيات الممكنة ومن ثم السعي للنجاح في المجال الذي يعمل به، لكن قبل النقر على زر البدء ندعوك لتعيد النظر في فهمك للكثير من الأخطاء التي يتجاهلها معظمنا وعلى اثرها يصاب الكثيرون منا بالإحباط، فمعظم المشاريع الجديدة تموت بعد أشهر قليلة من البدء وأخرى تستمر لمدة أطول ثم تتوقف في النهاية رغم أنه بإمكانها النجاح.
في هذا المقال سنتحدث عن الأخطاء التي تقف وراء فشل المشاريع الإلكترونية وعدم الاستمرار.
- الهدف الأول من المشروع هو الربح … شيء سيء.
إذا كانت الغاية من افتتاح مشروع إلكتروني مهما كانت طبيعته هو الربح بالدرجة الأولى فسيكون مصيرك الفشل، إذ أن ما سيحدث لك هي الانتكاسة، خصوصا بعد أن تبذل جهدا كبيرا وتعمل على مشروعك لبضعة أسابيع ولا تحصل على الزخم الكبير من المستخدمين والزيارات والشهرة والأرباح الكبيرة كما كنت تتصور في البداية.
الربح هو شيء مقبول، وطبيعي أن تسعى لتحقيق ايرادات من مشروعك الإلكتروني، لكن عليك أولا ان تقدم لجمهورك أو الشريحة التي تستهدفها القيمة والحلول لمشاكلهم وما يجعلهم يفضلونك عن منافسيك.
الرغبة في تقديم الفائدة مثلا من خلال مدونة صحية واعتبار الأمر عمل تستمتع بالقيام به دون أن تركز على العائدات والتحويلات يجعلك تستمر في تقديم المحتوى والالتزام بذلك ما يعني في النهاية تزايد الزيارات وإمكانية الكسب من الإعلانات كنموذج ربحي هو الأكثر شيوعا أو التسويق لمنتجات الصحة والربح من كل مبيعة.
هذا مجرد مثال والقاعدة المستفادة منه تنطبق على بقية أشكال المشاريع الإلكترونية، منها قنوات يوتيوب والتطبيقات وانتاج الكتب الإلكترونية و البودكاست وما إلى غير ذلك من المشاريع.
- الاستخفاف بالعمل على الإنترنت
ينشئ أحدهم قناة على يوتيوب ويبدأ بحماس كبير ثم فجأة يبدأ حماسه يخف ثم يصبح أسير الكسل ويتهاون في نشر الفيديوهات ويهمل القناة بشكل تام ثم يبحث عن فكرة جديدة بعد فترة ويبدأ مشروعا آخر ويفشل بنفس الطريقة ثم يتساءل عن السبب؟
السبب هو استعجال النتائج المادية كما قلنا في الفقرة السابقة، والسبب الثاني أيضا هو الاستخفاف بالعمل على الإنترنت واعتبارها نزهة وضربة حظ فقط، بينما هي مثل العمل الحرفي والمكتبي، تحتاج منك إلى اهتمام والتزام ووعي بأن الأمر مهم للغاية ما يدفعك للإستمرار والاحساس بالذنب عندما تتهاون أو يتراجع أداؤك.
- توقع مسيرة خالية من المشاكل والتحديات
هناك تصور ذهني شائع وهو خاطئ، أنه يمكنك البدء في المشروع وبعد فترة ينجح وأن فكرتك التي تبدو جذابة واسم المشروع وشعاره أمور كافية لتحقيق النجاح السريع.
في الواقع النجاح يحتاج إلى وقت وإلى عمل مستمر، توقع أن تبذل جهدا كبيرا لكن لا تحصل على النتائج الكبيرة في البداية بيد أن استمرارك واصرارك قادران على تغيير الكفة لصالحك لتصل إلى النجاح المنشود بعد سلسلة من التحديات والمشكلات وحتى الأزمات.
ربط مسيرة مشروعك بتلك الصورة التي تتعلق بمنحنى تصاعدي سريعا هو أمر خاطئ، لأنه عند النظر في النجاحات العظيمة ستجد أن تلك المنحنيات هي فعلا تصاعدية لكنها تتضمن فترات نزول وتراجع وسقوط عديدة وكثيرة.
- تريد النجاح بسهولة وبسرعة ودون معاناة
نحن البشر بطبعنا لا نحب المعاناة والأزمات والمشكلات ونريد الحصول على أكبر النتائج بأقل جهد ممكن، لكن في الواقع هذا وهم حقيقي.
بيد أن المشاريع الناجحة مرت من فترات صعبة وحتى عند الوصول إلى القمة ستظل الأزمات المؤقتة والمشكلات جزءا من هذه الرحلة وتصور عمل بدون ضغوطات هو اعتقاد آخر خاطئ وشائع.
نهاية المقال:
غالبية المشاريع الإلكترونية الجديدة تموت بعد فترة قصيرة من بدايتها، فيما الحماس يقل لدى أصحابها بعد أيام أو أشهر قليلة من البداية القوية، هذا للأسف لأن الدافع وراء تلك المشروعات هي الربح السريع دون معاناة ولا مشاكل ولا أزمات، فيما الحقيقة أن انشاء مشروع إلكتروني لتقديم الفائدة والاستمتاع بالعمل وحل المشكلات التي تصادفك هي السر وراء المشاريع الناجحة، ومن بعد يمكن لموسم حصاد النتائج الكبيرة أن يبدأ، لكن متى؟ بالطبع بعد مسيرة طويلة من العمل الشاق.