هل تعلم أن غالبية الشركات الناشئة تتعرض للفشل و الإختفاء من ساحة المنافسة بعد بضعة أشهر فقط من ولادتها ؟ و أنه بالرغم من ولادة عشرات الألاف منها سنويا نجد أن المتبقي منها ليس إلا مجرد مئات فقط مرشح للتقلص لاحقا ؟
تلك هي الحقيقة عزيزي رائد الأعمال لذا كن حذرا عند الشروع في بناء مؤسستك و الدخول في مسيرة مشروع ناشئ ، بعض الأخطاء هنا ليست صغيرة من الأساس بل هي أعمق مما تظن و تضع بسرعة كبيرة نهاية لقصة شركتك .
نحن في هذا المقال سنركز على ثلاثة أخطاء نحن جميعا قد نسقط فيها عند عمل مشروع جديد و ذلك للتعرف عليها و تفاديها مستقبلا .
- فكرة مبتذلة و منتج لا جديد فيه
ظهرت الكثير من الشبكات الإجتماعية لمنافسة فيس بوك بعد أن نجح هذا الأخير لسبب واحد و هو إقتناع أصحاب تلك المشاريع بأن مستخدمي الويب مقبلون أكثر على منصات التواصل و نفس الأمر حدث مع واتساب رأينا بعد بيعه بسعر وصل إلى 21 مليار دولار إقبالا جنونيا في الأشهر الموالية للصفقة على إطلاق تطبيقات الدردشة و دخول شركات ناشئة كثيرة على الخط .
النتيجة هو بقاء فيس بوك في الصدارة و أيضا واتساب بقطاع تطبيقات الدردشة و كل هذا لأن المنافسين الجدد لا يقدمون أية قيمة مضافة و بقية المشاريع هي تغيير للأسماء و الواجهات فقط و لا تقدم شيئا مميزا قادرا على تغيير المعادلة .
أنت أيضا قد تقرر عمل شركة جديدة لإنتاج مشروبات غازية و منافسة كوكا كولا و بيبسي إسأل نفسك هذا السؤال : ما الذي سيجعل منتجي أفضل منهم و قادر على إقناع شريحة المستهلكين لشراءه ليس فقط من أجل تجربته بل أيضا إدمان إستهلاكه ؟
إذا كنت لا تجد جوابا لهذا السؤال عند الإقدام على بدء مشروعك فرجاء لا تضيع وقتك و مالك و أعصابك على رحلة محكوم عليها بالفشل من البداية .
- فريق عمل غير متحمس للفكرة و العمل
لأن المحترفين مكلفين جدا و يتقاضون رواتب أكبر تتفادى الشركات الناشئة توظيفهم و تلجأ أكثر للمبتدئين أو ربما لتوظيف أقارب و أصدقاء مؤسيسها .
ليس عيبا أن يعمل معك قريب لك لكن أغلبهم هنا في الشركة لأنهم فقط أصدقائك أو من عائلتك و على الأغلب يطمعون فقط في المال و الأرباح أما فكرتك فلا أحد متحمس لها .
و مع مرور الوقت و اكتشاف أن مسيرة الصعود طويلة للغاية أو مواجهة الصعوبات تتفكك الشركة من حولك ، كل واحد يلقي المسؤولية على الأخر و النصيب الأكبر من الإتهامات موجهة أكثر لصاحب الفكرة المتهم بأنه باع لأصدقائه و أقربائه الوهم و ليس مشروع لحصد المال .
- الرهان على الأرباح مبكرا
العديد من تطبيقات الدردشة الناجحة و منها سناب شات حققت نجاحا هائلا من ناحية الإنتشار و الشهرة و عدد المستخدمين الهائل و المتنامي لكن هل تساءلت عن الأرباح التي تحققها المؤسسة ؟ الحقيقة أنها لا تحقق أية أرباح منذ شهور طويلة رغم كل هذه الأمور الجميلة .
الأن و بعد مسيرة طويلة أصبحث العديد من الجهات و الشركات العالمية تبحث عن الإستثمار فيه، لو وضعنا شخص مكان إيفان شبيغل متعطش للربح و هدفه من هذا المشروع هو أن يكون مليارديرا لقرر بيعه أو إغلاقه قبل أن يتلقى عرضي جوجل و فيس بوك لشراءه و هو ما تلقاه مؤسس سناب شات و رفضه أيضا لأنه غير مقتنع بالبيع و هو ما أراه صائبا !
تعلم ببساطة أن لا تحلم بحصد الأرباح من البداية فهذه كذبة كبيرة و من الأخطاء الشائعة التي تدفع رواد الأعمال للتخلي عن مشاريعهم الناشئة رغم توفر مقومات النجاح الساحق على المدى الطويل .
نهاية المقال :
هل أنت على أبواب مشروع جديد لك ؟ حسنا تجنب أن يكون منتجك بلا قيمة إضافية و مقنعة و أن لا يكون معك فريق عمل غير متحمس للمشروع و لا تنسى أن الرهان على الأرباح مبكرا سيسبب لك إحباطا هائلا يدفعك للتخلي عن مشروعك .