حقيقة فضيحة صورة محمد بن سلمان ضاحكًا مع جيفري إبستين

في تقرير استقصائي نُشر في 5 أغسطس 2025، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن صورة مؤطرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان داخل قصر رجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين في مانهاتن، نيويورك.

الصورة، التي وُصفت بأنها تُظهر الأمير محمد بن سلمان وهو يضحك، أثارت موجة من الجدل والتكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل سمعة إبستين المرتبطة بجرائم الاتجار بالجنس.

هذا المقال يستعرض حقيقة هذه الفضيحة المزعومة، سياق الصورة، وردود الفعل المحيطة بها، مع التركيز على المعلومات المتاحة وتفنيد الادعاءات غير المؤكدة.

من هو جيفري إبستين؟

جيفري إبستين (1953-2019) كان مستثمراً مالياً أمريكياً اشتهر بعلاقاته الواسعة مع النخب السياسية والاقتصادية العالمية.

أُدين عام 2008 بتهم تتعلق باستدراج قاصرات لأغراض جنسية، وقضى 13 شهراً في سجن فلوريدا.

في عام 2019، أُعتقل مجدداً بتهم الاتجار بالجنس، لكنه توفي في زنزانته في ظروف غامضة أُعلن أنها انتحار، مما أثار نظريات مؤامرة واسعة.

قصره في مانهاتن، الذي كان مسرحاً للقاءاته مع شخصيات بارزة، احتوى على صور ووثائق تُظهر شبكة علاقاته المعقدة.

تفاصيل صورة محمد بن سلمان ضاحكًا مع جيفري إبستين

وفقاً لتقرير “نيويورك تايمز”، الصورة المؤطرة للأمير محمد بن سلمان كانت جزءاً من مجموعة صور داخل قصر إبستين، تضمنت شخصيات بارزة مثل بيل كلينتون، إيلون ماسك، ميك جاغر، وإيهود باراك.

لم يوضح التقرير تاريخ التقاط الصورة أو سياق اللقاء، لكنه أشار إلى أنها كانت معروضة ضمن ديكور القصر الذي استضاف لقاءات مع شخصيات عالمية.

بعض التقارير ذكرت أن الصورة التقطت في إحدى قاعات الاستقبال، بينما زعمت مصادر أخرى، دون دليل قاطع، أنها كانت في غرفة نوم إبستين.

أثارت الصورة موجة من التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ربط البعض بين وجود الصورة وسمعة إبستين المثيرة للجدل، مشيرين إلى احتمال وجود علاقات مشبوهة.

ومع ذلك، لم يقدم أي من التقارير دليلاً على تورط الأمير محمد بن سلمان في أي نشاط غير قانوني مع إبستين.

الحكومة السعودية لم تصدر تعليقاً رسمياً حتى الآن، مما زاد من الغموض حول طبيعة اللقاء.

على منصة إكس، ظهرت تعليقات متنوعة، بعضها يرى في الصورة دليلاً على “فضيحة”، بينما اعتبرها آخرون مجرد لقاء دبلوماسي أو اجتماعي ضمن إطار رؤية السعودية 2030، التي تسعى لتعزيز الانفتاح الاقتصادي والسياسي.

فيديو مزيف منسوب للأمير محمد بن سلمان، نُشر على إكس في 6 أغسطس 2025، زعم أنه يعلق على الصورة، لكنه تبين أنه مُركب باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يكشف عن محاولات لتضخيم الجدل.

لقاءات إبستين مع النخب العالمية

إبستين كان معروفاً باستضافة شخصيات بارزة في قصره، بما في ذلك سياسيين، رجال أعمال، ومشاهير.

وثائق أخرى نُشرت في التقرير تضمنت رسائل من شخصيات مثل إيهود باراك، وودي آلن، وبيل غيتس، مما يشير إلى أن الصورة ليست حالة استثنائية، بل جزء من شبكة علاقات واسعة.

بعض هذه اللقاءات كانت في إطار اجتماعي أو مهني، بينما أثارت أخرى تساؤلات حول طبيعتها، على سبيل المثال، رسالة من بيل غيتس تحتوي على عبارة “كنت مخطئًا!” أُثيرت كدليل محتمل على رهان، لكنها لم تُربط بجرائم مباشرة.

في حالة الأمير محمد بن سلمان، يُحتمل أن يكون اللقاء قد تم في سياق دبلوماسي أو اقتصادي، خاصة مع زياراته المتكررة للولايات المتحدة خلال السنوات التي سبقت توليه منصب ولي العهد عام 2017.

ومع ذلك، غياب تفاصيل دقيقة عن موعد ومكان الصورة يجعل من الصعب تحديد طبيعة اللقاء.

هل هناك دليل على تورط الأمير محمد بن سلمان؟

حتى الآن، لا توجد أدلة موثقة تربط الأمير محمد بن سلمان بأي نشاط غير قانوني مع إبستين.

الصورة بحد ذاتها، كما وصفها تقرير “نيويورك تايمز”، لا تثبت تورطاً في جرائم إبستين، بل تُظهر فقط وجوده ضمن مجموعة صور لشخصيات بارزة.

الإدعاءات التي تتحدث عن “فضيحة” تعتمد إلى حد كبير على تكهنات وروايات مبالغ فيها، مثل الفيديو المزيف الذي زعم تعليق الأمير على الصورة.

من الجدير بالذكر أن إبستين كان يحتفظ بصور ووثائق لشخصيات عالمية كجزء من عرضه لنفوذه، مما قد يعني أن الصورة كانت مجرد جزء من هذا الأرشيف وليس دليلاً على علاقة وثيقة.

كما أن تقارير سابقة، مثل زيارة الصحفي جيمس ستيوارت لقصر إبستين عام 2018، أشارت إلى وجود صورة للأمير، لكن دون تفاصيل تشير إلى أي نشاط غير قانوني.