الأخبار المزيفة هي واحدة من أكبر السرطانات المنتشرة على الويب والتي تهدد المستخدمين والمجتمعات وتمس الحياة الشخصية للكثير من الناس حول العالم.
ومع تواجد حوالي 2 ملياري مستخدم نشيط على فيس بوك، تحولت الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم إلى بوصلة لمعرفة ما يحدث في العالم والإطلاع على وجهات نظر الناشطين والمعارضين والجهات الرسمية وغير الرسمية.
مواقع الأخبار منذ سنوات طويلة وهي تنشر روابط الأخبار والمقالات على الصفحات العامة الخاصة بها، والترويج لها هناك لجلب القراء والزيارات، والمكسب المادي في المقابل يكون على الإعلانات التي تظهر بمواقعهم الإلكترونية وهذه تجارة وليس عيبا ذلك بتاتا ما دامت تقدم خدمات للمستخدمين والقراء وهي التغطية الإخبارية في المجالات التي هي متخصصة بها.
لكن للأسف الصحافة الصفراء والراغبين في الشهرة واثارة انتباه المتابعين عادة ما يعمدون إلى نشر الأخبار المزيفة، ولا نتحدث عن الأخبار التي تأتي بعناوين مثيرة فيما محتواها مختلف وهذه مشكلة أخرى، ولكن ما نقصده هي الأخبار المصنوعة من العنوان إلى محتواها وتفاصيل الأحداث بها والتي تم تأليفها.
هذه الأخبار نصادفها هذه الأيام على فيس بوك بكثرة، إما ان تكون سياسية او مجتمعية او رياضية أو اقتصادية أو أي نوع من أنواع الأنباء الكاذبة.
ويمكن أن تصادفها وهي عبارة عن روابط إلى مواقع إلكترونية أو منشورات نصية نشرتها الصفحات بشكل مباشر.
في كل الأحوال نتحدث عن الأخبار المزيفة والتي يتم تأليف الآلاف منها يوميا ونشرها والترويج لها بالأساس في الشبكات الإجتماعية حيث سريعا ما تتحول إلى “مواضيع شائعة” فيتداولها الناس وتنتشر وتحقق قراءات كبيرة وينسخها آخرين ويعيدون مشاركتها.
لكن كتابة هذه الأخبار ونشرها تقف وراءها 3 غايات هي التي يهدف أصحاب تلك المواقع والصفحات حصدها من وراء بثها.
-
حصد زيارات قوية وبالتالي الرفع من العائدات الإعلانية
الغاية الأهم بالنسبة للصحافة الصفراء ومواقع الأخبار المزيفة هي جلب الزيارات القوية من خلال نشر أخبار ملفقة، عادة ما تثير الإنتباه أو تتضمن أحداثا تتمنى فئة كبيرة من الزوار حدوثها على أرض الواقع وبالتالي عندما يصادفونها يصدقونها في التو والحين ويطلعون عليها ومن ثم يشاركونها أيضا على الشبكات الإجتماعية لتستمر في الإنتشار.
العائدات الإعلانية تأتي من الإعلانات التي تظهر بصفحات موقع الأخبار، وأصحاب هذه المواقع يريدون ضمان عائدات قوية ومستمرة من مواقعهم لهذا لا تهمهم المصداقية.
ومؤخرا هددت شركة جوجل المواقع التي تتبع هذه السياسة بمنعها من نشر إعلاناتها في التربح من الزيارات التي يستقبلونها، كما اشارت فيس بوك إلى رغبتها فعل ذلك.
-
السعي نحو الشهرة
الشهرة لا تخص فقط الناجحين في مجالاتهم بل إنها ليست معيارا للنجاح أساسا، فما أكثر المشهورين من حثالة المجتمع والشبكات الإجتماعية صنعت الكثير من المشاهير الزائفين.
هناك فئة كبيرة من مستخدمي فيس بوك يريدون الرفع من المتابعين ورغبتهم كبيرة في أن يصبحوا شخصيات اجتماعية مشهورة تدلي بدلوها في مختلف المواضيع السياسية والإجتماعية والإقتصادية والتقنية وتحصد عددا هائلا من التفاعل.
وهذه الفئة للأسف يطغوا عليها التوجه إلى نشر معلومات مغلوطة سواء لجهلها أو لتعمدها ذلك “للتميز”، فيما أيضا يصنعون أخبارا كاذبة ومع كثرة مشاركتها وتداولها يكسبون المزيد من المتابعين الجدد.
-
استهداف سمعة شخص أو حزب أو طائفة أو دولة
الأخبار المزيفة تتحول أيضا إلى أسلحة إعلامية تستخدم في تشويه سمعة الآخر، وتصفية الحسابات السياسية والخلافات بطريقة شنيعة.
في هذه الحالة يصدق الناس الكثير من الأخبار المزيفة حول أشخاص معينين غالبا هم من الشخصيات والمشاهير، ولك ان تتخيل الضرر النفسي والعائلي الذي يمكن ان ينتج عن مثل هذه الأنباء.
أيضا يمكن ان تستهدف هذه الأخبار الأحزاب قبيل الإنتخابات عادة، ويمكن ان تستخدم في تشويه أمة أو اشعال فتنة وقتال بدولة.
فيس بوك هو افضل مكان لنشر هذه النوعية من الأخبار ويكفي للجهة المسؤولة عن ذلك تسخير صفحات كبرى ذات متابعين للترويج للخبر ويمكن أيضا استخدام الإعلانات والترويج المادي لها.
نهاية المقال:
هذه كانت الأهداف الثلاثة التي تقف عادة وراء صناعة الأخبار المزيفة وتأليفها ونشرها على مواقع الإنترنت ومن ثم الترويج لها على فيس بوك أو نشرها على شكل منشورات كتابية مباشرة.