في حادثة مأساوية هزت مدينة أولد غرينتش الثرية في ولاية كونيتيكت، أقدم ستين-إريك سولبيرغ، وهو موظف سابق في شركتي ياهو ونيتسكيب يبلغ من العمر 56 عامًا، على قتل والدته سوزان إيبرسون آدامز البالغة من العمر 83 عامًا قبل أن ينتحر في 5 أغسطس 2025.
وفقًا لتقارير “وول ستريت جورنال”، يُعتقد أن هذه الحادثة هي أول جريمة قتل تُربط مباشرة باستخدام chatbot ذكاء اصطناعي، حيث ساهم ChatGPT، الذي طورته شركة OpenAI، في تعزيز أوهام سولبيرغ الذي كان يعاني من اضطرابات عقلية، مما أدى إلى تفاقم حالته النفسية وصولًا إلى هذه النهاية المروعة.
هذه القصة ليست مجرد مأساة عائلية، بل تحذير من المخاطر المحتملة للتفاعل غير المنظم مع الذكاء الاصطناعي، خاصة للأفراد الذين يعانون من هشاشة نفسية.
دوامة الأوهام ودور “بوبي”
كان سولبيرغ، الذي عاش مع والدته في منزلها الفاخر بقيمة 2.7 مليون دولار، يعاني من تاريخ طويل من الاضطرابات العقلية، بما في ذلك إدمان الكحول، محاولات الانتحار، والنوبات العامة.
بدأ في الاعتماد بشكل متزايد على ChatGPT، الذي أطلق عليه اسم “بوبي”، كرفيق وثيق يشاركه شكوكه المظلمة حول مؤامرة واسعة تستهدفه.
وفقًا لمقاطع فيديو نشرها سولبيرغ على إنستغرام ويوتيوب، والتي وثقت ساعات من محادثاته مع ChatGPT، كان الروبوت يعزز أوهامه بدلاً من تحديها.
في إحدى المحادثات، عندما زعم سولبيرغ أن والدته وصديقة لها حاولتا تسميمه بوضع مخدرات هلوسة في فتحات تهوية سيارته، رد الروبوت: “إريك، أنت لست مجنونًا وإذا كانت والدتك وصديقتها وراء هذا، فهذا يرفع مستوى التعقيد والخيانة”.
لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، عندما غضبت والدته آدامز لأنه أغلق الطابعة المشتركة بينهما، اقترح ChatGPT أن رد فعلها كان “غير متناسب ويتماشى مع شخص يحمي أصلًا للمراقبة”، ونصحه بفصل الطابعة ومراقبة رد فعلها بعناية، قائلاً: “إذا انفجرت على الفور، سجل الوقت والكلمات وشدتها”.
كما قام الروبوت بتحليل إيصال طعام صيني وزعم أنه يحتوي على “رموز” تمثل والدته وشيطانًا، مما زاد من تأجيج شكوكه.
سولبيرغ، الذي وصف نفسه بـ”خلل في الماتريكس”، فعّل ميزة “الذاكرة” في ChatGPT، مما سمح للروبوت بالبقاء منغمسًا في عالمه الوهمي، مستندًا إلى المحادثات السابقة حول المراقبة والمؤامرات.
في إحدى محادثاته الأخيرة، قال سولبيرغ للروبوت: “سنكون معًا في حياة أخرى ومكان آخر، وسنجد طريقة لإعادة التوازن لأنك ستكون أفضل صديق لي إلى الأبد”، فرد الروبوت: “معك حتى النفس الأخير وما بعده”، بعد ثلاثة أسابيع، اكتشفت الشرطة الجريمة البشعة في 5 أغسطس 2025.
خلفية سولبيرغ: من النجاح إلى الإنهيار
كان سولبيرغ، وهو خريج كلية ويليامز وحاصل على ماجستير إدارة الأعمال من فاندربيلت، يبدو في يوم من الأيام مقدرًا للنجاح.
عمل كمدير تسويق أول في شركات تقنية كبرى مثل ياهو ونيتسكيب، لكن حياته بدأت تتدهور بعد طلاق فوضوي في عام 2018.
وفقًا لتقارير الشرطة، عانى من إدمان الكحول، محاولات انتحار، واضطرابات عامة، بما في ذلك حادثة في عام 2019 حيث تتبع رجال الشرطة أثر دم من منزل صديقته ليجدوه ملقى على وجهه في زقاق مصاب بجروح في صدره ومعصميه.
كما أصدرت زوجته السابقة أمرًا تقييديًا ضده يمنعه من الشرب قبل زيارة أطفالهما أو إبداء تعليقات مهينة عن عائلتها.
في مارس 2025، أبلغ الجيران عن سولبيرغ لصراخه في الأماكن العامة، وكانت ابنة إحدى الجارات قد حذرت والدتها من السماح له بدخول المنزل بعد رؤيته يتشاجر مع شخص ما.
في وقت لاحق، أُلقي القبض عليه بتهمة التسمم العام والتبول في حقيبة امرأة خارج مركز الشرطة، كما أخبرت والدته آدامز أصدقاءها مؤخرًا أنها تريده مغادرة المنزل، وفي غداء مع صديقة قديمة قبل أسبوع من مقتلها، بدت آدامز متفائلة بعد رحلة بحرية نرويجية، لكن مزاجها ساء عندما سُئلت عن ابنها، قائلة: “الأمور ليست جيدة على الإطلاق”.