مشروع الديانة الإبراهيمية ونهاية الصراعات الدينية الدموية

مشروع الديانة الإبراهيمية ونهاية الصراعات الدينية الدموية

عند البحث في الويب العربي عن مشروع الديانة الإبراهيمية ستجد مئات المقالات ومقاطع الفيديو التي تحذر منه وترفضه ويكفر أصحابها داعميه، وهذا الخوف مشترك أيضا مع مسيحيي ويهود الشرق.

لكن المشروع الكبير الذي بدأت دراسته منذ 1990، كان الهدف منه أمريكيا هو حل الصراع العربي الإسرائيلي، إذ كما وجدت الإدارات الامريكية المتعاقبة مشاكل مع الفلسطينيين والعرب من ناحية فقد اصطدمت أيضا بالمتعصبين الإسرائيليين الذين يدعمون الإستيطان ويريدون تهويد القدس بأكملها.

يتمسك كل طرف بمعتقداته الدينية والتأويلات التي تؤكد أنه الأحق بالقدس وهذه الأراضي المقدسة، لذا فقد عرفت الولايات المتحدة وكذلك المجتمع الدولي أن المشكلة ليست سياسية فحسب بل دينية في أساسها.

من جهة أخرى يشهد الشرق الأوسط صراعات دينية متعددة، أبرزها الصراع السني الشيعي والذي لم ينتهي بعد، ويمكن لمسلسلات تاريخية وتصريحات من هنا وهناك أن تشعل تلك الفتنة التي تؤثر سلبا على المنطقة برمتها.

ولا ننسى أيضا التيارات الإسلامية واليهودية المتشددة في المنطقة والتي لا تعترف بالعقائد والديانات الأخرى وتطالب بسحقهم، وقد رأينا داعش كمثال على ذلك من الناحية الإسلامية، وهناك أيضا اليمني المتطرف الإسرائيلي من الناحية اليهودية.

المسيحيون هم أيضا لديهم معتقدات وهم أيضا متورطون في الصراع العربي الإسرائيلي، وهم مع المسلمون في منع تهويد القدس لكنهم أيضا يخشون التيارات الإسلامية التي لا تتقبل العيش المشترك.

من خلال مشروع الديانة الإبراهيمية سيتم التسويق لفكرة مهمة وحقيقية، كل هذه الديانات والمعتقدات اصلها رجل واحد، النبي إبراهيم الذي يعد من أعظم الأنبياء في التاريخ، الرجل الذي اشتهرت بقصص عديدة ومعجزات وأسئلة قادته في النهاية إلى الإيمان بوجود خالق أسمى لهذا الكون عوض عبادة الأصنام والشمس والقمر.

عندما تعرف كل هذه الطوائف والديانات وتعي هذه الحقيقة فعلا، سيتجنب قادتها تكفير الآخرين ومهاجمتهم وسيكون التعايش بين الأتباع أقوى وأفضل من أي وقت مضى.

يظل الصراع الديني في الشرق الأوسط هو أساس المشكلة، في سوريا على سبيل المثال يكره الكثير من الناس بشار الأسد ليس فقط لأنه مستبد بالحكم، ولكنه لأنه علوي، وقد تم تكفير طائفة العلويين من قبل بعض رموز أهل السنة وعلى رأسهم ابن تيمية.

ورغم أن البعض يحاول التأكيد على أن مشاكل الشرق الأوسط سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى، إلا أن الدين حاضر بقوة دائما في هذه الصراعات والأحداث وستجده دائما حتى في القراءات السياسية.

وفي هذا الإطار نستحضر تحريم العديد من الفقهاء والمؤسسات الإسلامية للتطبيع مع إسرائيل، وهناك أيضا يهود متشددون لا يتفقون مع حكومتهم في التطبيع مع الدول العربية ويحرمون ذلك.

والحقيقة أنه لا توجد في نصوص اليهودية أو الإسلام أو المسيحية ما يحرم التعامل بين أتباع هذه الديانات أو غيرها من المعتقدات، حتى القرآن المليء بقصص إسرائيل لا ينكر حقهم في العيش على الأرض.

وقد وصل التعصب بفئة من المسلمين إلى انكار أن اليهود قد عاشوا من قبل في هذه الأرض المتنازع عليها، وأنهم كانوا يستوطنون اليمن أو السودان المهم ليس فلسطين، بينما الكتب المسيحية تشير إلى شعب إسرائيل وكذلك شعب فلسطين كان يعيش في نفس المنطقة بجانب شعب اسرائيل.

وفي العراق يعد التعصب الديني وخصوصا الصراع السني الشيعي أكبر مشكلة لهذا البلد منذ نهاية الغزو الأمريكي لهذا البلد، يحن أهل السنة إلى أيام صدام حسين السني الذي سيطر تماما على البلاد، فيما يلعن الشيعة تلك الأيام التي يقولون بأنها أيام حكم الأقلية للأغلبية.

اليوم يفهم العقلاء هذه الصراعات وأساسها الديني الناتج عن سوء فهم النصوص أو حتى التورط في صراع قديم حصل بين الأتباع الأوائل (صراع السنة والشيعية يعود أصله إلى عصر الخلفاء الراشدين).

رغم أننا نعيش في عام 2023 وفي عالم متغير لا تزال القراءات والتأويلات القديمة للنصوص الدينية هي التي تحكم معظم شعوب الشرق الأوسط، لهذا السبب ستكون هناك دائما حروب وتيارات متطرفة واصطدامات في المنطقة.

من الواضح أنه بالرغم من الهجوم الشرس على مشروع الديانة الإبراهيمية، إلا أن الكثير من الشباب في المنطقة يأملون في نجاح هذا المشروع خصوصا إذا كان سينهي مأساة الشعوب وينهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وحصار غزة وعزلة سوريا وفوضى اليمن والعراق ويدفع بالمنطقة إلى السلام والتنمية الإقتصادية الشاملة.

إقرأ أيضا:

التطبيع بين السعودية وايران جزء من مشروع الديانة الإبراهيمية

مشروع الديانة الإبراهيمية ونهاية الصراعات الدينية الدموية

لماذا تدعم الإمارات الديانة الإبراهيمية التوحيدية؟

آية قرآنية تؤيد تأسيس البيت الإبراهيمي في الإمارات

مذهب إسلامي جديد على يد صالح المغامسي مبني على الديانة الإبراهيمية

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز