أزمة بيتكوين والعملات الرقمية ستظل جزء لا يتجزأ من هذا السوق، كما هو الحال بالنسبة لأسواق الأسهم والأوراق المالية والفوركس والتداول بشكل عام.
وفي هذه الفترات العصيبة يتساءل معظم المتداولين والمستثمرين والمضاربين عن كيفية تجنب خسارة المال في هذه الأوقات العصيبة والخروج من الأزمة سالما غانما معافى!
في الواقع الجواب ليس صعبا ولا يحتاج منك إلى أن تكون ذكيا كي تتوصل إلى أجوبة صحيحة له، وشخصيا طيلة أزمة العملات الرقمية لسنة 2018 لم أخسر أي دولار وأموالي التي استثمرتها لا أزال أملكها.
بل بإمكاني بيع ما لدي من عملات والخروج من السوق مع ربح جيد أيضا، لكنني مستثمر وعندما استثمرت في الريبل XRP و NEM وعدت نفسي أن أكون مستثمرا لا مضاربا يبيع ويشتري بشكل يومي.
في هذا المقال سأجيب عن هذا السؤال بوضوح كما العادة.
-
البيع قبل السقوط من القمة قرار صائب
بالنسبة للفئة من المضاربين وحتى المستثمرين الذين قاموا ببيع العملات الرقمية عندما وصلت إلى قمتها وخرجوا من السوق، فهؤلاء حصلوا على أرباح جيدة ويعتبرون أنفسهم محظوظين لأنه بعد الحصاد جاءت الأزمة لتوفر لهم فرصة شراء العملات الرقمية بسعر أقل والانتظار مجددا لأسابيع وأشهر حتى تصل إلى مستويات مرتفعة ثم يبيعون مجددا.
هذا تصرف ذكي يتوجب منك الخروج من السوق عندما تشعر بأن الأصول قد تحولت إلى فقاعة ولديك معطيات بأن الأزمة ستندلع عما قريب لسبب معين.
-
الاحتفاظ باستثماراتك وعدم البيع
هذا ما قمت به ببساطة، لم أعمل على بيع الريبل XRP عندما وصلت إلى 3.8 دولار وما زلت أحتفظ بها وهي التي اشتريتها بسعر 0.25 دولار، هذا لأنني أعلم مسبقا أن الأزمة الراهنة ستمر كما أن هذه العملة ستصل على المدى المتوسط إلى 10 دولار أمريكي.
ونفس الامر أيضا مع NEM التي اشتريتها وهي التي وصلت إلى 1.61 دولار، هذا لأنني أعلم أنها ستصل إلى عشرات الدولارات مع العلم أن عددها أقل وهو لا يتجاوز 8.9 مليار وحدة.
لو قمت ببيع NEM عندما تراجعت إلى 0.20 دولار لخرجت بخسارة كبيرة لأنني اشتريت بسعر أكبر، وسيكون هذا حماقة.
لكن ما دمت أحتفظ بوحدات هذه العملة لست قلقا على شيء، فهي عملة رقمية ذات مستقبل كبير حسب اعتقادي.
كي تتبع هذه الاستراتيجية ولا تشعر بالقلق أثناء الأزمة تحتاج إلى شيئين مهمين، الأول هو أن تختار أنك مستثمر ولست مضاربا، بالتالي لا أنت لست ضمن الفئة التي تشتري وتبيع من يوم إلى يومين أو كل أسبوع.
الثاني هو أن تستثمر في عملة رقمية أنت مقتنع تماما بأنها ستنجح وليس لأن صاحب مجلة أمناي استثمر فيها أو أن صديقك الفلاني مستثمر بها، لست مقتنعا؟ لا تضيع وقت، هذا واضح.
-
لا تبيع بأقل من سعر الشراء
نعم هناك كثيرون في هذا العالم يحصلون على سهم أو عملة معينة بقيمة محددة ويبيعون في الأزمة بسعر أقل من سعر الشراء، وتبريرهم هو الخروج بأقل الخسائر.
هذا السلوك الذي يتبعه القطيع ويجعلهم يكرهون البورصات والاستثمار بشكل عام، بل يتحدثون عن أنه عالم من النصب والخداع، هو مدفوع بسبب الجهل والعشوائية في اتخاذ القرارات الاستثمارية.
المستثمر الناجح هو الذي يضع أمواله في مشروع أو عملة يرى أنها ذات مستقبل كبير، وهذه الرؤية تأتي من دراسته أولا وعلمه بالتفاصيل، وليس لأن هناك اقبال كبير عليها فهذا خطأ ومع اندلاع الأزمة ستبحث عن الخروج لأنه ليس لديك دافع قوي للبقاء ولا تعرف ما الذي سيحدث في المستقبل.
نهاية المقال:
الطريقة الثانية هي التي استخدمتها ولا أزال متشبثا بها لأنني أعلم أن العملات التي استثمرت ينتظرها مستقبل كبير، لهذا لم أخسر ولو 0.01 دولار، ومهما اشتدت الأزمة لا أشعر بالقلق ولا أندفع للهروب من السوق.