
مع اقتراب 3I/ATLAS من مدارنا في ديسمبر 2025، تتزايد النظريات من علماء الفضاء والفيزياء الفلكية وحتى المنجمين وغير المتخصصين.
في هذا الصدد دعا الفيزيائي الفلكي من جامعة هارفارد، أفي لويب إلى التحقيق في “تسارع غير جاذبي” قد يكون دليلا على تدخل خارجي.
هل يشغل الفضائيون محرك 3I/ATLAS المتجه نحو الارض، أم هو مجرد كويكب طبيعي يخدعنا؟ في هذه المقالة، نستعرض التفاصيل العلمية والغموض المحيط بهذا الجسم، مستندين إلى تصريحات لويب وتقارير المركز الدولي للكواكب الصغيرة.
ما هو 3I/ATLAS: الجسم النجمي الثالث الغامض
يُعرف 3I/ATLAS بأنه الجسم النجمي الثالث المكتشف، حيث يشير “3I” إلى ترتيبه في قائمة الاجسام القادمة من خارج النظام الشمسي، بينما يأتي “ATLAS” من نظام التنبيه المبكر للكواكب الصغيرة الأرضية، الذي اكتشفه أول مرة.
هذا الكويكب الغريب، الذي دخل مدارنا في أواخر 2024، يُظهر خصائص غير عادية تجعله هدفا للدراسات الفلكية.
يُتوقع أن يصل إلى أقرب نقطة له من الارض في 19 ديسمبر 2025، على بعد حوالي 167 مليون ميل، قبل أن يغادر النظام الشمسي نهائيا في يناير 2026.
ما يميز 3I/ATLAS هو مساره غير المنتظم، الذي يشمل تسارعا غير جاذبي يُفسر عادة بإطلاق غازات من النواة. لكن لويب، الذي اشتهر باكتشافاته حول Oumuamua، يرى فيه علامات اصطناعية.
في منشور على موقع Medium، كتب لويب: “بديلا عن ذلك، قد يكون التسارع غير الجاذبي بصمة تقنية لمحرك داخلي. هذا قد يفسر أيضا تقرير 3I/ATLAS الذي أصبح أزرق أكثر من الشمس. بالنسبة لكويكب طبيعي، هذا اللون الأزرق مفاجئ جدا. يُتوقع أن يحمر الغبار ضوء الشمس المبعثر، وسطح 3I/ATLAS يُتوقع أن يكون أبرد بنحو 20 مرة من 5800 درجة كلفن في الطبقة الضوئية للشمس، مما يؤدي إلى أن يكون لونه أحمر أكثر من الشمس. المظهر الأزرق عند الاقتراب الأقصى من الشمس هو الشذوذ التاسع في قائمة الخصائص غير المتوقعة لـ3I/ATLAS. يمكن تفسيره محتملا بمحرك ساخن أو مصدر ضوء اصطناعي. ومع ذلك، قد يكون بدلا من ذلك بصمة أول أكسيد الكربون المؤين لكويكب طبيعي”
نظرية لويب: محرك فضائي أم تسارع طبيعي؟
يُعد أفي لويب واحدا من أبرز علماء الفلك الذين يتحدون النظريات التقليدية، ونظريته حول 3I/ATLAS لا تُستثنى.
في تصريحاته، قال لويب: “كان هناك دفع يحركه بعيدا عن مساره الأصلي، وكنت أتوقع أن يفقد 10 إلى 20% من كتلته نتيجة الارتداد.”
هذا التسارع غير الجاذبي، الذي سُجل عند اقتراب الكويكب من الشمس، يُثير تساؤلات حول ما إذا كان مدفوعا بمحرك داخلي يديره كائنات فضائية.
كما أشار لويب إلى اللون الأزرق الذي ظهر على 3I/ATLAS عند اقترابه الشديد من الشمس، قائلا: “يمكن تفسير اللون بفكرة محرك على متن الكويكب، وفقا للويب الذي أضاف أيضا أنه قد يأتي من ‘مصدر ضوء اصطناعي’، أو ‘بصمة أول أكسيد الكربون المؤين… لكويكب طبيعي'”
هذه الخصائص غير المتوقعة، التي وصفها لويب بأنها “الشذوذ التاسع”، تشمل تغيرا في الاتجاه يتجاوز التفسيرات الطبيعية للكواكب.
يُقارن لويب 3I/ATLAS بـOumuamua، الجسم النجمي الأول الذي اقترح أنه قد يكون مسبارا فضائيا، مُضيفا أن “اللون الأزرق مفاجئ جدا لكويكب طبيعي”.
ومع ذلك، يترك لويب الباب مفتوحا للتفسيرات العلمية التقليدية، مثل وجود أول أكسيد الكربون المؤين، لكنه يدعو إلى دراسة دقيقة أثناء الاقتراب القريب في ديسمبر.
اقتراب 3I/ATLAS: فرصة ذهبية للكشف عن أسرار الفضاء
مع اقتراب 3I/ATLAS من الارض في 19 ديسمبر 2025، على بعد 167 مليون ميل، يُعتبر هذا الحدث فرصة نادرة للعلماء لفحص الجسم عن كثب.
المراصد الأرضية، مثل تليسكوب جيمس ويب، ستُركز على تحليل تركيبته الكيميائية ومساره، لتحديد ما إذا كان كويكبا طبيعيا أم شيئا اصطناعيا.
يُتوقع أن يغادر الكويكب النظام الشمسي في يناير 2026، مُتجهًا إلى الفراغ الخارجي، مما يجعل هذه الفترة القصيرة نافذة زمنية حاسمة.
لويب، الذي يُشرف على مشاريع مثل Galileo Project للبحث عن أدلة تقنية خارجية، يرى في 3I/ATLAS دليلا محتملا على حضارة متقدمة، “هذا التسارع غير الجاذبي قد يكون بصمة تقنية لمحرك داخلي”، مُحذرا من أن تجاهل مثل هذه الشذوذ قد يُفوِّتنا كشوفات تاريخية، في الوقت نفسه، يُؤكد لويب أن الاحتمال الطبيعي لا يزال قائما.
