في مصلحة من يصب الدولار الضعيف الذي يدافع عنه دونالد ترامب؟

في مصلحة من يصب الدولار الضعيف الذي يدافع عنه دونالد ترامب؟

الرئيس دونالد ترامب ليس الوحيد الذي يريد أن يكون الدولار الأمريكي ضعيفا، أو بعبارة أن يكون أقل قيمة مقارنة بالعملات الدولية الأخرى.

ولطالما هاجم البنك المركزي الأمريكي الذي توجه منذ فترة إلى رفع سعر الفائدة قبل أن يقدم على أول خفض لها منذ الأزمة المالية العالمية لسنة 2008 وهذا نهاية الشهر الماضي.

يريد الرئيس الأمريكي المزيد من خفض أسعار الفائدة وهو ما يعني طباعة المزيد من الدولارات وتوفيرها في السوق وهو ما يجعل قيمتها تتراجع، ومع هذا تتراجع تكاليف الإقتراض ويتم تحفيز السوق بالمزيد من القروض والديون والأموال الرخيصة.

  • من مصلحة الشركات الأمريكية أن يكون الدولار ضعيفا

حوالي 40٪ من عائدات الشركات الأمريكية تأتي من خارج البلاد، هذا يعني أنه من المهم للغاية ان تكون عملة البلاد تنافسية في الأسواق العالمية.

تراهن الشركات على أن الدولار سيبدأ في الضعف مع تقدم مجلس الإحتياطي الفيدرالي إلى الأمام بمزيد من التخفيضات في معدلات الفائدة وتباطؤ النمو في الولايات المتحدة.

وهناك العديد من الشركات التي تقول أن تراجع أو تضرر نتائجها المالية هو بسبب قوة الدولار ومنها نايكي و آبل إضافة إلى فيس بوك و Johnson & Johnson.

وقال جون مورفي المدير المالي لشركة كوكاكولا للمحللين الشهر الماضي: “نعتقد أن الدولار يقترب من نهاية دورة قوية، وبالتالي نعتقد أننا في بيئة حميدة خلال العام المقبل”.

ويبدو أن الشركات الأمريكية متفائلة بخصوص العام المقبلة حيث ستتراجع قوة الدولار مع توجه البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة.

  • من مصلحة الشركات أن تكون العملات المنافسة قوية مقابل الدولار

أشار بنك أوف أمريكا ميريل لينش في تقرير هذا الأسبوع إلى أن “الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويًا نسبيًا”. بالإضافة إلى ذلك، فإن البيانات الاقتصادية العالمية الضعيفة تعني أن الدول الأخرى من المرجح أن تستمر في خفض أسعار الفائدة بينما الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يبقي الدولار قويًا بالنسبة إلى العملات الأخرى.

وقال محللون في البنك “نشك في أن الظروف اللازمة ليصبح الدولار ضعيفا قد لا تكون موجودة”.

في حالة بقاء الدولار عند المستويات الحالية وقيام الإتحاد الأوروبي والدول الأخرى بخفض أسعار الفائدة فهذا يعني حتما أن الدولار سيكون اقوى من الوقت الراهن وهو ما يضر أكثر الصادرات الأمريكية.

  • مواجهة الصين التي تخفض أسعار الفائدة

أشارت بكين اليوم الثلاثاء إلى أنها قد تتخذ خطوات أكبر لتعزيز الاقتصاد الصيني المتدهور بعد الكشف عن ما هو أقل نسبة تخفيض في سعر الفائدة على القروض الجديدة للشركات.

قال ليو قوه تشيانغ نائب محافظ بنك الشعب الصيني للصحفيين يوم الثلاثاء “هناك متسع لنا لخفض أسعار الفائدة”، “سواء فعلنا ذلك أم لا فهذا يعتمد على النمو الاقتصادي وظروف الأسعار”.

خلال عطلة نهاية الأسبوع أعلنت الصين تغييرًا في نظام أسعار الفائدة الخاص بها يهدف إلى إعطاء قطاع الشركات المتعثر مزيدًا من الدعم.

تراجع الاقتصاد الصيني إلى أبطأ وتيرة نمو له منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، بسبب مستويات الديون غير المستدامة، والانتقال من الصناعة إلى الاستهلاك، والحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة.

ولا ترغب الولايات المتحدة في أن ترمم الصين جراحها وتتجاوز مشاكلها الإقتصادية لأن ذلك يعرضها لمشاكل أكبر في الحرب التجارية المستمرة ضد بكين.

لدى الإدارة الأمريكية رغبة دفينة في تحطيم الصين واعادتها إلى الدول المتأخرة، كما أنها متخوفة من أي هبوط لليوان مقابل الدولار.

في بداية الشهر الحالي، شهدت الأسواق العالمية حالة الذعر عندما تراجع اليوان مقابل الدولار إلى المستوى 7، أدى ذلك إلى حالة بيع قوية للأسهم واقبال على الذهب لم نشهد لها مثلا منذ سنوات طويلة.

ورغم ان الصين تنفي أن هبوط اليوان حدث بشكل متعمد إلا أن المراقبين يجمعون على أنها تعمدت فعل ذلك كرد على التعريفات الجمركية التي تستعد الولايات المتحدة إضافتها على بقية الواردات الصينية، وإن كان دونالد ترامب عاد وأكد أن جزء قليل من تلك الواردات سيؤجل الرسوم الجمركية الجديد عليها حتى نهاية العام الجاري.

 

نهاية المقال:

خفض أسعار الفائدة هي البوابة نحو الدولار الضعيف والمنشود، تأمل كل من آبل و كوكاكولا وشركات أخرى أن تتحقق أمنية دونالد ترامب لأن هذا في مصلحتها.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز